الصماد .. رجل المرحلة
مقالات-محويت نت.
بقلم | محافظ محافظة لحج الأستاذ أحمد حمود جريب
اليمن سفينة تمخر في عباب البحر طولاً وعرضاً لاتخشى رياحه وأمواجه العاتية المتلاطمة، كيف لا ، وهي بيد ربان لاتقهره الأمواج المضطربة مهما كان حجمها وقوتها، ربان هذه السفينة هو الاستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي لم يكن يوماً يطمح لأن يكون بهذا المكان لولا خشيته على سفينة اليمن من الغرق.
الصماد الرجل الذي ربما لم يسمع به البعض من قبل أن يتم إنتخابه رئيسا للمجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية، ذلكم الرجل الذي ظل مهمشا طيلة نظام زعيم الفتنة ورأس الأفعى علي عبدالله صالح ، أصبح اليوم رجل مهمات صعبة .
نتفق جميعاً أن اليمن كانت بمثابة السفينة التي تركها ربانها الفاشل والذي أراد أن ينتقم من شعبه الفار هادي المرتهن لدول العدوان – ولا يختلف معنا في ذلك – إلا جاحد ، ولذلك تولى الرئيس الصماد قيادة تلك السفينة في ظل تلاطم أمواج دول العدوان السعودي وحلفائه ،والذي حاول بكل ما أوتي من قوة وجبروت أن يغرق سفينة اليمن العظيم ومن فيها في بحر الظلم والإستبداد والوصاية، ولكن حنكة الرئيس الصماد ووطنيته لم تسمحا له بذلك، كيف لا؟ ، وهو من قاوم كل تلك التحديات والتي راهن عليها العدوان بأنه سيهزم إرادة شعب، ولكن أنى له ذلك؟،وهو قد أستفز نخوة وكبرياء قائد وأنفة شعب لايعرفون الوصاية والذل والإنكسار.
الصماد ربان سفينة اليمن الواحد والذي أراد زعيم العمالة والخيانة عفاش – إبان ركوبه تلك السفينة – أراد لها خرقا، ليغرق أهلها وشعبها بالتآمر على وطنه مع شرعية الإرتزاق والعدوان، ولكن لم يعطيهم الرئيس الصماد والذي اختاره الله لقيادة هذا الشعب العظيم الفرصة لتمرير مخططاتهم الدنيئة ، فأتخذ من الحكمة والدهاء التي يمتاز بها سلاحاً لوأد تلك الفتنة .
فتنة أخرى قادتها إحدى دول العدوان في جنوب الوطن من خلال تغذيتها لتيارات معينة، وهي الامارات العربية المتحدة، بهدف تسليمها تلك المناطق مقابل وعود وهمية تزينها للجنوبيين بالانفصال والعودة إلى ماقبل 90م، لكن دهاء الرئيس الصماد وحكمته لم تدفعة نحو الصراع مع قيادات الجنوب، وهو ما تخطط له الامارات لتستطيع السيطرة على جنوب الوطن والعبث به، لكن الصماد خاطب ابناء شعبه في الجنوب بالعقل والمنطق، واعترف لهم بمظلوميتهم التي يعانون منها والتي كان سببها النظام السابق بقيادة عفاش، وهو ما ثمنه الجنوبيون ورحبوا به، وبهذا يكون الصماد قد أغلق الباب في وجه مساعي الإحتلال الاماراتي للمحافظات الجنوبية.
لم تكن هذه الانجازات الكبيرة والعظيمة وحدها التي دعتنا لإنصاف الرجل الذي يعمل بصمت من ويقود الوطن في أحلك الظروف ، ولكن رغم كل هذه الصراعات التي تعصف بالوطن والحصار المفروض عليه جواً وبراً وبحراً من قبل دول العدوان والتي أرادت تركيع الشعب اليمني العظيم، لم ينس الرئيس الصماد الجوانب الخدمية في البلد والتي وفر لها كل الإمكانيات اللازمة لاستمرار حيويتها ونشاطها، رغم تدهور الاقتصاد اليمني بسبب نقل البنك المركزي، وتحويل إيرادات الدولة إلى جيوب مرتزقة الرياض وزعيمهم هادي،لم يكن ذلك الأمر الجلل عائقا أمام عزيمة الرجل الذي حمل ومازال يحمل مسؤولية الشعب اليمني على كتفيه، وهذا الأمر لن ينساه الشعب اليمني والذي يبادل سيادة الرئيس الثقة والتعظيم.