الاندبندنت: “حصان الخليج الواهن”
في الأسبوع الماضي عانت السعودية انتكاستين بدتا أكثر خطورة من غيرهما. يوم الأربعاء صوت الكونغرس لصالح إسقاط فيتو الرئيس أوباما بشأن قانون 11 سبتمبر “جاستا” الذي يسمح لأسر الضحايا بمقاضاة السعودية. من وجهة نظر الرأي العام الأميركي، فإن الحكام السعوديين يدفعون، أخيراً، ثمن دورهم في نشر التطرف وقصف اليمن.
نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، مقالاً (الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2016) للكاتب البريطاني الشهير، باتريك كوكبيرن، تحت عنوان “السعودية حصان الخليج الواهن، ولكن بريطانيا ما زالت تدعمها كحل للخروج من الاتحاد الأوروبي”، انتقد فيه إصرار بريطانيا على الاستمرار في دعم دول الخليج رغم قصفها اليمن، وإسهامها في نشر الفوضى، وظهور التنظيمات الإرهابية.
ويتساءل الكاتب في بداية مقالته: لماذا تنفق الحكومة البريطانية هذا الكم من الوقت والجهد لكسب ود حكام البحرين، هذه الدولة الصغيرة سيئة السمعة لسجن وتعذيب منتقديها؟ وهي تفعل ذلك في الوقت الذي توشك فيه محكمة بحرينية على إصدار حكم بحق الناشط المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب، المعتقل في سجن انفرادي مليئ بالنمل والصراصير، قد يصل إلى 15 عاماً على خلفية كتابته تغريدات تنتقد التعذيب في البحرين والقصف السعودي لليمن.
وأشار باتريك، أن البحرين أضحت في الآونة الأخيرة مقصداً لكبار المسؤولين البريطانيين، من بينهم وزير التجارة العالمية ليام فوكس الذي التقى، في سبتمبر الماضي، ولي العهد ورئيس الوزراء ووزير التجارة. ويبدو أن هذا لم يكن كافياً، إذ وجد وزير الدولة للشؤون الخارجية لأوروبا آلان دونكان، في الأيام الماضية، أنه من الضروري زيارة البحرين، حيث التقى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ووزير الداخلية رشيد آل خليفة.
أن يجد السير آلان دونكان، الذي يتولى مسؤولية العلاقة مع أوروبا في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ضرورة في زيارة البحرين، لهو أمر يثير الاستغراب.
لافتاً إلى أن هناك العديد من الأسباب التي لا علاقة لها بحقوق الإنسان تحرك الحكومة البريطانية، من بينها الاتفاق الأخير على توسيع القاعدة البريطانية البحرية في البحرين على أن تتولى المنامة تكاليف ذلك.
لكن البحرين أكثر أهمية مما تبدو عليه؛ كونها خاضعة للتأثير السعودي، وما يرضي آل خليفة يرضي آل سعود. بيد أن بريطانيا بخضوعها للسعودية وممالك الخليج قد تكون تراهن على الحصان “الواهن” في الوقت الخطأ.
ويقول كوكبيرن: أياً كان ما يقوم به السعوديون وممالك الخليج في سوريا، فإنهم لم ينجحوا. لقد كانوا ينشرون جذع الشجرة الذي وقفوا عليه من خلال نشر الفوضى والدعم المباشر أو غير المباشر لتنظيمات كالقاعدة وداعش والنصرة. كذلك فإن التنافس مع إيران جعل الممالك الخليجية “السنية” تتراجع بعد تصاعد الحرب الشرسة في اليمن والتي فشلوا فيها.
وأضاف كوكبيرن: في الأسبوع الماضي عانت السعودية انتكاستين بدتا أكثر خطورة من غيرهما: يوم الأربعاء صوت الكونغرس لصالح إسقاط فيتو الرئيس أوباما بشأن قانون 11 سبتمبر “جاستا” الذي يسمح لأسر الضحايا بمقاضاة السعودية.
ويرى الكاتب، أنه من وجهة نظر الرأي العام الأميركي، فإن الحكام السعوديين يدفعون أخيراً ثمن دورهم في نشر التطرف وقصف اليمن.
الانتكاسة الثانية، كما يراها كوكبيرن، مختلفة، لكنها تترك ـ أيضاً ـ السعودية ضعيفة. في مؤتمر أوبك في الجزائر تخلت السعودية عن سياستها الطويلة الأمد بضخ النفط بالقدر الذي تريده ووافقت على خفض الإنتاج بهدف رفع سعر النفط الخام. أما الدافع المحتمل لهذه الخطوة فكان نقص الأموال.
وأشار، في نهاية مقالته، أن آفاق هذا الاتفاق الجديد ضبابية، لكن يبدو أن إيران حصلت على أكثر مما تريد في العودة إلى مستوى إنتاجها قبل فرض العقوبات. من المبكر رؤية السعودية والدول الحليفة لها في الخليج على الطريق المنحدر الذي لا مفر منه، لكن لا شك أن قوتها بدأت تنحسر.