مراقبون. تفجيرات السعودية عملية مرتبه بعناية فائقة.
تقارير / 5 يوليو / المسيرة نت : قالت وسائل إعلام سعودية بأن تفجيرا انتحاريا هز موقف سيارات لقوات الطوارئ قرب الحرم النبوي والمقر الرئيس للمحكمة الشرعية بالمدينة المنورة ،أسفر عن مقتل 4 رجال أمن وإصابة 2 آخرين في تفجير انتحاري.
وأشارت الوسائل الإعلامية إلى أن الانفجار، الذي وقع وقت الإفطار، استهدف 7 رجال أمن، موضحة أن منفذ الهجوم أظهر رغبته لهم في الإفطار معهم ومن ثم قام بتفجير حزامه الناسف.
واستهدف انفجار مسجد العمران بمدينة القطيف شرق السعودية، إلا انه لم يصب أحد بأذى، بحسب ما أفاد سكان لوكالة فرانس برس.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر من السكان المحليين أن انفجارا دمر سيارة متوقفة قرب أحد المساجد المحلية، وتلاه انفجار ثان في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أن انتحاريا فجر نفسه قرب القنصلية الأمريكية بمحافظة جدة، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين دون أن يسفر التفجير عن وقوع ضحايا.
وتأتي التفجيرات الأربعة في كل من جدة والقطيف والمدينة المنورة بعد تفجيرات حي الكرادة في مدينة بغداد، والتي أدت إلى ما يقرب الـ300 شهيدا وإصابة المئات، كما تأتي بعد أربعة أيام من اقتحام ثلاثة انتحاريين من منطقة القوقاز مطار اتاتورك في اسطنبول، أطلقوا النار على المسافرين والمستقبلين قبل تفجير أحزمتهم الناسفة، ما أسفر عن سقوط 43 ضحية.
مراقبون أكدوا بأن التفجيرات في زمانها ومكانها تثير التساؤلات بينما يعتبر بعض المراقبين أن سلسلة التفجيرات كانت عمليات منسقة ومعد لها لا سيما أنها ضربت البلاد في وقت يستعد السعوديون للاحتفال بعيد الفطر في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان.
ويرى متابعون بأن الأربعة الانفجاريات التي نفذت في يوم واحد، وفي أماكن مختلفة جرى اختيارها بعناية فائقة، وتتدرج ، قنصلية أمريكية، إلى مساجد “شيعية” وصولا إلى الحرم النبوي الشريف، الهدف منه زعزعة استقرار بلد الحجاز ونجد وأمنه قبل أسابيع معدودة من موسم الحج، حيث يتدفق أكثر من مليوني حاج من مختلف أنحاء العالم لأداء هذه الفريضة، وهي بمثابة إنذار أو تهديد واضح بأن هذا الموسم قد يكون الهدف المقبل كما يرى المراقبون.
ويدعو المراقبون النظام السعودي إلى استخلاص العبرة والدرس من التفجيرات والتي تؤكد على أن الخطر على أمن المملكة واستقرارها لم يكن من اليمن، ولا من الجار العراقي أو حتى الإيراني الشيعي، أو النظام السوري، وإنما في الداخل السعودي.
ويضيف المراقبون بأن الحرب الحقيقية التي يجب أن تخوضها السعودية ليست في اليمن، ولا في سورية، ولا في العراق، ولا في ليبيا، وإنما داخل كيانها الذي أسس من أول يوم على الفكر التكفيري الوهابي ، وهي حرب لا يمكن خوضها بطائرات “عاصفة الحزم”، ولا بالدبابات الحديثة الأمريكية الصنع، وإنما حرب تغيرية فكرية في صميم المؤسسة الأيدلوجية الوهابية للنظام السعودي كما هي حرب للقضاء على الفساد، والإصلاحات السياسية والاجتماعية، وتوفير فرص العمل للشباب، واستيعابهم في مشاريع منتجة.
ويوضح المراقبون بأن لسياسات السعودية التي تتبنى مبدأ التدخل العسكري والسياسي في شؤون الآخرين، وتغيير انظمة، وزعزعة استقرار دول وتفتيتها، وتبني الفكر الطائفي، وتصديره خارج حدودها، هذه السياسات باتت تعطي نتائج عكسية تماما، ولا بد من تغييرها بأسرع وقت ممكن ليس لأنها أثبتت فشلها، وإنما لأنها بدأت ترتد على أصحابها دمارا، في وقت نجح الآخرون في امتصاصها والتعايش معها، وتقليص أخطارها، إذا لم يتم تحييدها بالكامل، والحديث هنا عن اليمن والعراق وسورية تحديدا.
وتكشف وقائع الأحداث أن حروب السعودية الخارجية فشلت كلها، وجاءت نتائجها كارثية عليها وعلى الآخرين، وحروبها الداخلية ليست أفضل حالا، وأن الإستمرار في المكابرة والغرور، مثلما يحدث حاليا يصب المزيد من الزيت على نيران الفشل.
ألى ذلك ينصح المراقبون المملكة السعودية بأن تغيّر من كل السياسات التي تتبعها حاليا، وتتمثل في محاولة إصلاح وترتيب بيوت الآخرين، والتدخل في شؤونهم الداخلية عسكريا، وتغيير أنظمتهم، بينما البيت السعودي هو الذي يحتاج إلى ترتيب وإصلاحات جذرية، وهو الأولى بالعناية والاهتمام،كما يدعون السعودية الالتفاف إلى قضايا الأمة المركزية والبعد عن الشبهات، وأبرزها التواصل سرا أو علنا مع أعدائها، وإسرائيل على رأسها.