صرخة غضب.. وثقافة أحيت أمة

محويت نت.

✍بقلم.عفاف محمد

من سخرية القدر أن عرف الناس للتو أن ذاك الشعار المنبوذ والمحارب في وقت مضى هو ذاته منح العز والفخر والكرامة للإمة الإسلامية..
ومهما تباينت الآراء في صوابية هذا الشعار من عدمها؛ نجد إنه نوع من الصراحة والوضوح وشجاعة الموقف. فحين تصرخ في وجه عدو يتلبس بثوب صديق، فأنت حينها تنبهه بأنك قد عرفت كنهه كي لا يسترسل في اكاذيبه، ويتمادى في خداعه، وكي تعرقله عن الوصول لأهدافه؛ والتي تتلخص في اذلالك وهزيمتك وسلبك حقوقك. فأن تكون إنمعة ومنقاداً وخانعاً وذليلاً أمام مشروع تأمري، وأمام طواغيت يسخرون منك ويعبئونك بمفاهيم خارجة عن دينك، وعن بيئتك وعن عاداتك وتقاليدك المعروفة بأساليب ملتوية تهدف لتطويعك وتركيعك لما يخدم مخططهم، ويساعد على التفسخ المجتمعي وفقدان الهوية وإنهاك الروح القومية وبالتالي يسهل إضعافك .

وهذا بالفعل العدو الذي حذرنا الله جلّ عُلاه منه ؛ ففساد اليهود والنصارى يغزونا فكريًا ويعمل جاهدًا لخلخلة صفوف المسلمين وإضعاف إيمانهم والتغلغل في اوساطهم بأي طريقة كانت.

فالصرخة هي ردة فعل، طبيعية تجاه ما يقوم به أعداء الدين والأمة الإسلامية من إنتهاكات وتعسفات بمساندة ضعفاء النفوس من حكام العرب وأذنابهم الذين تهمهم مصالحهم بالدرجة الأولى وإرضاء أعداء الأمة .

أوليس الأعداء الذين حذرنا منهم جلّ عُلاه هم اليهود والنصارى المتمثلين اليوم بأمريكا والصهيونية!
أوليس حري بنا أن نجابههم ونتحداهم كي نحمي مقدساتنا؟!
الصرخة لم تكن عبثاً أو كما قال البعض انها مماحكة تثير أمريكا، ونحن في غنى عنها كي نعيش بسلام..!
فالسكوت عن الظلم يعد إنكساراً ومذلة.
وعندما شرع الشهيد القائد بهذا الشعار، كان مدركاً لأهميته لأن الأمة الإسلامية غرقت في وحل العمالة وأحنت الرقاب أمام الجبابرة والطواغيت الذين يكرهون الخير للإسلام ويسعون لتنكيس رايته .

لقد إنطلق الشعار من منطلق إيماني واعٍ لحجم المسئولية تجاه الدين وتجاه الإنتماء للعروبة. فانبثق من جوف المعاناة كصرخة مدوية وكسلاح موجه صوب العدو.
واليوم ندرك أكثر من السابق كم هو هذا الشعار يترجم قوة وشموخاً وهيبة للكيان الإسلامي ويعكس الفطرة السليمة التي ترفض الانحناء والاستكانة والخنوع أمام ما يمس الكرامة والقوانين السماوية.
فمن لا يؤمن بالشعار اليوم وعتقدا انه نوع من التبلي أو نوع من الإضرار بعملية السلام فهو واهم ومخدوع بل وذليل وجبان لأنه يصم آذانه عن الحق ويسكت عن التمادي في حدوده وحقوقه.

فمن لم يقتنع بعد اليوم بهذا الشعار فوعيه قاصر، ويتغافل عن مجريات الأحداث وعن الأقنعة التي تساقطت والحقائق التي انكشفت عن الذين يوالون أعداء الدين والأمة ويستغفلون شعوبهم وينهبون خيراتهم ويذللوها لمن يوالوهم.

فالإيمان بالشعار لا يعد نوعاً من العنصرية أو الطائفية .أو حتى نوعاً من استظهار القوة دون الإيمان بالمبدأ . بل هو ردة فعل عنيفة تجاه الظلم المتكرر . وعلينا أن نكون أكثر وعياً وإدراكاً ونعمل على توعية الآخرين لأهمية هذا الشعار وخصوصاً في الوقت الراهن.
اليوم بات الشعار ثقافة راقية تتحدى الصعاب وتواجهها،وكلمة حق تقال في وجه الجائرين. ثقافة أرادت لنا العيش بكرامة وعزة وشموخ. ثقافة مجتمعية تجعل لنا كياناً قوياً ومصداقيته اتضحت اليوم بعد ان كشر العدو عن أنيابه واظهر مخالبه وغرسها في الجسد العربي.

 

المركز الإعلامي بمحافظة المحويت.

مقالات ذات صلة

إغلاق