إرتفاع خسائر الجيش السعودي
أدى التقدم الأخير الذي أحرزته القوات اليمنية في المناطق الحدودية السعودية، وتثبيت وجودها في نقاط استراتيجية، إلى ارتفاع الخسائر في صفوف قوات المملكة، على الرغم من استمرار الرياض في التكتّم على الارقام الحقيقية للضحايا
تكشف حشود التعزيزات العسكرية الواصلة تباعاً إلى الحدود الجنوبية للسعودية جانباً من الخسائر التي تشهدها قوات المملكة في المعارك الأخيرة مع القوات اليمنية، وهي خسائر ترفض الاعتراف بها أو الحديث عنها، رغم بلوغها مستويات مرتفعة، لم يعد مُجدياً معها سياسة التكتم المتبعة خلال ثمانية عشر شهراً من عمر المعارك.
فبعد نجاح القوات اليمنية في الوصول الى معسكرات سعودية ومواقع جبلية استراتيجية وتثبيت وجودها عليها، باتت الضربات الصاروخية والمدفعية اليمنية التي تستهدف مواقع عسكرية سعودية أكثر دقة بصورة ضاعفت الخسائر. ويفيد مصدر ميداني يمني بأن معظم ما تم قصفه خلال الفترة الماضية هو مخازن أسلحة سعودية، مضيفاً أنها استهدفت بعد عمليات رصد واستطلاع تقوم بها فرق قتالية متخصصة في هذا الجانب. وأكد المصدر أن القوة الصاروخية اليمنية استهدفت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 20 موقعاً ومعسكراً لحظة تجمّع عشرات الجنود السعوديين فيها ومعهم عدد من آلياتهم وتجهيزاتهم العسكرية، مشيراً إلى مقتل العديد من الجنود السعوديين وجرح العشرات. كذلك تساءل المصدر عمّا إذا كان النظام السعودي يُبلغ أسر القتلى بمقتل أبنائهم.
تحتفظ القوة الصاروخية اليمنية بـ«مفاجآت خارج حسابات دول العدوان»
ومع عودة المعارك إلى الخط الساحلي الغربي، نجح المقاتلون اليمنيون في التصدي لهجوم شنّته قوات تابعة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي من داخل الأراضي السعودية باتجاه صحراء ميدي. وكشف «الإعلام الحربي» عن مقتل العشرات ممن شاركوا في الهجوم، مشيراً إلى بقاء جثث البعض منهم في أماكنها. وقبل العملية، كانت القوات اليمنية قد أعلنت قنص أربعة مُجندين يمنيين في أطراف قرية الموسم السعودية شمالي صحراء ميدي، أعقبها استهداف بصواريخ الكاتيوشا لأماكن تجمعاتهم.
كذلك واصلت القوات اليمنية استهدافها لتجمعات الجيش السعودي ومواقعه، محققةً إصابات مباشرة في جبل الرديف وأطراف الخوبة في جيزان.
وعلاوة على الخسائر البشرية والعسكرية التي يتلقاها الجيش السعودي في حدود جغرافية المعارك وخطوط المواجهات بين الطرفين، تخلف عمليات القصف الصاروخي البالستي خسائر مكلفة بالنظر إلى طبيعة وحساسية المعسكرات التي تقصف بهذا النوع من الصواريخ البعيدة المدى، وغالباً ما تكون من القواعد العسكرية الكبرى في المملكة، وتضمّ مدارج إقلاع للطائرات الحربية والعمودية، إضافة إلى طائرات الاستطلاع التجسّسية، وتضم غُرف اتصالات وعمليات عسكرية مشتركة خاصة بإدارة الأعمال القتالية لقوات «التحالف» الذي تقوده السعودية. ويُبالغ الجانب السعودي في إخفاء خسائره الناجمة عن سقوط العشرات من البالستيات اليمنية داخل العمق السعودي، مدّعياً في كل مرة يُطلق اليمنيون فيها صاروخاً بالستياً أن الدفاعات الجوية السعودية تنجح في إسقاطها بواسطة منظومة الباتريوت المنصوبة على الحدود الجنوبية للمملكة، غير أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي شهادة من الواقع.
وبالرغم من وجود معسكرات ومواقع للقوات السعودية داخل المحافظات اليمنية المُحتلة من قبل السعودية والامارات، إلا أن العدد الأكبر من الصواريخ اليمنية البالستية يتم توجيهها نحو القواعد العسكرية في العمق السعودي، وهو ما يثير قلقاً بالغاً لدى النظام السعودي الذي قدّم شكاوى متعددة للمجتمع الدولي ضد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، إثر استهدافه بالصواريخ البالستية بالرغم من ادّعائه إسقاطها.
وفي المقابل، تحتفظ القوة الصاروخية اليمنية بما تقول عنه «مفاجآت خارج حسابات دول العدوان»، كاشفةً عن خط تصنيع صواريخ محلية متعددة المديات والحمولات، آخرها صاروخ «صمود»، وآخر خاص بتعديل وتطوير مخازن الصواريخ التابعة الجيش اليمني.
*الاخبار اللبنانية