معركة الحديدة ترسم ملامح المرحلة القادمة…
محويت نت.
|| مقالات || زيد البعوه
معركة الساحل الغربي التي تجري تفاصيلها اليوم على تراب محافظة الحديدة بين الشعب اليمني بجيشه ولجانه وبين دول العدوان بقيادة امريكا والسعودية والإمارات ومرتزقتهم هي اليوم المعركة الكبرى على مستوى العالم بلا منافس عسكرياً وامنياً وسياسياً واعلامياً وفي مختلف المجالات.
هذه المعركة ليست مجرد معركة جغرافية فحسب بل هي معركة مصيرية ومعركة سياسية خططت لها دول العدوان من اجل الوصول الى اهداف استعمارية اقتصادية وعسكرية للهيمنة على الشعب اليمني بشكل خاص والجزيرة العربية بشكل عام، بل ان امريكا تريد ان تجعل من الحديدة قاعدة عسكرية للهيمنة على الشرق الأوسط.
وقد كشفت أمريكا عن دورها الرئيسي في معركة الحديدة من خلال وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية حيث تحدثوا قبل ايام عن السلام في اليمن وكان المقصود من وراء ذلك هو التصعيد العسكري في الحديدة واحتلالها ولم يكن حديثهم عن السلام سوى مكر وخداع وتضليل للرأي العام العالمي.
إن امريكا تريد من وراء احتلال الحديدة ان تضمن بقاء الجنوب اليمني المحتل تحت تصرفها وتريد ان تهيمن على مضيق باب المندب ويكون لها قاعدة عسكرية في قلب الجزيرة العربية حتى تضمن حماية مصالحها في المياه الدولية وتواصل هيمنتها على الشرق والغرب والعالم بشكل عام.
كما تريد امريكا من وراء سعيها لاحتلال الحديدة أن تتحكم في الموارد الاقتصادية للشعب اليمني من خلال هيمنتها على ميناء الحديدة وخصوصاً المحافظات اليمنية التي لم يستطع العدوان السيطرة عليها وليس لدى امريكا اي مانع من ان توقف العدوان فيما لو تمكنت من السيطرة على الحديدة لأنها قد ضمنت رقعة استراتيجية هامة لممارسة مشروعها الاستعماري والسياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم
في المقابل فإن الصمود الأسطوري للشعب اليمني والتصدي الكبير للهجمة العسكرية الأمريكية العدوانية التي تستهدف الحديدة ومن خلال الخسائر الكبيرة التي يُمْنَى بها العدوان ومرتزقته يؤكد أن الحديدة لن تسقط بيد امريكا وانها ستبقى بيد الشعب اليمني وان تمكنت امريكا بقواتها وحلفائها ومرتزقتها وامكانياتها العسكرية من السيطرة على بعض الأجزاء من الحديدة الا ان ذلك لن يكون نهاية المعركة لأن الشعب اليمني اليوم لا يزال يخوض معركة الدفاع ولم يبدأ معركة التحرير وهذا يعني ان ما تخطط له امريكا سيفشل.
إن المرحلة القادمة ستكون لمصلحة الطرف الذي يبقى مسيطراً على الحديدة وبالتأكيد لن يكون امريكا بل الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية والمعطيات الميدانية والدفاع الكبير والتصدي الأسطوري للهجمة التي تستهدف الحديدة يثبت ذلك واذا بقيت الحديدة – وسوف تبقى ان شاء الله في ايدي الجيش واللجان الشعبية – فسوف يفشل مشروع امريكا في تقسيم اليمن والهيمنة الدائمة على الجنوب ولن تستطيع ان تسيطر على باب المندب ولن تستطيع ان تبني لها قاعدة عسكرية في البحر الأحمر.
طبعاً هذا مرهون بثبات وصمود وتضحيات الشعب اليمني المجاهد وكذلك وهذا هو الأهم مرهون بالثقة بالله والتوكل عليه وهو تعالى من سيمنح الشعب اليمني النصر المبين إن شاء الله.