محللون وخبراء عرب: بعد عملية “نصر من الله” ليس أمام السعودية سوى وقف العدوان
محويت نت.
متابعات – 3 صفر 1441هـ
تردّدت أصداءُ عملية “نصر من الله” اليمنية بعد إعلانها من قبلِ القوات المسلحة، في مختلف أنحاء العالم؛ بسبب تفاصيلها الاستثنائية ومشاهدها المصورة التي فاجأت العالمَ بمدى حجم الإنجاز ومدى الفضيحة التي تعرّضت لها السعودية ومرتزِقتها والقوى الداعمة لها في ميدان القتال، والتي تمثّلت بشكل بارز في أسر الآلاف من المرتزِقة والجنود والضباط السعوديين، في مشهدٍ عكَسَ “انتصاراً” يمنياً مؤزّراً واستراتيجياً بعد قرابة الخمسة أعوام من العدوان الوحشي والغاشم الذي يتعرّض له.
وإلى جانب استحواذها على اهتمام وسائل الإعلام الدولية خلال اليومين الماضيين، أثارت العمليةُ اليمنية تفاعلاً كبيراً لدى الكثير من الخبراء والأكاديميين والناشطين والإعلاميين العرب، الذين تنوّعت تعليقاتُهم على العملية، لكنها اتفقت على أنها كانت نتيجةً مشرّفةً وبارزةً للصمود اليمني في وجه العدوان، ودلالةً على تعاظم القدرات العسكرية اليمنية، وتجسيداً واضحاً للسُنَنِ الإنسانية في حتميةِ انتصار المظلومين، كما أنها مثّلت أيضاً، برهاناً واضحاً على فشل تحالف العدوان وهزيمته المحقّقة في اليمن.
وفي مايلي جانباً من تعليقات أولئك الخبراء والأكاديميين والناشطين العرب على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي:
انتصارُ المظلومين سُنَّةٌ إلهية
الأكاديمي والبروفيسور والمفكر العماني، حيدر اللواتي، كتب معلقاً على حسابه في تويتر: أنَّ “السُنن تجري والنواميسُ تصدح في اليمن” في إشارة إلى تحقّق وعد انتصار اليمنيين المظلومين، وأضافَ “الحمدُ الله الذي أحياني لزمن أشاهد فيه بعيني كيف يجري قضاؤه النافذ في نصرة المظلومين والمستضعفين، الذين تعرّضوا للعدوان والتجويع والقصف والتدمير والتشويه الإعلامي والحصار الجوي والبحري والبري الظالم”.
وفي الاتّجاه ذاتِه، كتب الإعلاميُّ في قناة المنار اللبنانية، محمد قازان، متحدثاً عن انتصار العملية للمظلومية اليمنية: “كي تعرفوا قيمةَ عملية نجران، انظروا بعيون أهالي المحترقين بقنبلة فجِّ عطان، انظروا بقلوب أمهات الرُضّع القتلى بجوع الحصار السعودي، انظروا بدموع أهل العروسين اللذين قضيا بغارةٍ في عرس تعز، انظروا بحزن أهالي تلاميذ دفنتهم طائراتُ آل سعود تحتَ ركام مدارسهم في صعدة”.
كان هذا أيضاً رأيَ الدكتور حسن مرهج -خبير الشؤون السورية والشرقية- الذي علّق على العملية بعد عرض مشاهدها قائلاً: إن تلك المشاهد تظهر “عدالة الله عندما ينصرُ عبادَه المظلومين”.
وفي هذا السياق أيضاً، كتب الصحافي السوري، رائد المواس: أن “(نصر من الله) كلمةٌ أكبرُ بكثير من السعودية ومن يقف معها ويدعمها بأحدث أنواع الأسلحة لقتل الأطفال اليمنيين”.
ليس أمام السعودية سوى وقف العدوان
وفي تعليق عسكري على العملية، قال الجنرال اللبناني السابق والخبير والمحلل السياسي، أمين حطيط، على تويتر أيضاً: إن عمليةَ “نصر من الله” التي نفّذتها قوى اليمن الوطنية أنزلت بمعسكر العدوان السعودي كارثةً عسكرية فاقمت زلزالَ أرامكو بقيق، ووضعت السعودية أمام خيارَين، عقلاني إنقاذي، وَشهواني غرائزي انتحاري، العقلاني: هو الاكتفاءُ بما حصل، واعتماد سياسة تحديد الخسائر ووقف العدوان على اليمن، وَالغرائزي الشهواني الانتحاري: هو المتابعةُ العدوانية الميؤوس من نتائجها، وَقتل الذات معنوياً وَبشرياً وَاقتصادياً وَدولياً”.
وكتب الإعلامي اللبناني، خليل نصر الله، أيضاً في هذا الإطار أنَّ “عملية نصر من الله تعتبر مكملاً لعملية توازن الردع الثانية، توقعوا شيئاً من الجو، فأتت المفاجأةُ من البر وفي نجران.. نحن أمام انهيارِ جبهةٍ بالكامل، حيثُ نقاط الضعف السعودي، مئاتُ الأسرى بينهم سعوديون وأجانبُ، ومئاتُ القتلى، وَتدمير ثلاثة ألوية”.
وأضاف نصر الله: إن “عملية نصر من الله تحمل رسائلَ للداخل والخارج في آن واحد، فتقول للداخل: عودوا إلى رشدكم، فيدُنا هي العليا، وتقول للخارج، تحديداً للسعودية: نعرف نقاطَ ضعفكم البرية، وضربناكم في إحداها، ولا تهدئةَ عند الحدود طالما العدوان مستمرٌ، وللإماراتيين تقول: لا تراهنوا على أي إنجاز في الساحل”.
رئيسُ معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، يحيى الحديد، تحدّث بدوره في عدة تغريدات حولَ العملية اليمنية وآثارها العسكرية والاقتصادية على السعودية، حيثُ قال: إن “على السعودية أن تعترف بخسائرها وتذهب للتفاوض؛ لإعادة جنودها بدلاً عن المكابرة.. إيقافُ الحرب على اليمن أصبحَ اليومَ ضرورةً سعودية بعدَ أن بدأ التصدّع يظهر للعلن في المنظومة الأمنية والعسكرية، وانكشاف خاصرتها الرخوة (المنشآت النفطية)”.
وأضاف الحديد: أن “السعوديةَ لن تتحملَ الخسائرَ الاقتصادية والبشرية بعدَ أن تغيّرت مسارات الحرب من الداخل اليمني إلى العمق السعودي، حالةٌ من الصدمة والذهول والعجز تخيّم على المملكة، وقريباً جِـدًّا ستعلن السعوديةُ هزيمتَها وتوقفُ حربَها على اليمن”.
وأشَارَ إلى أنه سيكون من الأفضل لولي العهد السعودي “الإسراعُ في إعلان وقف الحرب على اليمن؛ لحفظ ماء وجهه بعدَ إراقته أمامَ العالم؛ بسبب تكرار العمليات العسكرية المضادّة في العمق السعودي”، لافتاً إلى أنَّ “السعوديةَ تعتبر ثالثَ دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري، اليومَ هي عاجزةٌ عن توفير الحماية لجنودها وضباطها وقُرَاها ومدنها الحدودية، إيقافُ الحرب هو السبيلُ الوحيد أمامَ محمد بن سلمان”.
وفي هذا السياق أيضاً، قالت الكاتبة القطرية، ابتسام آل سعد معلقةً على تصريحات ولي العهد السعودي التي نُشرَت عقب إعلان العملية: “محمد بن سلمان في أول اعترافٍ له بالهزيمة بعدَ خمس سنوات من احتراق السعودية في فرن اليمن الملتهب: (الحلُّ السياسي والسلمي أفضلُ بكثير من الحلِّ العسكري) أين هياط اجتثاث الحوثي في أيامٍ معدودة؟!”.
الإعلامُ الحربي اليمني كشف تضليلات العدوان وفضح الأسلحةَ الأمريكية
تميّز الإعلامُ الحربي اليمني في العملية، من خلال توثيقه مشاهدَها التي كذّبت كُـلَّ محاولات التضليل الإعلامي السعودي، كان أيضاً أحد الجوانب المهمة التي تناولتها العديدُ من التعليقات، حيثُ كتب المحامي والباحث الفلسطيني، صالح أبو عزة قائلاً: “الإعلامُ الحربيُّ اليمنيُّ في كُـلِّ مرة يُرينا صدقَ كلامِه، وضبط معلوماته، ودقة روايته، فيما إعلامُ العدوان العسكري والمدني يخرج ذليلاً مُنكسِراً مهزوماً مهزوزاً، وحتى أصبحت القاعدةُ العامَّة هي: كُـلّ ما يقوله اليمني مُصدَّقٌ بالمُطلق، وكلُّ ما يقوله السعودي والإماراتي مُكذَّبٌ بالمُطلق”.
وأضاف أبو عزة، متحدثاً عن حالة الإنكار التي يختبئُ خلفها العدوُّ السعودي ومرتزِقته، بعد كُـلِّ عملية يمنية نوعية: “مَن لا يُريد أنْ يُصدّق أنّ أنصارَ الله هو مَن نفّذَ هجومَ أرامكو في بقيق، وحاول أنْ يُدلِّس على العالم أنّها إيران، كيف له أنْ يبررَ سقوطَ جبهة كاملة في نجران على يد أنصار الله أيضاً؟! السيفُ اليماني مرّغَ أنوفَ أعراب آل سعود ومرتزِقتهم، وسيكتب التاريخُ بطولةَ اليماني بأسطرٍ من نورٍ ونار”، كما كتب في تغريدة أُخرى: “كلُّ هذا الطغيان السعودي، سياسياً وعسكرياً وأمنياً ودينياً، ما كان يحقُّ لأحدٍ أنْ يَهُزّه مِن الجذور سوى أبو يمن”.
الصحافي اللبناني والمحلل السياسي، علي مراد، تطرّق إلى نقطةٍ هامةٍ أُخرى في حديثه عن تأثيرِ مشاهدِ الإعلام الحربي لعملية “نصر من الله”، حيثُ قال: إن “صورَ الإعلام الحربي اليمني التي أظهرت عشرات المدرّعات والآليات الأمريكية الصنع وهي إما تحترق أَو مغتَنَمة بأيدي مقاتلي الجيش واللجان الشعبيّة، من شأنها أن تدفعَ الشركات الأمريكية المصنِّعة لها إلى القلق؛ كون هذا الإذلال للصناعات العسكرية الأمريكية سيؤثر على مبيعاتها المستقبلية”.
عمليةٌ أعادت تشكيلَ مستقبل المنطقة
آخرون تناولوا في تعليقاتهم على عملية “نصر من الله”، تأثيرَها الإقليمي على مستوى مستقبل المنطقة، من حيثُ كونها هزّت نظامَ آل سعود بشكلٍ عام، ومن هؤلاء، المحلل السياسي اللبناني، أنيس النقّاش، والذي قال: إنَّ “عمليةَ نصر من الله في نجران بدايةٌ للعمليات البرية الاستراتيجية، ستحرّر شبهَ الجزيرة العربية من رجسِ بني سعود”.
وفي هذا الاتّجاه، ذهب أيضاً الخبير والمحامي المصري ورئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية في بلجيكا، الدكتور محمود رفعت الذي كتب أن “أهلَ اليمن يقفون بأجسادهم لحمايةِ شرفِ كُـلِّ عربي بعد ما باعه مطايا توني بلير بالرياض وأبوظبي، كما فعل جدودُهم مطايا لورانس منذُ قرن.. علماً أنَّ القانونَ الدولي يكفلُ لحكومة صنعاء ردعَ السعودية والإمارات بكلِّ السُبل”.
وأضاف رفعت: أن عملية نصر من الله توضح “الصورةَ الحقيقية للقوى وإمساكَ اليمن زمامَ الأمور بخلاف هياط إعلام السعودية وَالإمارات.. سيحدّث التاريخ أن أبناءَ اليمن صدّوا مطايا توني بلير أحفادِ مطايا لورانس بثرواتهم”.
التعاملُ الإنساني مع الأسرى
المعاملة الإنسانية التي تعامل بها أبطالُ الجيش واللجان مع أسرى عملية “نصر من الله” كانت هي الأُخرى محطَّ اهتمام المتابعين العرب، وفي هذا السياق، كتب الإعلامي في قناة المنار، محمد قازان: “أسَرَ أنصارُ الله ٢٠٠٠ جندي من الجيش السعودي ومرتزِقته في اليمن ولم يقوموا بتصفيتهم، بل قدّموا لهم الطعامَ والماءَ وعالجوا الجرحى منهم، هل تذكرون كيف كان مسلحو السعودية الوهابيون في سوريا والعراق يعدِمون الأسرى ويذبحونهم؟ هنا أخلاقُ أنصار الله، وهناك بشاعةُ الوهابية”.
انتصارٌ واضحٌ على العدوان وتطورٌ كبيرٌ في القدرات اليمنية
متابعون وناشطون آخرون أكّـدوا أن العمليةَ تجسيدٌ واضحٌ للانتصار اليمني على العدوان، مشيرين إلى بطوليتها واستثنائيتها، وكشفها لمدى التطور الذي وصلت إليه القدراتُ العسكرية اليمنية.
وفي هذا السياق، كتب الناشط اللبناني علي الطويل: “سابقةٌ في التاريخ العسكري أن يقعَ ثلاثةُ ألوية بعديدِهم وَعتادِهم وَمدرعاتهم في الأسر، عندما تسمع هكذا أسطورة اعرف أنها حدثت في اليمن العزيز”.
كما كتب الناشط والأستاذ الجامعي اللبناني، علي السيد: “يرفض اليمنُ العزيز أن يُنهيَ الحربَ من دون انتصار جلي واضح لا ريبَ فيه”، وأضاف: “عمليةُ نصر من الله جاءت من أجل التأكيد على قدرة التنامي والتطور التي وصلت إليه المؤسّسةُ العسكرية اليمنية في مواجهة العدوان السعودي”.