طفح الكيل.. اليمن مستعد لجميع الاحتمالات
محويت نت.
|| صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
يعاني اليمن على مدار أربعة أعوام من ظروف مأساوية سببها الحرب التي فرضها عليه جيرانه والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وعرّضت البلد لمأساة إنسانية طويلة المدى لم يكن الأطفال بمعزل عن آثارها فقد حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الأحد الماضي من أن هناك طفلاً يمنياً يموت كل 10 دقائق جراء أمراض يمكن الوقاية منها.
الأوضاع الإنسانية في اليمن
هكذا مرّت الأعوام والأيام والعالم يتفرّج على مصير اليمنيين دون أن يتحرّك قيد أنملة لإنقاذ هذا الشعب من جحيم النار التي حاصره بها التحالف العربي بقيادة السعودية، وعن آخر الأوضاع الإنسانية في اليمن، قال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خيرت كابالاري، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان: “يجب ألّا نتفاجأ من أن هنالك اليوم طفلاً يموت كل 10 دقائق من أمراض ممكن الوقاية منها بسهولة”، وأشار إلى أن: “اليمن اليوم جحيم للأطفال، ليس فقط لـ50-60% من الأطفال، بل لكل طفل وطفلة في اليمن”، وأوضح أنه في اليمن: “يعاني 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، و400 ألف طفل يعانون من سوء تغذية مهدد للحياة منهم 40% يعيشون في محافظة الحديدة”.
وتابع المسؤول الأممي: “لسوء الحظ، الوضع في اليمن صعب ويتدهور باستمرار، وبالإضافة إلى الحرب هناك الأزمة الاقتصادية التي تؤدي إلى شحّ المواد الأساسية للشعب اليمني”، ولفت إلى أنه “ما زال 30 ألف طفل يمني دون الخامسة يموتون كل عام من أمراض ممكن أن نمنعها إذا ما قمنا بالقضاء على سوء التغذية”، ودعا كابالاري: “أطراف النزاع أن تكفل وصول المساعدات الإنسانية وحماية الشعب، من دون أي شرط وقيد”.
محاولات لوضع حدّ لحرب اليمن
لا علاقة لمقتل خاشقجي بحرب اليمن ونتائجها إلا أننا لا نستطيع أن ننكر بأن آثار هذه القضية امتدت إلى ما يجري في اليمن فقد تجرّأ المجتمع الدولي أكثر للحديث عن جرائم السعودية في اليمن وعلت الأصوات أكثر لإنهاء الحرب هناك، وبدأت أمريكا نفسها بإطلاق تصريحات تطالب بوضع حدّ لما يجري في اليمن، وبدء مفاوضات بين أطراف الصراع المستمر منذ سنوات، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق إنه حان الوقت لوقف الأعمال القتالية باليمن.
وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى وقف “أعمال العنف” في اليمن والدفع باتجاه محادثات سلام تضع حدّاً للحرب الدائرة في هذا البلد الفقير.
كما اجتمع كبار المسؤولين والسفراء من السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا في الرياض أمس الأول لتحديد الإجراءات والتدابير الرئيسة والعاجلة لمعالجة الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن.
وأوضح بيان صادر عن الاجتماع، أنه وحتى اليوم تم اتخاذ عدد من الخطوات لمساعدة اقتصاد اليمن ودعم استقرار الريال اليمني. وشملت هذه الإجراءات وديعة من السعودية بمبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني، متبوعة بمنحة قيمتها 200 مليون دولار من السعودية أيضاً إلى الحكومة اليمنية، وتبرع شهري بقيمة 60 مليون دولار من المشتقات النفطية لمولدات الكهرباء في المحافظات، ولكن منذ أن أعلنت السعودية عن هذه الوديعة، ماذا تغيّر في اقتصاد البلاد؟، فالأمور لا تزال تسير نحو الأسوأ وكأن هذه الاجتماعات ما هي إلا مجرد محاولة لتخفيف الاحتقان العالمي لما يجري هناك وتبييض صفحة السعودية على حساب آلام الشعب اليمني الذي يحتل مرتبة متدنية من حيث الوضع الاقتصادي وبحسب البنك الدولي نسبة الفقر في اليمن تتجاوز الـ85%، فهل ستتغير هذه النسبة في المستقبل على خلفية التحركات الدولية الجديدة أم سترجّح أمريكا صفقات الأسلحة على حساب أرواح المظلومين في اليمن؟!.
بادرة حسن نية
أعلنت جماعة أنصار الله أنها أوقفت الهجمات التي كانت تشنها بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن، وأضافت الجماعة في بيان أصدرته في وقت متأخر من مساء الأحد أنها مستعدة لتجميد ووقف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولاً إلى سلام عادل إن كان الطرف المقابل يريد السلام للشعب اليمني الذي قالت إنه عانى وما زال من الحصار والعدوان.
وقال البيان: إن هذه المبادرة تأتي دعماً لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، وإثباتاً لحسن النية، وتعزيزاً لجهود السلام.
وبهذا يكون “أنصار الله” قد أقاموا الحجة على دول العدوان، فهل ستبادلها هذه الدول ذلك أم ستستمر في قصف الأبرياء كما فعلت مؤخراً في الحديدة؟!، مع العلم أن جماعة “أنصار الله” حاضرة لجميع الاحتمالات وقد رأينا ذلك يوم الأمس، حيث تمكّن “الجيش واللجان من إفشال زحف واسع لـ(مرتزقة) العدو في جبهة حيران بحجة”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تديرها جماعة أنصار الله.
وأوضح المتحدث باسم الجماعة أن “العدو حاول الزحف خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية على حيران بمحافظة حجة من ثلاثة مسارات وبقوام ثلاثة ألوية عسكرية تحت غطاء جوي مكثف من طيران العدوان، ومن هنا نجد أن كل الاحتمالات ما زالت مفتوحة لكن الجميع لديه أمل بأن تجلس الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار لحل النزاع القائم والذي لم يحقق أي جدوى حتى اللحظة.