ثلاث سنوات من العدوان:صمود البطولة و الفداء، شموخ العزة والإباء، وثبات الكرامة والكبرياء..هكذا رسم الأبطال سيمفونية الإنتصار..
محويت نت.
اعداد / فؤاد الجنيد
يحزم العام الثالث من العدوان حقائبه الثقيلة السوداء، ويطل علينا عاما رابعا سنسطر فيه ملاحم جديدة اكثر قوة وأكثر عزة وكرامة وشموخ. ثلاثة أعوام من العدوان واليمنيون يذهلون العالم بصمودهم الأسطوري، وينكلون بالعدو في كل الجبهات، ويدسون أنفه في تراب الخزي والعار.
رجال الرجال
هناك أبطال تعجز الكلماتُ عن وصف إخلاصهم، وتجف الأقلام عن إدراك عظيم إنجازاتهم. هم الرجال العظماء الأوفياء لهذا الوطن في الجيش واللجان الشعبية بكل وحداتها وافرادها. القوة الصاروخية، الإستطلاع الحربي، المدفعية، القناصة، الدفاع الجوي، القوة البحرية، المدد، التصنيع الحربي، جميعهم حققوا هذا الإعجاز الأسطوري في في الثبات والصمود والانتصار، إضافة إلى التصنيع في ظل هذا العدوان الكوني، وبأيادٍ يمنية خالصة وهي الجبهة الأكثر استهدافاً وحصارا من قبل العدوان.
الجيش واللجان الشعبية
على عكس المتوقع يواصل الجيش واللجان الشعبية التقدم في أكثر من جبهة، ويسطر أروع البطولات والملاحم رغم الغطاء الجوي المكثف لطائرات العدوان السعودي الأمريكي والقصف العنيف الذي تتعرض له اليمن بمختلف مدنها وقراها. هذا الصمود والثبات الأسطوري جعل العالم ومن ورائهم المحللين السياسيين والخبراء العسكريين في حالة ذهول.
يدخل العدوان عامه الرابع ولم تتمكن المملكة الحمقاء وحلفاءها من تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنت عنها قيادة ما يسمى بـ عاصفة الحزم عند بداية العمليات في 26مارس آذار 2015م. فالجيش يسيطر على أغلب المحافظات اليمنية ويتقدم في عشرات الجبهات القتالية المفتوحة.
إستراتيجية عميقة
الجيش اليمني واللجان الشعبية حسب متابعين أتخذوا خطوات مهمة جراء القصف المركز على منشآت الجيش ومقراته، ومن أبرز تلك الخطوات الإنتشار والتحول إلى طريقة حرب العصابات، وهو ما نجحت فيه وتنجح اللجان الشعبية الملتحمة مع الجيش في كل جبهات القتال. وقد أدت هذه الخطوات إلى التقليل من مخاطر القصف الجوي، فاللجان الشعبية ومنتسبيها من كافة أفراد الشعب العظيم يخوضون المعارك القتالية منذ سنوات دون غطاء جوي ولهذا فلم تتغير المعادلة كثيراً رغم التحالف العشري وقوته وعتاده العسكرية الفتاك. ويفسر الجميع فشل قوات التحالف في تحقيق أي تقدم بأنه يعود إلى أسباب عدة أبرزها خبرة المقاتل اليمني في التعامل مع مختلف الظروف ومع متغيرات الواقع إضافة إلى ما يحمله من إرادة وقضية والحاضنة الشعبية التي ساهمت قوات العدوان نفسها في تأكيدها وإتساعها فاليمن بطبعه يرفض التدخل الخارجي مهما بلغت حدة الخلافات الداخلية بين المتصارعين المحليين، إلا أن من يلجأ إلى الخارج يصبح في محل إتهام وخيانة أمام المجتمع ككل وأمام التاريخ أيضاً.
ثروة بشرية
ورغم تواضع الإمكانيات العسكرية اليمنية في مواجهة العدوان إلا أن ما يمتلكه الجيش واللجان تحديداً واليمن عموماً هي الثروة البشريه والخبرات القتالية للأفراد، فبالرغم من ان الجيش تعرض لتفكيك ومؤامرة خلال السنوات الماضية إلا أنه سرعان ما أستعاد تشكيلاته العسكرية ولو بحدها الأدنى في بعض المحافظات وقرر خوض المواجهة بغض النظر عن قوة الطرف الأخر ونجح في ذلك وخرج منتصرا بعد ثلاثة أعوام من العدوان على اليمن. اضف إلى ذلك أن اللجان الشعبية ساهمت بقوة كبيرة في إستعادة الجيش لوضعه القتالي حيث تماهى الجيش مع اللجان في طريقة مواجهة العدوان، حيث أن الحروب التقليدية بين الجيوش النظامية ترجح كفة العدوان غير أن الجيش اليمني أستخدم طرق جديدة جعلته يخوض حرب عصابات وتمكن من تجاوز مخططات العدوان الهادفة إلى تقطيع أوصاله ومنع الإمدادات.
عوامل أخرى للصمود
عملت عوامل أخرى كـ العداء التاريخي للسعودية وأيضاً إنتشار مسلحي القاعدة وتقطيع رؤوس أفراد الجيش واللجان في عدن وشبوه ولحج وتعز والبيضاء على إيجاد حالة من الغضب بدأت لدى أفراد الجيش وأمتدت لكافة أبناء الشعب وهو ما جعل الجيش مسنوداً باللجان يحققون تقدماً كبيراً خلافاً للتوقعات العسكرية. فهناك من قال إن الجيش العراقي الذي كان يُعد من أقوى الجيوش في المنطقة أنهار وتفكك خلال أيام من القصف الأمريكي الجوي غير أن الجيش واللجان الشعبية أجبروا الخبراء العسكريين على تغيير مواقفهم وتوقعاتهم.
لغة الكبار
لغة الكبار في الحرب هي لغة الردع المدمر وحصد جموع الغزاة والمعتدين بضربات مفصلية منفردة وانتقائية،الا وهي لغة القوة الصاروخية والبرنامج اليمني الصاروخي لتطوير الصواريخ المستوردة وتعديلها تعديل جذري من حيث القوة التدميرية والمدى” التي هي بداية مسألة تكتنفها الأسرار العسكرية ويلفّها الغموض بالنسبة للسعودية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني وخصوصا انه اصبح جزء لايتجزأ من حديث الاعلام الاقليمي والعالمي عن الشأن العسكري اليمني، فالمعلومات عن البرنامج اليمني لصناعة الصواريخ ضئيلة ومتقطّعة ولاتخرج الا عبر نافذة الاعلام الحربي وهذه السرية هي عامل وقائي وحماية لمنشئات عسكرية صناعية دفاعية لا زالت في مرحلتها الأولى. الخطوة اليمنية هي بداية ذكية وطموح قوي لنهضة اليمن الجديد القوي رغم العدوان والحصار الذي يعاني منه ويتعرض له حيث دشن بنية تحتية لصناعة السلاح محليا وبانواع مختلفة وبايدي يمنية وبمواد خام يمنية 100% وكانت مفاجأة للجميع الغير متوقعين ان اليمن الفقير المطحون المحاصر المعتدي عليه من قبل17 دوله اقليمية ودولية سيسلك طريق الكبار في عالم تصنيع السلاح لذلك تحدث مبعوث الاجرام السعودي عنها “ولد الشيخ” بلغة الخوف والقلق والرعب بالنيابة عن النظام السعودي والكيان الصهيوني.
زيف مكشوف
قوى العدوان أعلنت منذ الاسابيع الاولى للعدوان تدمير ما نسبته ثمانون بالمائة من الصواريخ البالستية اليمنية، وهي كذبة ثبت زيفها بعد ان اطلقت القوات اليمنية صواريخ القاهر واسكود وتوشكا والزلزال وبركان، خلفت دمارا واسعا في مواقع العدو السعودي وتجمعاته في الداخل. ومنذ ادخال الصواريخ البالستية خط المواجهة والتي طورها قسم التصنيع العسكري بالجيش اليمني، والقوة الصاروخية تحقق اكبر نتائج عسكرية في تاريخ هذه الصواريخ، لا يكاد العدو ومرتزقته يصحون من ضربة؛ حتى يجد نفسه وسط محرقة جديدة سواء داخل اليمن او على المواقع الحدودية. من هذه المعطيات نستطيع القول ان الصواريخ البالستية اليمنية قد دخلت التاريخ وحققت نجاحا عسكريا جعل العدو السعودي يحسب للجيش اليمني الف حساب قبل ان يقدم على اي خطوة باتجاهه.
قلب الموازنة
الصواريخ التي تطال العمق السعودي شغلت العالم بأسره وأصبحت محط اهتمام جميع القنوات الفضائية لما لذلك من دور كبير في قلب الموازنة، وأن مملكة آل سعود اصبحت تعيش حاله من التخبط ازاء هذا العدوان البربري الذي تقوم به ضد بلادنا. ولا زال الخبراء في حيرة من أمرهم نتيجة التطور النوعي التي تشهده القوة الصاروخية اليمنية.
خبراء شهود
توصل فريق تحقيق أعده خبراء في الأمم المتحدة، إلى أن الصواريخ التي يمتلكها اليمن قد غيرت المعادلة. واعتبر الفريق الأممي، أن الصواريخ التي أطلقتها القوة الصاروخية على الرياض وعسير، واخرها الرياض قد غيرت طبيعة الحرب فعلا، وان هذه الحرب إن لم تتوقف فإنها ستكون كارثية وقادرة على تحويله من محلي إلى إقليمي واسع النطاق. هذا التقرير لم يكن الأول ولن يكون الأخير ولا سيما أن قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد وعدهم بمفاجآت جديدة، فبالرغم من دخول العدوان عامه الرابع الذي لم يستثني الحجر ولا الشجر، ألا أن ما تطالعنا به القوة الصاروخية قادر فعلا على تغيير موازين الحرب.
فمن خلال الرصد والمتابعة لعدد الصواريخ التي تم إطلاقها تجاه السعودية نجد أن عدد الصواريخ المطلقة في 2017 تفوق العدد الذي تم إطلاقه في 2016، وأن الصواريخ لديها تأثير وأهداف إستراتيجية بالنسبة للقوة الصاروخية اليمنية، بحيث أن هذه الصواريخ المستخدمة هي صواريخ باليستية قصيرة المدى، وهي تفوق قدرة الصواريخ التي كان يمتلكها الجيش اليمني. والملفت للنظر أن هناك تطور ملحوظ وشهادة بتطور نوعي واستراتيجي سيكون قادرا على كسر العدوان والثأر من آل سعود، والمرحلة القادمة حبلى بالمفاجآت التي تربك العدوان ومرتزقته.
القوة البحرية
كانت ولا زالت القوة البحرية صمام امان الوطن وحامية شواطئه وموانيه، وقد اغرقت اعتى البوارج واحرقت احدث السفن بفضل الله تعالى. إنجازٌ كبيرٌ انضم مؤخراً إلى تلك الإنجازات الأسطورية في دائرة التصنيع الحربي وهي منظومة “المندب” الصاروخية في جيلها الأول، والتي تعد إضَافَة استراتيجية ونقلة نوعية في عملية الردع في جانب الدفاع الساحلي وإنجازاً كبيراً يُحسَبُ لصالح تطور الأسلحة البحرية. وقد اتت هذه الإضَافَة لتثبت بفاعلية ودقة عالية قدرة الجيش اليمني على الاكتفاء الذاتي في الجانب العسكري من ناحية وتضيف هذه الصواريخ إلى منظومة التسليح البحري قوة تستطيع التصدي لأي عدوان من ناحية أخرى، خصوصاً بعد أن أعلن تحالف العدوان إغلاقه لكافة المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية؛ إفراطا في عناده وعدوانه وجرائمه وحصاره للشعب اليمني طوال ثلاث سنوات من الدمار والقتل والحصار.
توقيت ذكي
أتى التوقيت لهذا الإنجاز النوعي للقوات البحرية والدفاع الساحلي، ليحذر تحالف العدوان أن إغلاق الموانئ اليمنية أَوْ استهدافها ستكون له نتائج كارثية وأنه جاهز للرد والتصدي. ولعل المتأملَ لظروف العدوان وَلما تشهده اليمن على مدار ثلاثة أعوام تقريباً يجد أن العدو المكون من أقوى وأعتى ترسانة حربية قد عمد منذ اليوم الأول على إضعاف منظومة الدفاع العسكرية اليمنية رغم تواضعها، حيث استهدف كُلّ ما يتعلق بالقوة العسكرية على كافة الأصعدة، حين استهدف الجيش والمعسكرات ومخازن الأسلحة والصواريخ الحرارية بل وَمنظومة الصواريخ بشكل عام في كُلّ محافظات الجمهورية.
عكس التوقعات
من الطبيعي جدا بعد كُلّ هذا الاعتداء لأي دولة تعرضت لهكذا عدوانٍ استوفى كُلّ الشروط التدميرية لهلاك شعبٍ بأكمله، أن تعلن هزيمتها وأن ترفعَ الرايات البيضاء لتجد نفسَها بعد ذلك تحت وطأة الاحتلال والاستعمَار، وهذا ما شهدته بلدان أخرى مَن وقعت في ظروف مماثلة لما تعرض له اليمن، بل إنها كانت تمتلكُ قواتٍ عسكرية أكبر مما يمتلكه اليمن بكثير كالعراق وليبيا، وبالرغم أن ما تعرضت له اليمن من عدوان كان بحجم حرب كونية على دولة واحدة، لكن هذا غير وارد في اليمن. وهذا ما أثبته الواقع، فلقد حوّل اليمن بكل فئاته الشعبية وَالعسكرية والسياسية وعلى مستوى القيادة بالمقام الأول مظلوميتَه إلى درب نجاة حين أدرك حقيقة القضية بكل وعي وخطر المؤامرة، فانطلق متوكلا ًعلى الله أولاً، واثقاً به متسلحاً بعزيمة إيْمَانية قوية جعلته اليوم بهذا الشموخ، محققاً كُلّ هذا الانتصار، وقالباً الطاولة رأساً على عقب على رؤوس كُلّ أولئك المعتدين بالرغم من كُلّ جحافلهم وعدتهم وعتادهم.
جدارة واستحقاق
لقد كانت الجبهة الحربية هي مَن تصدرت الموقف عن جدارة واستحقاق كبيرين، كيف لا وهي من استطاعت بكل عظمة أن تتصدى لكل ذلك العدوان الكوني وكل تلك الجبهات المفتوحة داخلياً بل وجعلت الحرب مرتدةً على العدو نفسه، حين أَصْبَحت المعارك اليوم في عقر دار العدو السعودي. فلو قلنا عنها إنها معجزة بحد ذاتها فهذا قليل في حقها، ذلك أن براعة الاختراع والابتكار في ظل ظروف الحرب والحصار تعتبر فعلاً إعجازاً لا نظيرَ له.
كلمة السر
منظومة الصواريخ الباليستية التي يتطور مداها وتتطور قوة أدائها ومدى فاعلية تحقيقها لأَهْدَافها وإصابتها بدقة عالية وَبسرعة فائقة تجعلنا نقف حائرين أمام تلك الإنجازات العظيمة التي حيّرت عالم الشر، بل وأرعبتهم وجعلتهم أقزاماً أمام أنفسهم وأمام هذا العالم حين أخجلتهم وكشفت زيف منطقهم وكذب أحاديثهم عن انتصاراتهم الوهمية على شعب بهذه الإرَادَة وبهذه القوة التي تجعله أسطورة لا تقهر وتجبر هذا العالم الصامت طويلاً؛ لأن يقول لأرباب العدوان أوقفوا عدوانكم على هذا الشعب العظيم؛ لأنه قد هزمكم شر هزيمة.