الكيان السعودي وأطماعه في الحديدة بين عام 1934 وعام 2016
الكيان السعودي وأطماعه في الحديدة بين عام 1934 وعام 2016.
بقلم / أحلام عبد الكافي .
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية قسم البريطانيون الجزيرة العربية واستقل شمال اليمن عن الإمبراطورية العثمانية عام 1849، وقامت المملكة المتوكلية عام 1918.
وكان الأدارسة من بقايا العثمانيين ،،،موالون لآل سعود و يسيطرون على جازان والسواحل الغربية حتى الحديدة وعقدوا معاهدة صداقة مع الإنجليز عام 1915 وبدأو بتلقي المساعدات المالية عام 1917 وأقاموا معاهدة مشابهة مع ابن سعود عرفت بمعاهدة دارين بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير وتخلى البريطانيون عن سياسة عدم التدخل في شؤون وسط والجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية وسلموا الحديدة إلى الأدارسة عام 1926 على ان يضل البريطانيين مسيطرين في الجنوب ،، من جهته كانت علاقة الإمام يحيى حميد الدين سيئة مع الإنجليز المحتلين للجنوب اليمني وكان يحاول بسط نفوذالمملكة المتوكلية على باقي اليمن وتوحيد الشمال بالجنوب فخاض حروباً ضد سلاطين جنوب اليمن المرتبط بالإنجليز وكان جيشه على بعد خمسين كيلو متراً من عدن فتدخل البريطانيون أخيراً وقصفوا قعطبة وتعز وأيضا الحديدة تلقت قصفا عنيف بالطائرات لمدة خمسة أيام وخاض حروباً مماثلة مع الإمارة الإدريسية الذين كان ولاءهم لآل سعود حينها أدرك الإمام أن توقيع معاهدة مع الإنجليز أمر لا مفر منه خاصة أن قوات بن سعود كانت تهدد المناطق الشمالية للبلاد وتحاول تسليم حليفتها بريطانيا الحديدة لقاء تعاونها معها في احتلال باقي الأراضي اليمنية .
ففي عام 1932، توجه الإمام إلى مناطق قبائل وائلة ومنها إلى نجران موطن قبيلة يام عدد كبير من هذه القبيلة ناصر الإمام وطُرد جيش بن سعود من المنطقة .
نجران لم تكن مصدر المشكلة بل جازان، إذ أدرك الأدارسة أن بن سعود سيبتلع بلادهم فنقضوا الحلف بينهم وبينه والتحقوا بالإمام عام 1933 وكانت قوات بني سعود تحاول استعادة السيطرة على نجران حينها، فهرب كثير من سكان نجران إلى عسير وقامت الحرب اليمنية السعودية عام 1934 وكانت حربا بين الأدارسة في جازان والحديدة التابعة للأمارة الادريسية حينها مع بني سعود ولم تشتبك قوات الإمام مع بن سعود إلا في نجران، واستطاع بن سعود ان يعيد احتلال نجران ….. وتم توقيع معاهدة الطائف في1934 لإدراك الإمام أن قواته لن تصمد أمام قوات بن سعود وقوات سلاطين قبائل جنوب اليمن وكلاهما كان متعاهداً مع الإنجليز وكانت قد وقعت إتفاقية الطائف آنذاك وقد نصت المعاهدة بين الإمام والإنجليز حليف السعودية على ضرورة تجديدها كل عشرين سنة مع بني سعود وكانت هذه المعاهدة هي ما حدد حدود ما عرف بشمال اليمن بين بن سعود في شماله والإنجليز وسلاطين ما عرف باليمن الجنوبي في جنوبه وجاء في المعاهدة أن تُضم جازان إلى السعودية عقب وفاة الأمير الإدريسي وان ينسحب الكيان السعودي من بعض مناطق الحديدة التي كانوا قد زحفوا إليها .
ما تشهده محافظة الحديدة اليوم من قصف مستمر يقاس على مستوى الدقائق والساعات لهو إيذانٌ بنية الكيان السعودي بالتحالف مع الكيان الإسرائيلي باحتلالها…وما توافد البوارج الأمريكية وتارة المستأجرات الإماراتية إلا خير دليل.
ما أشبه الأمس باليوم فكيان آل سعود الغاصب الذي احتل الأراضي اليمنية جيزان ونجران وعسير ومحاولته احتلال الحديدة هو نفسه اليوم الذي يحاول احتلال الحديدة وحضرموت ومأرب والجوف…. وما أشبه تحالفه مع بريطانيا بالأمس بتحالفه مع اسرائيل وأمريكا اليوم… وما أشبه خونة اليوم ومرتزقة العدوان( بأدارسة) الأمس وبين ذلك وذلك وحده الشعب اليمني من يتصدر موقف الوطنية والإباء والشموخ حين يخوض معركة الدفاع عن أراضيه مع أبشع عدوان عبر التاريخ الذي يقوده أشرار هذا العالم وأرباب السيطرة وبسط النفوذ من يتجلون بكل زمان ومكان تحت مسميات وذرائع واهية .