مجنون البيت الأبيض ومهفوف البيت الحرام
اعتقد أن فوز “ترامب” بـ”البيت الأبيض”، وتربعه على عرش صناعة الحماقات الأمريكية وتلطيخ العالم بها، كشف أن الإعلام المزيف للحقائق لا يصنع الانتصارات، وكشف أيضا أن المؤسسة الإعلامية التي أدارت الحملة الإعلامية لـ”هيلاري كلينتون”، هي نفس المؤسسة الإعلامية الأمريكية التي يتعاقد معها أمراء العدوان على اليمن، والتي حصلت على ملايين الدولارات مقابل تقديمها للاستشارات ورسم السياسات الإعلامية لتحالف العدوان. فمنذ بداية الحملات الانتخابية، وحتى الساعات الأخيرة من الإقتراع، كان الإعلام الـ”هيلاري”، وما يصنعه من استطلاعات لـ”الرأي العام”، ربما جعل العالم يصل إلى قناعة تامة بأن “الدلوعة” ستكتسح “المدلوز”، وأن عملية الإقتراع لم تعد إلا مجرد تأدية واجب روتيني، وربما هذا أكثر ما جعل العالم ينظر إلى فوز “ترامب” بـ”المفاجأة”، لكن المفاجأة هي أن العالم أكشف أن الإعلام الأمريكي كــذاب. بنفس الطريقة نشاهد إعلام تحالف العدوان وكل من يدور في فلكه، يزيف الحقائق، يستغبي البشر، يوظف الدين، ويجمع بين الفاتنة والمطوع، ليغتصب العقول، ويغوي المشاهدين، الذين يقعون ضحية لعروضه الـ”هيوليودية” وما يصنعه من انتصارات زائفة في محاولة منه لـ”المداراة” عن جرائمه الـ”داعشية”، والتغطية على ما يلحق بـ”عساكره” و”مرتزقته” وأسلحته الحديثة والمتطورة، من انتكاسات وهزائم مخزية، وهذا ما بات يدركه العالم باستثناء المغفلين من “جهال العاصفة”. اعتقد أن تحالف العدوان الذي يقوده الكيان السعودي على اليمن، سيتلقى هزيمة فاضحة ومخزية، وستكون أكثر بشاعة مما لحق بـ”دلوعة” أمريكا، فالعار والإنهيار سيلحق بـ”بني سعود” و”مهفوفهم” وجرذانهم، وستحل عليهم اللعنة، وتتحول كل تلك الأبواق التي تعرف أنها تمارس الكذب مقابل المال إلى مؤسسات لنشر وتسريب فضايح “بعران” الخليج. لقد أنتهى مسلسل الكذب الـ”هيلاري” وفاز “ترامب” حقيقة وليس كذبا أو مجرد استطلاع رأي.. أيام فقط، وسيذهب الـ”مجنون” ليسكن في “البيت الأبيض”، وربما أن أكثر ما يهمنا في منطقة الشرق الأوسط هو كيف سيتصرف الـ”مهفوف” المحتل لـ”البيت الحرام”
بقلم / المحرر السياسي .. نقلا عن صحيفة “الهوية”