وداعا أيتها البقرة الحلوب

وداعاً أيتها البقرة الحلُوب ..
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
وَقّعتُم إتفاقيات و معاهدات الحماية مع أمريكا و ظننتم أيها العربان أنها بذلك قد دلتكم على شجرة الخلد و البقاء و ضمنت لكم الحياة، لعينيها بعتم القيم و المبادئ و فرطتم بالهوية التي كان يُفترض أن تكون هي هويتكم و عنوانكم الوحيد، و تآمرتم على أهليكم و إخوانكم منذ أمدٍ بعيد طمعاً في كسب رضاها و خطب ودها حتى قضيتم على آمال و أحلام أمتكم في تحقيق مشروعها القومي العربي الوحدوي بالوقوف وراء إجهاض كل محاولةٍ جادة لجمع شمل الأسرة العربية الواحدة، أطعتموها كما لم تُطيعوا الله و رسولة، فلا تبتّون في مسألةٍ إلا و قد رجعتم إليها و لا تقطعون أمراً حتى تشهد هي، فهي بالنسبة لكم الأم الحنون التي تسهر على راحتكم و تتحمل جميع المشاق من أجل إسعادكم، و كم حروباً خاضت كما كنتم تظنون لأجلكم، و كم أساطيلاً حركت للذود عن حياضكم و كم و كم !!
فلا تُشدُّ رحالكم إلا إلى واشنطن و لا تشخص أبصاركم إلا إلى بيتها الأبيض .. هكذا كنتم و كانت لكم بلاد العم سام ” أمريكا ”
و اليوم و بعد أن قضت أمريكا منكم وطراً هاهي تبدأ عملياً في التخلص منكم – و ليس ذلك سراً فقد بدأت و بشكلٍ معلن بمغازلة من سواكم و على حساب مصالحكم معها – فلم تعودوا تُشكلون بالنسبة لها إلا عبئاً ثقيلا و رهاناً خاسرا…
فهاهي بالأمس القريب و بكل بساطة تستبدلكم بذلك العدو اللدود الذي إصطنعته هي لكم على مدى عقود – إيران، فالعمالقة لا يميلون دوماً إلا إلى العمالقة حتى وإن كانوا لا يزالون في طور التعملق و التنشئة، أما الأقزام فمصيرهم في آخر المطاف الفناء تحت أقدام العمالقة !!
و هاهي اليوم أيضاً تَسُنُّ قانوناً لمحاكمة أمراءكم تآمراً على وجودكم و إبتزازاً لأموالكم !!
و هاهي غداً تتوعدكم براديكالية (ترامب) و رغبته الجامحة في الإجهاز على ما سيتبقى من مواردكم، فذوقوا أيها الصغار و الأقزام مرارة الرفس تحت أقدام ربيبتكم و آكلتكم – أمريكا …
#معركة_القواصم

مقالات ذات صلة

إغلاق