لو كانوا أبرياء، لما تملكهم هذا الارتباك والهلع
لو كانوا أبرياء، لما تملَّكهم هذا الإرتباك و الهلع !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
لا أعتقد أن المشرّعين الأمريكين بعد خمس عشرة سنة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد كانوا يستمعون إلى قصيدةٍ مرثيةٍ حول تلك الأحداث، فاخذتهم الحمية فجاة و قرروا تعديل قانونٍ قديمٍ و إعادة صياغته بشكل جديد لكي يتسنى للامريكيين مقاضاة حمامة السلام العربية–السعودية بعد أن وقع الإختيار من أحد السكرى هناك في آخر القاعة عشوائياً عليها .
في حقيقة الأمر لم يفكر الأمريكيون بهذا القانون (جاستا) إلا بعد أن أكدت لهم جميع الإستدلالات و القرائن التي لم تستطع خصوصية العلاقة الحميمية بين النظام السعودي و الحكومة الإمريكية إخفاءها أو التشكيك فيها و إستبعادها ضلوع أطراف في هذا النظام في تلك الأحداث، و أن القول بأن مقاضاة هذا النظام إنما يأتي كون منفذي تلك الأحداث هم من مواطنيه إنما هو محاولةٌ لذر الرماد في العيون و كلام مردود لا يستدعي سَنّ مثل هذا القانون كون الجريمة شخصية و تختفي أثارها بموت أو مقتل منفذيها .
لو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى تلكم الأحداث و تأملنا في ردود الأفعال العالمية عامة لوجدنا شيئاً غريباً في ردة الفعل السعودي تميزه عن غيره و هو مسارعة الأمير الوليد بن طلال أحد أمراء الأسرة المالكة السعودية بإعلان تقديمه عشرة ملايين دولار تبرعاً منه لأسر الضحايا، و الأغرب من ذلك هو رفض عمدة نيويورك لذلك الأمر بشدة، فهل كان ذلك الأمر هو الخيط الذي قاد الامريكان للمدبرين الحقيقيين لتلك الأحداث وتوجيه أصابع الإتهام للنظام السعودي فيها ؟!! من يدري ؟!!
عموماً أياً كان ذلك الخيط فإن الإتهام قد وقع و تم أقرار (جاستا) رغم المحاولات السعودية الجادة لإجهاضه من خلال تقديم رشىً ضخمة، و دخلنا اليوم مرحلة المقاضاة في ظل إصرار النظام السعودي الخجول على براءته، فهل النظام السعودي فعلاً برئ ؟!!
في الواقع لا يوجد في الأجواء بصراحة ما يشجع على ذلك و كما يقولون (يكاد المسئ أن يقول خذوني)، فتصرفات السعوديين كلها تشير إلى إرتباكٍ واضحٍ و هلعٍ شديد على كل المستويات النخبوية و السياسية و الإعلامية إثر إقرار (جاستا) سبقه محاولاتٌ متكررة و دفع رشىً لإجهاض ذلك القانون كما لو كانوا يحاولون الدفع عن أنفسهم عواقب جرمٍ إقترفوه، و إلا لو كانوا أبرياء فعلاً لما احتاجوا إلى كل هذا الكم من الهلع و الإرتباك و لكانوا أكثر إرتياحاً لهذا القانون كونهم سيستطيعون من خلاله إخراس بعض الالسن التي دائماً ما تتهمهم بالإرهاب إلا أن هذا لم يحدث !!
#معركة_القواصم