(البلدوزر) و آخر أوراق بني قينقاع !!

(البلدوزر) و آخر أوراق بني قينقاع !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
إعتاد النظام السعودي منذ نشأته على ترويض خصومه و إستمالتهم سواءً على مستوى الأفراد أو الدول لصالحه عبر وسيلة (الجزرة و الجزرة)، فإذا لم يستطع فيستصرخ أمريكا كما يستصرخ الطفل المدلل أمه مستغلاً بذلك خصوصية و حميمية العلاقة الفريدة التي تجمعهم و التي بدورها توفر له الحماية اللازمة لأمنه و بقاءه، لكن كيف سيكون به الحال إذا وجد نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع رأس النظام الأمريكي نفسه ؟!! و هل لازال لديه من الأوراق ما يستطيع بها ترويض هذا الخطر الداهم ؟!!
في الحقيقة لو بحثنا في سر إهتمام الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشقيها الجمهوري و الديموقراطي و رعايتها للنظام السعودي خاصةً و الأنظمة الخليجية بشكل عام، لوجدنا أن النفط و المال هما السر الحقيقي الذي يكمنان وراء ذلك حيث أن جميع الرؤساء الأمريكيين طوال العقود الماضية كان لهم إما إرتباطاتٌ مباشرةٌ و قوية مع شركات النفط العاملة في السعودية و الخليج أو مصدرٌ سخيٌ من المال الذي كانوا به يستطيعون تمويل حملاتهم الإنتخابية بإستثناء (ترامب) الذي جاء من خارج الأسر المشهورة بإرتباطها بمجال النفط و في نفس الوقت لم يعتمد على أحدٍ إلا على نفسه في تمويل حملته الإنتخابية كونه رجلاً ثرياً و لذلك لم يتردد في مهاجمة السعودية و طريقتها في إبتزاز المسئولين الأمريكيين عن طريق تقديم الرشى الضخمة لهم .
السعودية بدورها إستشعرت هذا الخطر مبكراً و دفعت بكل ثقلها لدعم المرشحة الديمقراطية (هيلاري كلينتون) مادياً و إعلامياً لدرجة ان بعض التقارير قد ذكرت أن السعودية قدمت لكلينتون أكثر من مليار دولار دعماً لحملتها الإنتخابية، لكن على ما يبدو أن الرياح قد جرت على عكس ما تشتهيه أحلام و طموحات بني سعود بخسارة كلينتون و فوز ترامب !!
يا إلهي .. يبدو أن السعودية قد وقعت في مأزقٍ خطير يهدد أمنها الوجودي، فكيف ستخرج نفسها من هذا المأزق ؟!
من المعروف تاريخياً عن النظام السعودي أنه لا يعترف بشئٍ إسمه ” القيَم ” عندما يتعلق الامر بأمنه الوجودي و لا يمانع أن يتعامل مع الشيطان من أجل ذلك .
حدث ذلك في ستينيات القرن الماضي عندما لم يتردد هذا النظام في التعاون مع إسرائيل لمواجهة مشروع جمال عبدالناصر القومي و إن كان بصورة سرية يومها آلا أن الشواهد و الوقائع على الأرض التي تشير إلى ذلك كانت كثيرة و واضحة كما أن تقارير الصحف الإسرائيلية و إعترافات بعض المسئولين الإسرائيلين اليوم تؤكد ذلك !!
لذلك في إعتقادي أن السعودية في مواجهتها مع ترامب اليوم لن تتردد في إستخدام الورقة الإسرائيلية لكبح جماح ترامب و ترويضه حتى لو وصل الأمر إلى التطبيع الكامل و العلني مع دولة الصهاينة و التي بدورها ستتلقف هذه الفرصة بإرتياحٍ تامٍ و سرور خاصةً بعد أن بدأت بعض المغازلات بينهم تظهر إلى العلن و بدون أي تحرجٍ كما لو كانت السعودية على علمٍ مسبقٍ بما يخفي لها القدر و بدأت للإعداد لإستقبال ذلك القدر المحتوم و في نفس الوقت تهيئة الشارع السعودي لما هو قادمٌ عليه من إنفتاحٍ تامٍ و كاملٍ على إسرائيل !!
فهل ستقدم السعودية على ذلك ؟!! و هل ستكون إسرائيل فعلاً هي طوق النجاة للنظام السعودي من مقصلة ترامب ؟!!
هذا ما سوف تكشفه لنا قادم الأيام !!
#معركة_القواصم

مقالات ذات صلة

إغلاق