بالصور :سقوط مخزي ومحرقة كبرى تصيب منافقي العدوان بالبقع
استحوذت معارك منطقة البقع الحدودية بين اليمن والسعودية على اهتمام اعلامي كبير من قبل التحالف السعودي الذي يتفوق في لفت انتباه المتابعين خارج اليمن إلا أن الإعلام الحربي التابع للجيش اليمني والحوثيين عادة ما يتمكن بسرعة من تبديد القلق المتسرب من التكثيف الاعلامي المضاد.
مؤخرا بدأت سطوة الإعلام الحربي اليمني تتسع لتصل إلى عقول ووعي الموالين للتحالف السعودي الذي بالغ إعلامه في الإعلان عن الانتصارات غير أن طول فترة الحديث الاعلامي مع عدم لمس شيء واقعي بالشكل الذي جعل الموالين له يبحثون عن الحقيقة في مشاهد الاعلام الحربي خصوصا ان الحرب الاعلامية على صنعاء أدت مع طول الوقت إلى مفاعيل عكسية توضح أن كل ما يقال في إعلام التحالف لا يتجاوز المبارزة الاعلامية.
في البقع المنفذ الحدودي السعودي مع اليمن وتحديدا محافظة صعدة دارت معارك عنيفة بعد الدفع بمقاتلين سلفيين من جنوب اليمن وأخذ الاعلام السعودي وقتا طويلا لترويج روايات إعلامية وصنع هالة غير واقعية. وعلى مايبدو أنها سياسة متعمدة فقد انتظر الاعلامي الحربي حتى تصل تلك الحملات إلى ذروتها ليبطلها سريعا عبر بث مشاهد لما يمكن ان تسميته بأنه محرقة تعرض لها الموالون للتحالف تظهرها الصور التي حصل عليها المراسل نت (الصور أسفل التقرير).
الحصيلة تجاوزت 40 قتيلا في احراق احد الارتال العسكرية في العملية التي تظهرها المشاهد التي حصل عليها المراسل نت إضافة إلى احراق الاليات التي استخدمت في الزحف.
حقيقة معركة البقع: صعدة أبعد من صنعاء و”المقاومة الجنوبية” درع للجيش السعودي
على مدى 19 شهرا لم تفد أي وسيلة اعلامية دولية بوجود نتائج ايجابية يحققها التحالف الذي يشن حربا على اليمن بقيادة السعودية.
هذه الحقيقة أصبحت تتسرب إلى أوساط السعوديين والخليجيين بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة والتي تزايدت فيها الدعوات لانهاء الحرب وفي بعض الاحيان يقول بعض الكتاب السعوديين ان على بلادهم ان تعاقب حلفاءها باليمن وتركهم لمصيرهم وإخراج السعودية من الحرب التي لا يبدو لها أفقا. تلك الدعوات تنشر في الصحف الرسمية السعودية بما يؤكد أن هذا التوجه مرخص له من قبل السلطات وتهدف لخلق رأي عام مؤيد لهذا التوجه.
وحدها حكومة هادي تبدو خارج السرب ولم تمل على مدى أكثر من 8 أشهر (بداية معركة نهم) من القول انها على أبواب صنعاء، لأن وقود الحرب هم مجاميع من المقاتلين الذين تورطوا بذهابهم إلى معسكرات الاصلاح طمعا في الحصول على المال في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية في اليمن، وايضا فإن الحرب بالنسبة لقيادات الاصلاح وهادي هي حرب مربحة إن لم تحقق الهدف فهي تحقق الربح وإن لم يكن هناك أفق لها فوقفها سيجعل أفق الربح معدوما.
في الآونة الأخيرة أصبحت السعودية تجرب آخر الحلول المتمثلة بجلب مقاتلين غير سعوديين إلى حدودها تحملهم الضغط الملقى عليها جراء الخسائر البشرية والمادية التي تلحق بالجيش السعودي وبدأت تداعياته توجد قضية اجتماعية داخل السعودية. وإذا ما تمكن اولئك المقاتلين من ضمان تحقيق الهدف فلا بأس للسعودية ان تواصل الاستمرار في الحرب وانتظار أي اختراق في الجبهات الداخلية باليمن طالما استطاعت التخلص من عبء الحدود والقته على مقاتلين آخرين.
تجد الفصائل الجنوب يمنية نفسها في خضم معركة في أقصى الشمال في وقت لم يستقم لها الأمر في الجنوب، وهذه المعادلة الغريبة ولدت الكثير من الاسئلة التي حاولت قيادات جنوبية التهرب منها والقفز نحو “رد الجميل” للسعودية رغم أن القوات الشمالية المسلحة محملة بجمائل السعودية ويفترض بها هي أن ترد الجميل في المناطق التي تنتمي إليها. كل تلك التساؤلات تضع الفصائل الجنوبية في خانة “الارتزاق”.
وفيما أعلن التحالف السعودي عن فتح جبهة شمال اليمن باتجاه صعدة وحظي ذلك بتغطية اعلامية كبيرة. غير أن الخروج من دائرة الحرب الاعلامية والاقتراب من الواقع يوضح مايجري على حقيقته.
في منطقة خباش باتجاه منطقة البقع اليمنية في الحدود مع نجران والتي لا يفصل بين حدود الجانبين الصحراوي سوى اسلاك حديدة بسيطة، كان الجيش السعودي يتعرض لعمليات مضادة واستنزافية من قبل الجيش اليمني والحوثيين. وفي إطار سعي السعودية للتخلص من هذه الخسائر والضغوط الناتجة عنها بدأت بإيجاد بدائل على الشريط الحدودي بالاستعانة بمقاتلين غير سعوديين حيث فشلت الدعوات الدينية بالتجنيد باتجاه منطقة البقع تم الدفع بمئات المقاتلين من فصائل جنوب اليمن للبدء بمعركة تهدف لتحقيق منطقة عازلة تبعد الخطر عن الجيش السعودي. أما حديث اعلام حكومة هادي عن صعدة والتقدم باتجاه مديرية كتاف وهي المديرية الاشد صعوبة من حيث التضاريس على الاطلاق والحديث عن معركة باتجاهها ضرب من الخيال يفضحه العجز الكبير في ابسط التضاريس المتمثلة في سواحل وصحراء ميدي الأمر الذي يوجب ابعاد روايات إعلام حكومة هادي والاصلاح عن صلب ما يحدث فهي تنحصر في اطار الدور الثابت والخيالي المستهلك اعلاميا.
باتجاه منفذ البقع وفي أول يوم للمعارك التي تم ادخال المقاتلين القادمين من جنوب اليمن حدثت معركة كبيرة كتبت أول سطر يمكن من خلاله التنبؤ بما سيحدث. فبعد يوم من المعارك استقبلت عدن أكثر من 50 جثة لمجنديها الذين اكتسبوا ثقة مغلوطة بقدرتهم على مواجهة الحوثيين انطلاقا من انتصارهم في جنوب اليمن وهو الانتصار الذي لم تحققه المعركة وانما الحسابات.
المحاولات الجنوبية لتبرير ما يحدث يمكن معرفة جانب منها من خلال تقرير نشره موقع إرم نيوز حيث تحدث علي الذهب الذي وصفه الموقع بالمحلل الاستراتيجي الذي اعترف بجانب من الاهداف الحقيقية للمعركة المتمثلة في “تأمين منطقة عازلة، مؤقتًا، بين المملكة واليمن”
ونقل التقرير مخاوف المحلل السياسي، أسامة الشرمي من “انجرار شباب المقاومة الجنوبي إلى عمق الأراضي الشمالية، لما لذلك من مآلات سيئة قد تلحق بهم بسبب عدم معرفتهم أولاً بالبيئة وديموغرافيا المناطق الشمالية الذين يميل بعضهم في وقت الحروب إلى تغيير مواقفهم باستمرار، وبالتالي يصبح من الوارد تعرّضهم للخيانة” بحسب قوله.
أما عن انتماء المقاتلين الجنوبيين الذين تم جلبهم فيكشف يحيى محمد مقيت الذي وصفه بالموقع بانه شيخ قبلي، عن “مشاركة حوالي 2000 جندي من محافظات الجنوب، ينتمي أغلبهم إلى التيار السلفي ومن طلبة العلم الذين درسوا سابقاً بمنطقة دماج، قبل أن يغادروها بوساطة حكومية مطلع العام 2014” بحسب ما قال.
في الاجمال فإن الحديث عن تقدم هو هدف جامع للسعودية وحكومة هادي والحراك الجنوبي فهذا الحديث عن التقدم الذي لم يحدث في الحقيقة، يستحوذ على مساحة كبيرة من تغطية الاعلام وبالتالي تنحسر التساؤلات حول لجوء السعودية للاستعانة بمقاتلين غير سعوديين؟ وانجرار الحراك الجنوبي الى معركة لا علاقة له بها؟ والهروب من الفشل العميق لحكومة هادي في مختلف الجبهات؟ وفي ذات الوقت فإن الاجابة الجامعة لتساؤلات المعركة تلك تنحصر تماما في إبعاد الجيش السعودي عن خطر الهجمات التي سيتولى المقاتلون السلفيون والجنوبيون تلقيها بالوكالة، أما الحديث عن معركة صعدة فهي معركة لن تحدث إلا في الإعلام.