اقلامكم رصاص..
اقلامكم رصاص..
- بقلم /
حمير العزكي
بعد 20 شهرا مضت بمآسيها ومعاناتها .. بآمالها وآلامها .. بمذابحه ا الوحشية ومجازرها الجماعية الهمجية في حرب منسية الجرائم .. عبثية المعالم لم يتبقى منها الا انتظار ماهو قادم وتوقع ماهو اسوأ واكثر دمارا وقتلا وتجويعا وحصارا
لم يتبقى منها الا بذور الكرامة التي وضعها الإباء في رحم النخوة اليمنية وسقاها الصمود الاسطوري لتنمو ويبلغ مداها مدى كل باليستي سدد ولوجزءا يسيرا من المستحق لشعب – دمرت منازله ومزقت اوصاله وتناثرت اشلاؤه – في ذمة شقيقته الكوبرى
لم يتبقى الا ذكرى أليمة وأوجاع مقيمة لكل من فقد عزيزا وقريبا ولم يتبقى سوى اقلام عظيمة وأقلام عقيمة وجميعها أقلام رصاص
فالأقلام العظيمة وجهت رصاصها من كل حرف في كل سطر الى صدر العدوان الأثيم ومنافقيه ومرتزقته وعملائه
تواجه بإباء وتتألم بكبرياء وتنتصر لدماء الابرياء .. دخلت معركة الوجود كي تعضد الصمود .. ترد زحوف الارجاف غير آبهة بالاستهداف ..
أقلام … عليها مني اشمخ الصلاة والسلام
وأما الأقلام العقيمة السقيمة اللئيمة الذميمة الناقصة المتربصة .. أقلام رصاص أيضا ولكن توجهت الى الداخل تضرب خاصرة الصمود .. أقلام لاهثة عابثة .. براها الارتزاق ولون حبرها النفاق .. نفسياتها مأزومة وآفاقها محكومة ووطنيتها بل إنسانيتها معدومة .. بألفاظ منمقة وعبارات مزبرقة ومناشير ممزقة تنفث السم كالافاعي تبشر بالانهيار والتداعي .. وقفت في صف العدوان تسانده بمقالات الزور والبهتان فكم شكرت سلمان و تملقت الامريكان وكذبت بلاحسبان وكم ظلت تتتبع -الانتهاكات – وتستمتع بالغارات ودوي الانفجارات .. تغابت و تعامت فوقعت ضحية النزعات الحزبية والرؤى الضيقة المناطقية والنظرة القاصرة السطحية والعقد الطبقية والغاية المادية .. تكذب حين تكتب وتخطئ حين تحسب فتبكي الغزاة وتندب وتطرب لقتل ابناء جلدتها وتستعذب .. تزور الحقائق وتنشر على صفحاتها صور الورود والحدائق لتوحي للمخدوعين بها ان صمودنا عائق وثباتنا سبب المضائق حين حملنا البنادق وفضلنا الخنادق على الفنادق دفاعا عن حق دامغ ومقاومة لباطل زاهق أزهق الارواح وسفك الدماء ودمر المنازل والطرقات والمباني والمشافي وكل هذا عن علم اولئك خافي ولإقناعهم غير كافي
سحقا لأقلام ..
تتباكى على المدنية ولاتبكي الآف الضحايا من المدنيين..
تدافع عن الجمهورية من احضان ملكية رجعية تملك مواطنيها حتى في الجنسية…
تتشدق بالوطنية وتنفق رصيدأفكارها على غزاته والمعتدين عليه…
تبرر للفعل وتجرم وتحرم رد الفعل…
تطالب بالحقوق وتحرض وتمتنع عن اداء الواجبات…
تدندن للمرتبات وتلعن الجبهات
الى تلك الاقلام …
رصاصكم قد يؤلمنا ولكنه لن يقتلنا..