ناطق البنتاغون :الولايات المتحدة لاتسعى لدور أوسع في اليمن
بعد ان قام الجيش الأمريكي بشن ضربات بصواريخ “توما هوك” على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في اليمن، الخميس، وذلك على ما اسماه “رداً على هجمات صاروخية فاشلة هذا الأسبوع على مدمرة للبحرية الأمريكية”، قال البنتاغون (الخميس 13 أكتوبر/تشرين الاول)، انه لا يريد التدخل العسكري المباشر في الحرب في اليمن، بحسب ما افادته وكالات وصحف أمريكية وغربية.
وقال بيتر كوك، المتحدث باسم البنتاغون: “نحن لا نسعى إلى دور أوسع في هذا الصراع”، مشيراً أن “الهجمات انتقام محدود للدفاع عن البارجة الحربية ومبدأ حرية الملاحة في مضيق باب المندب المائي، ولا علاقة له بالصراع في اليمن”.
ونفى مصدر عسكري يمني مسؤول (الخميس)، الادعاءات الأمريكية باستهداف مدمرة تابعة له قبالة السواحل اليمنية من أماكن تخضع لسيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
وأضاف المصدر، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”: “أن هذه المزاعم عارية عن الصحة، وأن الجيش واللجان الشعبية لا علاقة لهم بهذا العمل”.
ولفت، إلى أن “هذه الادعاءات تأتي في سياق خلق المبررات الكاذبة لتصعيد الاعتداءات وللتغطية على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني والحصار المفروض عليه، بعد تزايد المواقف المستنكرة لهذه الجرائم البشعة والوحشية بحق اليمنيين”. مؤكداً أن “الجيش اليمني واللجان الشعبية في جهوزية تامة للتصدي لأي محاولة اعتداء يقوم بها العدو تحت أي مبرر أو ادعاء”.
لكن كوك قال، إن الولايات المتحدة، سترد مرة أخرى إذا استهدفت إحدى سفنها.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، “هذه الضربات المحدودة للدفاع عن النفس نفذت لحماية أفراد جيشنا وسفننا وحرية الملاحة في هذا الممر الملاحي المهم”.
وتفادى كوك أسئلة حول ما إذا كانت إيران لها دور في الهجوم على البارجة “ماسون”، لكنه قال إن الولايات المتحدة ما زالت تقيم المسئول.
في السياق، قال آدم بارون، وهو محلل بشؤون اليمن وزميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لصحيفة “الغارديان”، إنه ليس من المعتاد أن ينفي الحوثيون استهداف سفينة حربية أمريكية لأنهم دائماً ما يتفاخرون حول قدراتهم، وفي كلتا الحالتين، فإنه من الواضح تماماً أن هناك من يريد أن يجر الولايات المتحدة إلى مزيد من هذا الصراع.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم يسبق أن استهدفت مباشرة مناطق الجيش اليمني والحوثيين، قال بارون، من المهم أن نضع في اعتبارنا أن واشنطن انخرطت بالفعل في العمليات العسكرية في اليمن، بما في ذلك استهداف أنصار تنظيم القاعدة في غارات بطائرات بدون طيار. وما يبقى هو أن نرى ما إذا ستكون هذه المرة الأخيرة أو سيكون هناك ضربات أمريكية أخرى، في ظل ما نشهده من تصعيد ملحوظ في حرب اليمن.
من جانبه قال ستيفن سيش، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في اليمن من 2007-2010، لصحيفة “الغارديان”، ان إدارة أوباما دفعت ثمن عدم اهتمامها النسبي” للصراع اليمني السعودي”، موضحا ان الادارة ستكون “جدا، حذرة من الانجرار اعمق في هذا الصراع”.
ويرى ستيفن سيش، أن ما أبقى الحرب 19 شهراً هو أن الولايات المتحدة ظلت تزود التحالف السعودي بالوقود في الجو ومبيعات الأسلحة، ولهذا تسببت في تراكم الخسائر في صفوف المدنيين، وتعثرت الجهود الرامية لإنهاء الحرب.
لكن سيش شكك بأن الحوثيين وحلفاءهم يريدون أن يجروا الولايات المتحدة بالتورط أعمق في الصراع.
مؤكداً أن إيران، أيضاً، ليست مستفيدة من انجرار الولايات المتحدة إلى هذا الصراع.
وتصاعدت الغارات الجوية السعودية، التي بدأت في مارس/آذار عام 2015، هذا الصيف بعد انهيار محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
ووفقاً لنتائج بحث شامل أجرته “الغارديان”، فإن غارة واحدة من ثلاث غارات جوية سعودية على اليمن استهدفت مواقع مدنية.
ومنذ ذلك الحين، والوضع الإنساني في اليمن يتدهور بشكل مطرد، مع تزايد المخاوف من أن الحرب والحصار البحري السعودي خلق ظروف المجاعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.