الأزهر الشريف يفتي بأن الوهابية خطر على الإسلام
الأزهر الشريف يفتي بأن الوهابية خطر على الإسلام .
قرأت الفتوى أمس وتعجبت كثيرا
ليس لأن الفتوى تتهم المذهب الوهابي بالخطر على الإسلام , ولا لأن مركز إفتاء بحجم الأزهر يصف مذهب كالمذهب الوهابي الذي يتمركز في قلب مكان نزول الوحي بهذا الوصف , لأنني أيضا لست وهابية , ولا أربط المذاهب بقداسة الأماكن التي نشأت فيها , فكل بلاد الاسلام ذات حرمة , ولا علاقة لفكر معين بأرض منشأه ..!
ولكن ما جعلني أتعجب هو تاريخ صدور الفتوى مع أن عمر المذهب الوهابي عقود , وليس حديث النشأة ..!
لماذا تحفظ علماء الأزهر على الفتوى بخطره كل هذه السنين , ولم يصدروا الفتوى إلا في هذا التوقيت بالذات , وتحديدا عندما بدأت رائحة خلاف تهب بين مصر كدولة وبين المملكة .
ألم تكن المملكة وهابية منذ أن كان شيخها محمد بن عبدالوهاب يدرس المذهب الوهابي الذي سمي بإسمه .
وأليست سياسة المملكة سياسة غير مقبولة من الكثير .. ابتداءا من مواقفها من ثورات الربيع العربي , وضلوعها بشكل مباشر او غير مباشر في كل مايدور من عدم استقرار في المنطقة , مرورا بتونس وسوريا ومصر وانتهاءا باليمن .
لماذا لم يصدر الأزهر فتوى تحريم لدماء اليمنيين وينعت المذهب الوهابي بالخطر وهو يرى المملكة تقود تحالف ظالم على شعب كالشعب اليمني وتشن عليه حربا شعواء , أحرقت الأخضر واليابس.. أزهقت الأرواح ودمرت الممتلكات .
أهم علماء دين أم علماء دولة ..و هل العالم يفتي حسب تعالم الدين ام حسب تعاليم ومزاجية الدولة التي ينتمي إليها , ولا يجب أن يعنيه كل منكر لا يقترب من حدود الدولة التي ينتمي إليها ذلك المفتي ..؟
المذهب الوهابي منذ نشأته مذهب لايخدم الإسلام ولاينتمي الى المذاهب الموروثة من أئمة المذاهب المعروفة ياعلماء الأزهر المبجلون .
وما خدم المذهب الوهابي وحافظ على استمراره إلا كونه نشأ في بلد الحرمين .. ذلك البلد الذي أخذ قداسته في قلوب المسلمين من قداسة الرسالة المحمدية التي نزلت على أرضه ..
ذلك البلد الذي أضر قادته بالمسلمين أكثر من إضرار غيرهم بهم .
فمتى تحترمون الدين أكثر من احترامكم للدولة ..؟
ومتى تخدمون الدين كدين بعيدا عن السياسة المقيته التي تسيس حتى فتاويكم ..؟
بقلم إيمان الجرعي