في محاولة للتنصل عن مسؤولية الجريمة وتبعاتها، حمل بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” الخائن هادي وفريقه مسؤولية الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء الأسبوع الماضي.
وبحسب البيان فإن تقرير ما سمي بلجنة التحقيق الذي توصل إلى أن الغارة جاءت بناء على معلومات خاطئة جاءت من طرف المقدشي الذي أبلغ عمليات تتبع هادي الذي بدوره أبلغ الطائرة التي تحلق بالقصف فورا خارج علم قيادة التحالف حسب التقرير.
التقرير الصادر عن التحالف اعترف بارتكاب طيران العدوان الجريمة في الصالة الكبرى، وهو ما اعتبره مراقبون دليل كافي ليتحمل مسؤولية الضربة وتبعاتها أمام اليمنيين وأمام العالم، على اعتبار أن التفاصيل حول من بلغ ومن وجه لا يعد مبررا ولا يعفي تحالف العدوان السعودي الأمريكي من المسؤولية.
ناشطون ومحللون اعتبروا الاعتراف وما تضمنه من مغالطات يعد اعترافا ضمنيا بارتكاب بقية الجرائم بحق الشعب اليمني طوال العدوان على اليمن، على أساس أن من الممكن أن تعلل قوى العدوان جرائمها بذات التعليل الذي تضمنه التقرير، وهو ما يعد تهربا واضحا من المسؤولية ومحاولة لتحميل طرف في داخل منظومة العدوان المسؤولية بمفرده.
قانونيون رأوا أن العدوان منظومة متكاملة من الأطراف والأدوات، وأن مسؤولية طرف أو جزء في المنظومة تعني المنظومة بكاملها، لافتين إلى أن ارتكاب فريق هادي للجريمة لا يختلف عن ارتكاب طيار أو مركز توجيه الطيار وفي الوقت ذاته لا يختلف عن ارتكابها بتوجيه من قيادة تحالف العدوان أو حتى من الإدارة الأمريكية، فالمتهم أمام الشعب اليمني هو تحالف العدوان كمنظومة كاملة.
وفي وقت سابق كانت الولايات المتحدة قد تنصلت من المسؤولية وحاولت أن تلقي بها على كاهل السعودية، في تهرب من المسؤولية قد يكون نفسه الذي دفع السعودية إلى التنصل بدورها وإلقائها على كاهل أياديها (هادي وفريقه)، وهو ما يمكن أن يقرأ بكونه مؤشر على خطورة المأزق الذي وقع فيه تحالف العدوان كمنظومة على رأسها الولايات المتحدة، ومدى تخبطهم أمام فشلهم ميدانيا والأعباء الجنائية والاقتصادية التي خرجوا بها من حربهم على اليمن لأكثر من عام وستة أشهر.
يذكر أن “داعش” كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن الجريمة في الساعات الأولى لارتكابها، الأمر الذي يقود إلى اعتبار “داعش” جزء من المنظومة التي تشن عدوانها على اليمن وأعلنت بتنسيق مسبق مع تلك الأطراف لغرض تبرأتها من المسؤولية، الأمر الذي يمكن أن يذكر بجذور العدوان على اليمن الذي كان من ضمن أسبابه إنقاذ “داعش” وإعادتها للسيطرة على أجزاء من اليمن إضافة إلى أن النظام الذي أسقطته الثورة كانت “داعش” جزءاً منه.