الجيش واللجان الشعبية يحكمون الطوق على منطقة الخوبة

تمضي القوات اليمنية في التوسع في منطقة جيزان، حيث استطاعت الوصول إلى مدينة الخوبة التي باتت بحكم المسيطر عليها بعد وضع اليد على خمس قرى جيزانية. هذا التقدم يفتح الباب أمام معادلة عسكرية جديدة على الحدود بين البلدين، وهو ما لن يمرّ مرور الكرام في مسار الحرب

وسيطرت القوات اليمنية على خمس قرى جيزانية جديدة تقع في محيط مدينة الخوبة، بالإضافة إلى مساحات شاسعة من الأراضي والتباب الجبلية الصغيرة التي تمتد وسط جغرافية محيط المدينة من الجهة الغربية.

وبإكمال سيطرتها على هذه القرى وقبلها على القرى والمناطق الواقعة شمالي وجنوبي مدينة الخوبة، تكون قد أحكمت طوق حصارها على المدينة التي تُعد المركز الرئيسي لمحافظة الحرث جنوبي منطقة جيزان.
وأعلنت مصادر ميدانية تابعة لـ»اللجان الشعبية» انتهاء واحدة من أكبر عملياتها العسكرية التي نفّذتها داخل أراض ومواقع للجيش السعودي. وأضاف المصدر أن أعداداً كبيرة من عناصر الجيش السعودي يقدّرون بالعشرات قتلوا في العملية التي انتهت في وقت متأخر من يوم الخميس واستمرت منذ الصباح. وأكد المصدر أن القوات اليمنية دمّرت ست عربات من نوع «برادلي»، ودبابتين اميركيتين من نوع «أبرامز»، وآليتين عسكريتين بالإضافة إلى إعطاب سيارتين في الخط العام الرابط بين مدينة الخوبة والقرى المسيطر عليها. ووفق المصدر، فإن أعداداً كبيرة من الجنود السعوديين فضلوا مغادرة مواقعهم قبل وقوع المواجهة، تاركين الأمر للطيران للتعامل مع المقاتلين اليمنيين، وأشار المصدر إلى فشل الطيران السعودي في محاولته العسكرية منع تقدم اليمنيين.
وتبعد آخر قرية وهي قائم زبيد مسافة تزيد على تسعة كلم عن آخر نقطة حدودية بين البلدين، علماً بأن توسع القوات اليمنية في المنطقة يهدف وفق حسابات الخارطة الميدانية إلى إنجاز تقدم يشمل كافة النقاط والمحاور بصورة أفقية تغطي القدر الأكبر من المساحة الحدودية، وتُعطي الأولوية الميدانية للطرف اليمني.

وتكون بهذه العملية مدينة الخوبة بحكم المسيطر عليها من قبل القوات اليمنية التي نجحت في تجاوز المواقع العسكرية المستحدثة مؤخراً من قبل الجيش السعودي في تلك المناطق التي حاول الجيش السعودي استخدامها كخطوط دفاعية بديلة عن تلك التي خسرها خلال عامين من احتدام المعارك في جيزان.
وتأتي هذه العملية بعد ثلاثة أيام من سيطرة المقاتلين اليمنيين على مواقع عسكرية أسفل جبل الدود جنوبي المدينة، وفي الوقت الذي تشتد فيه وتيرة العمليات العسكرية التي يشنّها المقاتلون اليمنيون ضد مواقع ومعسكرات الجيش السعودي على جميع محاور وجبهات القتال في جيزان وعسير ونجران. كذلك، يكثف المقاتلون الضربات الصاروخية التي تستهدف مواقع ومعسكرات سعودية تقع على بعد كيلومترات من أماكن المواجهات، كما هو الحال في استهداف دار الإمارة وقيادة حرس الحدود الواقعة في عمق منطقة ظهران عسير. وقد أكدت مصادر في القوة الصاروخية اليمنية وقوع إصابات في أوساط الجنود السعوديين أثناء وجودهم داخل مقر حرس الحدود، وتعد هذه الضربات الصاروخية مؤشراً على نجاح اليمنيين في توسعة دائرة المستهدفات التي تطاولها الصواريخ اليمنية، ناهيك عن مديات وأهداف الصواريخ البالستية التي عادة ما تُضرب باتجاه قواعد عسكرية كبرى خارج مناطق الاشتباك القريبة من الحدود بين البلدين.
وقبل يومين من العملية العسكرية الأخيرة، شن طيران الأباتشي السعودي غارات استهدفت تجمعاً لجنوده في أحد مواقعهم العسكرية الواقعة بقرية قائم زبيد ــ وهي القرية التي باتت تحت سيطرة القوات اليمنية حالياً ــ وكان الطيران السعودي قد استهدف الشهر الماضي موقعاً عسكرياً لجنوده ما أسفر عن مقتل عشرة وجرح عدد آخر في موقع ملحمة الجبلي.
وفي نجران، استهدفت القوة الصاروخية اليمنية معسكر سقام، وهو المعسكر نفسه الذي سبق للجيش اليمني و»اللجان الشعبية» تدمير برجه العسكري قبل أيام. وفي سياق متصل، احترقت ثلاث آليات عسكرية سعودية في موقع نهيقة إثر استهدافها بقذائف المدفعية، كما نجحت قوات خاصة يمنية بإحراق مخزن أسلحة سعودي وآلية مدرعة في موقع العش.
وفي وقت لاحق، استهدفت المدفعية اليمنية موقع رجلاء السعودي في نجران، وعلى الأثر شوهدت عربات عسكرية أثناء إخلائها المكان، محملة بأعداد من الجرحى المصابين جراء سقوط القذائف على الموقع. ووزع «الإعلام الحربي»، مشاهد جديدة لجثث جنود سعوديين قتلوا داخل موقع النمصاء في منطقة عسير. وتعرض المشاهد مقاتلين يمنيين يجولون الموقع السعودي ويقومون بإخلاء كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي خلفها الجنود السعوديون قبل فرارهم من الموقع، كما تُظهر عددا من المدرعات العسكرية السعودية التي أعطبها المقاتلون اليمنيون أثناء هجومهم على الموقع الجبلي.

*الأخبار| يحيى الشامي

مقالات ذات صلة

إغلاق