أيدينا ملطخة بدماء #اليمنيين وعلى حكومتنا وقف إمداد #السعودية بالأسلحة
دعت افتتاحيات وتقارير الصحف الأمريكية الصادرة الثلاثاء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف إمداد السعودية بالأسلحة في حربها الدائرة على اليمن ، محملة واشنطن مسؤولية الهجمات التي يشنها التحالف في اليمن، وآخرها الهجوم على مجلس العزاء بالعاصمة صنعاء والذي راح ضحيته 700 شخص بين شهيد وجريح.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن ” الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والتي تسببت في مقتل 140 كانوا في مجلس العزاء تشير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن توقف تواطؤها في الحرب التي تسببت في كارثة إنسانية في واحدة من أفقر دول العالم “، معتبرة أن الأمر في يد أوباما.
وتابعت : ” السعودية وحلفاءها من دول الخليج يعتمدون على واشنطن في الأسلحة والمعدات والتدريب “.
وأشارت الافتتاحية إلى تأكيد الإدارة الأمريكية على أن دعمها للتحالف ليس شيكا على بياض، معتبرة أن الأمر حتى الآن مجرد كلمات صارمة أمام قائمة من هجمات التحالف ضد المدنيين والمنشآت المدنية والتي تعد بموجب القانون الدولي ليست أهدافاً عسكرية مشروعة.
وقالت إذا رفض السعوديون وقف المذبحة واستكمال المفاوضات بناء على تسوية سياسية، يجب على أوباما أن يوقف دعمه العسكري للمملكة وإلا ستتورط أمريكا أكثر في ما وصفته بجرائم الحرب.
وأشارت إلى أن أوباما باع للسعودية أسلحة تقدر إجمالا ب110 مليارات دولار بينها مليار دولار للدبابات وأسلحة أخرى .
وختمت الافتتاحية بالقول إن اليمن على شفا الانهيار بينما يحتاج 80 في المائة من سكانها للمساعدات الإنسانية وتنظيم القاعدة أصبح أقوى من ذي قبل، وكلما طال أمد الحرب أصبح من الصعب إنهائها على حد قولها.
من جانبها شنت صحيفة هافينغتون بوست في افتتاحيتها هجوما عنيفا على السعودية ، وتساءلت في البداية كم تتكلف حياة الشباب اليمني؟ وأجابت ليس بالكثير بالنسبة للنظام السعودي الذي يقصف ويجوع اليمنيين منذ مارس/آذار 2015، كما أنها ليست بالكثير أيضا بالنسبة لداعميه بريطانيا وأمريكا واللتين تمدانه بالأسلحة والدعم اللوجيستي والتدريب والغطاء الدبلوماسي لحربه التي وصفتها بالقذرة.
وأضافت الصحيفة ” إن القيم والمبادئ والمصالح الغربية أصبحت تشترى بالنفط السعودي الرخيص وتسجيل أرباح من خلال صفقات أسلحة لواحدة من أشد الدول القمعية في العالم “.
وتابعت “هناك تواطؤ غربي وسكون من جانب المجتمع الدولي فيما يطالب المئات الأمم المتحدة بتحقيق دولي ” .
ونقلت عن السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إن ” الهجوم الأخير جاء بعد شهور من الهجمات على المدارس والمنازل والمستشفيات ” ، مضيفا ” إذا كانت الولايات المتحدة جادة عندما تقول إن دعمها للسعودية ليس شيكا على بياض فقد حان الوقت لإثبات ذلك، على الإدارة الأمريكية وقف الدعم للحرب السعودية على اليمن لأنها تضر بالأمن القومي الأمريكي وتسمح للمنظمات الإرهابية بقتل الأبرياء” .
وتابعت الصحيفة ” علينا مطالبة حكومتنا بوقف تسليح النظام السعودي ودعم المدافعين عن حقوق الإنسان داخل المملكة والذين يحاولون إصلاح حكومتهم بوسائل سلمية، لقد انتهى زمن المراجعات وبيانات الإدانة “.
وقالت ” أيدينا ملطخة بدماء اليمنيين فإذا كانت الدول الغربية تريد إظهار أنهم يقدرون حياة اليمنيين عن أرباح صفقات الأسلحة، يجب أن يوقفوا إمدادات الأسلحة والقنابل والدبابات والصواريخ وكل الدعم العسكري لها”.
واعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن قصف مجلس العزاء قد يدفع إدارة أوباما لإعادة التفكير في دعمه الحرب التي تقودها الرياض وقد تجعل الدول الغربية تعيد فحص صفقات الأسلحة للسعودية.
ونقلت الصحيفة أيضا عن سيناتور ديمقراطي إن ” قصف مجلس العزاء لم يكن ليحدث لولا القنابل الأمريكية والتزود بالوقود من جانب أمريكا، كلنا مشاركون بشكل كامل وتام في الحملة العسكرية ويبدو الأمر سخيفا عند محاولة تبرئة أنفسنا من هذه الخسائر “.
فيما نقلت واشنطن بوست عن منظمة أوكسفام دعوتها لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف في اليمن ، وقال سكوت بول أحد مستشاري المنظمة ” إن الولايات المتحدة يجب أن تدفع بقوة نحو تسوية سياسية فلا يمكن أن تكون وسيط للسلام وفي نفس الوقت وسيط للأسلحة ” .
واستبعد الباحث الأوروبي آدم بارون أن يؤثر القصف الأخير على العلاقات الأمريكية السعودية، وقال ” هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا القصف، وستظهر دعوات للتحقيق لكن العلاقات الاقتصادية والمالية بين السعودية وأمريكا وبريطانيا أقوى من حدوث أي شرخ في العلاقات “.
وفي وقت سابق أعلنت أمريكا أنها بدأت عملية مراجعة فورية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.