أسقط أتباع الرياض الصورة العتيقة للإنسان اليمني
*صحفي يمني-رئيس تحرير الموقع الأخباري “يمن لايف”
أسقط أتباع الرياض الصورة العتيقة للإنسان اليمني – تلك التي تنفح بالبساطة والعزة والكرامة ورباطة الجأش – والتسامي المنطقي المبني على تراكمات التاريخ على من حوله من ساكني الصحراء.. او على الأقل النديـــة في التعامل..
على مر المراحل لم يكن اليمني ملحقاً لهذه الدرجة من العدمية في الرأي والموقف.. فالأمر لم يعد مجرد “تحالف”.. انه “امتلاك” مهين..
كل القصائد والروايات وعبارات الاعتزاز باليمن على مر المراحل والتي نتغنى بها ونتداولها.. كانت موجهة ضد جيراننا المترفين الذين سعوا لاختزال هويتنا وتقزيمها بناء على طفرتهم النفطية مقابل انتكاساتنا التي لم تنفع حتى في تقليل كراهيتهم او نيل شفقتهم.. فلا يزالون يعيشون معنا الصراع الذي اعتقد البعض أنهم قد عزفوا عنه بناءً على ما تقدم..
ولقناعاتنا الثابتة ان الصراع يأخذ بُعداً أبعد وأعمق بكثير من المزاعم والمبررات المطروحة والمعلنة، فإنني لن أعرج على تفنيد كذبها وزيفها بقدر ما أسعى بحروف قليلة لاختزال حقيقة الصراع الذي يتخذ طابعاً نفسياً واجتماعياً عائداً إلى الماضي البعيد.. توفرت له مخططات ومؤامرات غربية فوظفته ووظفها..
أياً كانت مساوئ اتباع الرياض.. لا شك أنهم في داخلهم يتألمون حينما يتوقد رماد الغيرة في ذواتهم وحينما يتعرضون لنهرة أو سخط أو نبرة ازدراء من أولئك الأعراب المتخمين.. ولكنها تشنجات ميتة لا تسمن ولا تغني..
ومع هذا.. فلا تزال الصحراء نهمة بالمزيد من الانتصارات واستغلال اللحظة التاريخية للإجهاز على بلد لطالما أزعجها رغم فقره وكدحه وثقل همومه.. بمفاخراته وموروثاته….
ولا يزال هذا البلد يدافع عن ارثه وهويته وكيانه متسلحا بما اوتي من ايمان ، مستدعيا كل تاريخه دفعة واحدة في معركة فاصلة بين الكينونة والاندثار..
لذا، فإن الصراع لا ينبئ بالنهاية.. طالما ظلت دون النتائج التي يأملها أصدقاء الجغرافيا وأعداء التاريخ..