“لوبلوغ”: لم تكن الإمارات لتشارك بحرب اليمن لولا مرتزقتها
محويت نت.
أظهرت الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن منذ العام 2015، بشكل أكثر وضوحاً، اعتماد الإمارات على المرتزقة في نشاطها العسكري. هؤلاء المرتزقة، من جنسيات مختلفة، احتلوا عناوين الإعلام العالمي بشكل لافت، تزامناً مع بروز الدور الكبير الذي تلعبه الإمارات في هذه الحرب، التي أحدثت كارثة انسانية في اليمن، وتنذر بما هو أسوأ مع “العزم” السعودي والإماراتي على المضي في معركة الحديدة على الساحل الغربي.
وتعيد معركة الحديدة فتح السجال حول “مرتزقة الإمارات”. هذه المرة، كشف موقع “لوبلوغ”، في مقال لديفيد أيزنبرغ، الخبير الأميركي في الشؤون الأمنية، أن الإمارات تشارك في الحرب على اليمن بشكل كبير من خلال “طيف” واسع من المرتزقة، من مختلف الجنسيات، قد تجوز تسميتهم، بعبارة أكثر قبولاً، “جيش خاص من المتعاقدين” Private military Contractors. وذكر الكاتب أن أبوظبي استعانت في العام 2011، بخبرة مؤسس شركة “بلاك ووتر” الأمنية الخاصة، إريك برنس، لتدريب فريق أجنبي، خصوصاً من أميركا اللاتينية، بزعم استخدامهم لأهداف دفاعية داخلية. لكن، بحسب أيزنبرغ، فإن الأحداث أكدت أن اعتماد الإمارات على المتعاقدين العسكريين الأجانب، لأغراض عسكرية واستخبارية، هو أكبر مما كان يُظن في السابق.
العربي الجديد
واستعاد كاتب المقال في “لوبلوغ” عناوين الكثير من الأخبار المتعلقة بسير المعارك في اليمن، والتي تتحدث عن مقتل أو احتجاز مرتزقة في اليمن، يعملون لصالح التحالف، مثل “جنود يمنيون نصبوا كميناً لقافلة مرتزقة سودانيين في الصحراء”، كما استعاد مطالبة منظمات إنسانية بالتحقيق في هذا الملف. وذكّر الكاتب باستعانة الإمارات بخبرة شركة “أس سي أل”، الشركة الأم لـ”كامبريدج أناليتيكا” البريطانية، من أجل القيام بعمل استخباري في اليمن، وبالدس بعملاء أجانب داخل المجتمعات اليمنية القبلية عبر شركاء محليين جرى تدريبهم على مهمات التضليل.
وكان موقع “بازفيد” قد ذكر أن ستيفن توماجان، الذي تقاعد مع الجيش الأميركي في العام 2007 بعد 20 عاماً في الخدمة، يعمل لدى الجيش الإماراتي برتبة لواء، وذلك وفق شهادته، وكما ورد في تقرير لموقع حكومي إماراتي. ووفق”بازفيد”، فإن توماجان يقود عمليات الطوافات العسكرية ، في وقت يشارك هذا البلد، أي الإمارات، في واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم، وهي الحرب على اليمن، التي أصابت حوالي مليون شخص بالكوليرا، وتركت ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة، وخمسة آلاف طفل في عداد القتلى أو المصابين، بحسب أرقام الموقع.
ويربط الكاتب في مقال “لوبلوغ” بين تأسيس توماجان، وقيادته لاحقاً، لـ”القيادة الجوية المشتركة الإماراتية”، التي تتحكم في الاستحواذ والانتشار وعمليات غالبية الطوافات العسكرية القتالية للإمارات، وبين المجزرة التي لحقت بقارب مهاجرين صوماليين في مارس/آذار 2017، كانوا متجهين إلى إريتريا، وقد أصدرت لجنة أممية في يناير الماضي تقريراً أكدت فيه أن طوافة عسكرية يبدو أنها ارتكبت هذه المجزرة.
العربي الجديد
واستعان الموقع بتحليل حديث لـ”جاست سيكيوريتي”، يعتبر أن نشاط توماجان يستحق الملاحقة القانونية تحت ميثاق جرائم الحرب، بما أن الإمارات هي جزء من التحالف السعودي المتهم بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، بما فيها ارتكاب جرائم حرب، وذلك من خلال ضرباته الجوية التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، والاحتجاز التعسفي، وفرض الحصار، وإغلاق مطار صنعاء الدولي.
ويختم أيزنبرغ مقاله بالتأكيد أنه لو كان على الإمارات أن تتكل على جيشها او قواتها الوطنية، لما كانت شاركت بالحرب على اليمن. وبرأيه، فإن هذا البلد، يشارك اليوم في هذه الحرب بسبب توفر المرتزقة. ويضيف بأن اليمن ليس البلد الوحيد الذي تستخدم فيه الإمارات مرتزقتها، فقد ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2012 أن الإمارات عملت على إنشاء قوة مدربة خاصة لإلحاق الهزيمة بالقراصنة في السواحل الصومالية.
العربي الجديد