هل نجحت كذبة النظام السعودي في تجييش لحرب «إسلامية» ضد اليمن.؟؟.
على عجل، سارع الخطاب الإعلامي والديني المرتبط بالرياض وقطر، إلى التجييش لحرب دينية “عالمية” باتجاه اليمن بذريعة استهداف الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام وزواره (..) بعد إطلاق صاروخ باليستي على قاعدة عبدالعزيز الجوية في جدة “رداً على جرائم ومجازر العدوان السعودي”.
دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، يرأس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي، العرب والمسلمين إلى ترك خلافاتهم جانباً والتفرغ لمواجهة “الأعداء” الذين “استهدفوا” مكة وبيت الله الحرام وزواره (..)، قائلاً إن “طبول الحرب دقت”.
وفي تسارع يكشف المغزى الوحيد والحقيقي من وراء ادعاء وترويج مزاعم استهداف مكة المكرمة بصاروخ باليستي من جهة اليمن، انخرطت فيه حكومات خليجية وعربية والجامعة العربية وبيان منسوب إلى الأزهر في مصر، توج القرة داغي حملة التأليب والتحريض واستنفار العواطف والمشاعر وتجييشها بالدعوة إلى حرب “دقت طبولها” يتوحد فيها العرب والمسلمون “والغافل من لم يسمعها”.
وكانت وسائل الإعلام، عربية وعالمية، تداولت إعلاناً سعوياً وباسم التحالف في الساعة الأولى باعتراض صاروخ باليستي على بعد 65 كيلو متراً من مكة (المدينة). قبل أن تتحول إلى استهداف مباشر لمكة البلد والمسجد الحرام دون أية معطيات أو قرائن من أي نوع. ونسب لوزير الخارجية السعودي الجبير قوله “لم يراعوا إلاً ولا ذمة باستهداف البلد الحرام”.
الجيش اليمني من جانبه نفى استهداف مكة المكرمة قبلة المسلمين متهماً السعودية بالترويج للادعاءات واستثارة المشاعر. وأكد إطلاق صاروخ باليستي على مطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة وتحقيق إصابة دقيقة.
وفيما دانت بيانات منسوبة لدولتي قطر والأردن والجامعة العربية والأزهر، “استهداف” أو “محاولة استهداف” مكة، وهو ما نفاه الجانب اليمني جملة وتفصيلاً، ذهب القرة داغي -أبرزت شبكة سي إن إن الأمريكية دعوته كخبر رئيس- أبعد من ذلك وزعم في تغريدات بموقع التواصل الاجتماعي تويتر استهداف مكة والمسجد الحرام وزواره (..). مرتباً ومقارناً هذه على حالة “أبرهة الحبشي”!
وفي أول رد تجاه إعلان السعودية “اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مكة المكرمة”، نفى المتحدث باسم الجيش اليمني العميد شرف لقمان، في وقت سابق لوكالة خبر، أي استهداف لبيت الله الحرام وقبلة المسلمين أو البلد الحرام. معتبراً أن الادعاء والتضليل السعودي “المتعمد” يعكس “فشل العدوان وإخفاقاته” باللجوء إلى استدرار العواطف وتأليبها.
وأكد العميد لقمان، أن الصاروخ الذي أطلقته القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية، قد أصاب هدفه بدقة، الذي كان قاعدة عبدالعزيز الجوية في جدة.
وقال: “نحن نعرف أن المسافة بين مكة وجدة كبيرة، ناحية الشمال.. ومسألة ادعائهم هذا لا تنطلي على طفل أو جاهل (..)”.
داعياً الأزهر والدول العربية إلى عدم التسرع في إصدار المواقف قبل التبين والتأكد والاستماع إلى الطرف الآخر.