من أين ستأتيك السلامة وأنت تصفق للحرائق المندلعة في غرفة نومك؟!

محويت نت

لا يحتفل بالاشتباكات في صنعاء.. ولا يطرب للاشتباكات في عدن، ولا يبتهج للاشتباكات في تعز؛ إلا بشر غير سوي، فضلا عن كونه غير وطني.

كلما حدثت اشتباكات في صنعاء رأيت الكثيرين يكتبون: اللهم اغر الظالمين بالظالمين
وكلما حدثت في عدن رأيت الكثيرين يكتبون: اللهم رد كيدهم في نحورهم
وكلما في تعز رأيت: يارب حيلهم بينهم!!!!

أن تحتفل بالتدمير السعودي والإماراتي لليمن، فذلك معقول بمنطق المهووسين من أصحاب نزعات الانتقام ذي الخلفية السياسية أو الجهوية والمناطقية..

لكن أن تحتفل بتحول الحرب إلى حروب داخل كل مدينة وداخل كل حارة، بين أبناء البلد الواحد، والحارة الواحدة، فتلك هي ذروة البشاعة.

لا المزيد من الدماء البينية في صنعاء ستخدم عدن ولا المزيد من الدماء في عدن ستخدم صنعاء، ولا صنعاء ولا عدن ستكون مستفيدة من الدماء في تعز.

كمناهض للعدوان السعودي الإماراتي على اليمن، وكمعتبرٍ له جوهر المشكلة اليمنية في هذه المرحلة؛ فإني لن أكون بشرا إذا استمتعت بمشهد عدن وهي تتحول إلى جحيم من الاقتتال الداخلي، وبمبرر أن نخبتها هم من استجلبوا ذلك الجحيم.

وكلما رأيت هنا في صنعاء محتفلاً بما يحدث في عدن، أو بما يحدث في صفوف حلفاء السعودية في تعز، فإني لا أملك إلا أن أتقرف.
لماذا؟؟ لأن كل طلقة تنطلق في أي حي أو حارة، في أية مدينة، فإن المرشح الأبرز ليكون ضحية لها هو المدني العابر، البريء، والمرشح التالي بعده هو الوطن برمته.

انا مع أن يتغلب أي طرف داخلي ضد أي طرف داخلي، بل أنا مع انتصار حتى السعودية، وهي أسوأ أعداء اليمن، لكني لن أكون مع أن يتحول سفك الدماء بين اليمنيين عادة يمنية يمنية، أو ان تتحول اليمن إلى ميدان لحرب الجميع ضد الجميع.

ستنتهي هذه الصراعات يوماً، وسَتُطوى صفحة كل تيار من هذه التيارات يوماً، ولن يتبقى إلا اليمن؛ بالحد الأدنى من السلامة أو بالكثير من الدمار.

لدينا.. لديكم، أيها المحتفلون، أبناء… أين سيعيشون وكيف سيعيشون، إن لم نترك لهم إلا مدناً خَرِبة ووطناً مقفراً ومجتمعاً مقبرة؟!!

قال “واخرجنا منهم سالمين” قال!!
سالمين فين؟؟ سالمين مات الله يرحمه، من أين ستأتيك السلامة وأنت تصفق للحرائق المندلعة في غرفة نومك؟!
ليت العقول تُشترى

مقالات ذات صلة

إغلاق