يبيعونكم الوهم وأنتم تبيعوهم الوطن
يبيعونكم الوهم و أنتم تبيعونهم الوطن !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
ذهبوا و قد عقدوا العزم و أجمعوا الأمر على أن لا يعودوا إلا و بمعيتهم ما ضيعوه ذات يوم من أيديهم بفعل ربيعهم الزائف و هو بحسب دعواهم : ( الوطن و الدولة )، نعم ذهبوا و هم يعلمون قبل أن نعلم نحن أنه لا يمكن أن يأتيهم بالدولة من ظل لأكثر من خمسة عقود و لازال يتآمر عليها و على الوطن و يحيك لها الدسائس و المكائد بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، لن يأتيهم بها من حارب يوماً ثورتي 26 سبتمبر و 14 إكتوبر و سخر كل إمكانيته الضخمة و الهائلة للحيلولة دون تحقيق وحدة هذا الوطن ، بل أن أحدهم لم يتردد و قد ذهب باحثاً عن مشروع جمال عبدالناصر هناك و هو يعلم علم اليقين أنهم أنفسهم من تآمر عليه و أسهم إسهاماً مباشراً في إجهاضه و تفريخه !! و منهم من ذهب باحثاً عن مشروع الزبيري و النعمان التحرري و التنويري في بلاد لم تتقبل بعد أبسط مبادئ الديموقراطية على إعتبار أن الديمقراطية بحد ذاتها في نواميسهم و قواميسهم (رجسٌ من عمل الشيطان)، فأجتنَبوه !! و هنالك أيضاً من ذهب مفتشاً عن مشروع إبراهيم الحمدي !! و أين… ؟!!عند من دبر و خطط و مول و أشرف إشرافاً مباشراً على تصفيته و إغتياله !! يا لسخرية القدر !! ما هذا الإستحمار و الإستغفال ؟!
ألا إن للريال السعودي لسحراً لو إستعان به فرعون و جنوده، لما آمن بموسى من بني إسرائيل إلا قليل، كيف لا و قد جمع هذه المتناقضات و صهرها في بوتقة العمالة و الإرتهان حتى غدت قالباً واحداً تفوح منها روائح الهوان و العار و التى بلغت عفونتها كل الأنوف، فأزكمتها، لنبدأ معها رحلة البحث عن لقاحاتٍ في الوطنية تقي الشعب من خطر عدوى تفشي هكذا وباء !!
أيها الموهومون.. أفيقوا !!
هل علمتم ما هو الثمن الذي دفعتموه بفعل حماقاتكم لإستعادة الوطن و الدولة التي قد طالما تباكيتم و أبكيتم على ضياعها و فقدانها ؟!!
أنه الوطن أيها الحمقى.. أنه الوطن أيها الأغبياء !!
فهنيئاً لكم هذ البيع و هذه الصفقة المقدسة لديكم فقط، و لتنعموا بما ربحتموه مقايضةً من غنائم الوهم الملفوفة بأوراق البنكنوت السعودي، ولا عزاء للوطن.. لا عزاء للقيم !!
و من يهن يسهُل الهوانُ عليهِ
ما لجرحٍ بميتٍ.. إيلامُ….
#معركة_القواصم