أزمة الرواتب : مؤامرات تستهدف الوعي .. وموجة غضب شعبي بوجه العدو

لاتزال فصول الحرب الاقتصادية تتوالى ضمن مسلسل العدوان السعودي الامريكي المتواصل على اليمن منذ ما يقارب العشرين شهرا ، وبدأت معاناة الناس تتفاقم بشكل متسارع جراء تتالي ضربات العدوان الاقتصادية البشعة التي تستهدف بشكل مباشر قوت الشعب اليمني منذ نقل البنك المركزي و سحب النقدية من الاسواق وصولا الى قطع الرواتب وتجفيف منابع الحركة الاقتصادية في البلد بشكل ممنهج ، الامر الذي قد يفجر موجة من الغضب والاحتجاجات الشعبية ، يجري الحشد لها في اكثر من مكان تنديدا بقطع العدوان لمصادر ارزاق الناس . وفي الوقت الذي يجري تنظيم تظاهرات شعبية و نقابية تعبر عن غليان الشعب اليمني تنطلق ابتداء من الغد ، برزت بعض الاصوات من الداخل تستثمر معاناة الناس لتبث دعوات مسمومة توجه الغضب الشعبي نحو الاطراف الوطنية التي تواجه العدوان متناغمة مع حملة مكثفة ينفذها اعلام العدوان بشكل يومي توجه وعي الناس و مطالبهم بعيدا عن العدوان كونه المتسبب في كل هذه المأساة الانسانية . على وقع ذلك ، تشطت خلايا تتبع حزب الاصلاح و قوى مؤيدة للعدوان في صنعاء تخطط لتنفيذ اعمال شغب باسم مطالب رواتب الموظفين والعمال ، مستثمرة حاجة الناس ومعاناتهم لتنفيذ اجندات معادية ترمي لاضعاف جبهة الصمود الشعبي في محاولة مكشوفة لتحقيق اهداف لم يستطع العدوان تحقيقها بالآلة العسكرية والقتل اليومي و الحصار والتجويع طوال الاشهر الماضية من عمر العدوان . ونشرت مواقع و صحف و قنوات تابعة للعدوان بيانات ودعوات نسبت الى نقابات عمالية و اكاديمية في صنعاء تحرض على اقلاق الامن والسلم الاجتماعي وعلى العنف ومواجهة اطراف وطنية سخرت نفسها و منتسبيها لادارة مؤسسات الدولة طوال فترة العدوان بالامكانات المتاحة لتحميلها مسؤولية انقطاع الرواتب ، وتجاهلت تلك الدعوات الحقيقة الواضحة التي تقول ان العدوان هو من قطع الرواتب و جفف كل مصادر الحراك الاقتصادي في اليمن ، الامر الذي يهدف الى حرف بوصلة الاحتجاجات لتستهدف القوى الوطنية التي دفعت ثمنا باهضا من التضحيات في جبهات المواجهة بمختلف المجالات واهمها الجبهة العسكرية التي افشلت اهداف العدوان . في المقابل يبدو جليا ان الوعي الشعبي بالمؤامرات العدوانية بات عاليا ، وبحسب معلومات حصلت عليها المسيرة نت فان تلك الدعوات فشلت و لم تلاق اي تفاعل شعبي معها ، كما تبنت نقابات العمال و الاكاديميين دعوات فاعلة للخروج بشكل موحد و فاعل للتعبير عن غضب الشعب و تنديده بالممارسات التجويعية التي ينتهجها العدوان السعودي الامريكي وتحميله مسؤلية انقطاع الرواتب و تدمير البنى الاقتصادية بشكل ممنهج ، وتتوقع المعلومات ان تبدأ من الغد مسيرات احتجاجية في اكثر من مكان تنطلق من الجبهة الشعبية الصامدة والمواجهة للعدوان . وفي حين تحاول بعض القوى المؤيدة للعدوان ان تمحو البراهين الكثيرة والواضحة على مسؤلية العدوان عن تردي الوضع الاقتصادي و المعيشي اليمني مستهدفة التشويش على وعي وصمود الناس ، وجهت الصحافة الغربية اصابع الاتهام مباشرة للولايات المتحدة الامريكية في التسبب بالازمة الاقتصادية بعد فشلها في الحرب العسكرية . و قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك دلائل على دور أمريكي في الغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي على اليمن، مستنتجة أن أحد أهداف تلك الضربات هو تدمير اقتصاد البلاد ،لافتة الى ان الغارات الجوية السعودية المدعومة امريكيا ركزت على ضرب اهداف اقتصادية مثل المصانع والجسور والموانئ ومحطات الطاقة دون اي مبرر ، وضربت مثلا بمصنع العاقل ، ولفتت الصحيفة الى أن الغارات السعودية المستمرة منذ 19 شهرا، لم تنجح في إلحاق الهزيمة بـمن اسمتهم ” الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح ” حتى الآن، لكنها باتت تركز على ضرب ركائز الاقتصاد اليمني ..

مقالات ذات صلة

إغلاق