نجاح المولد.. فجر عنصرية الأعداء..
مقالات- المحويت نت
بقلم: هاشم أحمد شرف الدين
—————————-
يا أهل المسيرة القرآنية:
هل كنتم تظنون أن يمر الاحتفال المليوني بمناسبة المولد النبوي الشريف دون أن يكون فوق طاقة احتمال البعض على كتمان ما يضمرون تجاهكم؟
هل كنتم تتصورون أن بوسعهم أن يخفوا غيظهم منكم وهم يرونكم تتحولون إلى أكبر حاضنة شعبية مواجهة للعدوان؟
أم هل حسبتم أنكم ستكونون بمنأى عن الاستهداف جراء زيادة التقبل الشعبي لكم؟
إن كنتم كذلك فقد أخطأتم التوقعات، لأنكم استهدفتم من عدو الخارج وعدو الداخل استهدافا ناجما عن حقد دفين وغيظ مشبع بكره نجاح الغير..
فأما الاستهداف الخارجي فقد تجلى حربيا – كأبرز أساليبه المعتادة – فما هي إلا سويعات من الاحتفال حتى قصفت طائرات العدوان محيط ساحة السبعين حيث أقيم، وتجلى أيضا بعودة القصف الهيستيري على صنعاء رغم توقفه أو إنخفاض وتيرته خلال الشهرين الماضيين، كما تجلى في التكثيف الكبير للزحوفات العسكرية في مختلف الجبهات..
وأما الاستهداف الداخلي فقد تجلى إعلاميا عقب نجاح الاحتفال في إيصال رسائله، وظهور تعاظم مكانتكم في قلوب أبناء الشعب، وكان الاستهداف عبر في حملات تشويه كبيرة حاولت الحط من تلك المكانة، تارة بأنكم تنفقون المال العام لمناسباتكم الخاصة، وتارة باتهامكم بالفساد، وتارة بأنكم ترفضون تمكين حكومة الانقاذ وأن اللجنة الثورية العليا مازالت تدير البلاد، وتارة بأنكم تبيعون الموقف الوطني في نشاطكم السياسي خارج اليمن، وتارة بأنكم تقتلون أشخاصا خلال وقفات احتجاجية مطلبية، …الخ..
ورغم كل ذلك الاستهداف بنوعيه – الخارجي والداخلي الحربي والإعلامي – إلا أنه لم يكن كافيا ليشعر المعتدون بأنهم قد نفسوا عن غيظهم أو أنهم قد خففوا من نار حقدهم، فكان خيارهم الوحيد هو أن يكونوا عنصريين وهم يستهدفونكم، رغم إدراكهم لمخاطر اللعب على هذا الوتر لإمكانية تعريته وكشفه بسهولة..
لكم أن تلاحظوا أيها الكرام وأيتها الكريمات كيف أن عنصرية العدو الخارجي الحربي المعبرة عن حقده الدفين تبدت بصورة أكثر وضوحا بتركيز القصف على محافظة صعدة تحديدا..
ولاحظوا كيف أن عنصرية العدو الداخلي الإعلامي المعبرة عن غيظه من نجاحكم تجلت في تركيز حملات التشويه على تأطيركم في أطر ضيقة، مع أنكم كملتحقين بالمسيرة القرآنية أكبر من أي تأطير عرقي أو طائفي أو مذهبي..
لاحظوا كيف لجأ عدو الداخل إلى أسوأ حملات التشويه الإعلامية بعد عجزه عن منع جموع أبناء الشعب من الالتحاق بكم..
عاد بنا عدو الداخل – يأسا – إلى إعلام عقود مضت بني على شتم فئات معينة في المجتمع وشيطنتهم، مستخدما العنصرية التي باتت ورقة محروقة ونغمة نشاز ثبت فشلها أمام هذا الوعي الشعبي الذي يرفضها رغم استمراريتها طوال تلك العقود..
وتنبهوا..
فالعدو الخارجي الحربي يستهدف المبنى الاسمنتي ويهدمه بضربة واحدة وصاروخ واحد، أما العدو الداخلي الإعلامي فهو يستهدف المبنى المعنوي – وهو هنا “صورة أهل المسيرة القرآنية” – بغرض هدمه، ليس بحملة واحدة وشائعة واحدة، إنه يقوم بذلك خطوة خطوة، فيكتفي بنزع حجرة واحدة من قاعدة المبنى ويهدأ، وتكون لكم ردة فعل واحدة وبسيطة تجاهه لانكم لم تشاهدوا المبنى ينهار بسبب نزع تلك الحجرة لوحدها، وما هي إلا أيام ليعود ويوزع الأدوار على إعلامي آخر لينزع حجرة أخرى من عمود بالمبنى، ويهدأ، وانتم تردون ردا بسيطا ثم تنسون خطوته السابقة، وهكذا دواليك، يستمر بنزع الحجارة بين حين وآخر بافتراء أو شائعة أو بمعلومات مغلوطة، وتستمرون في ردات فعل محدودة زمانيا دون أن تتنبهون لكون المبنى صار آئلا للسقوط إلا حين يتم ذلك، ويكون الأوان قد فات عندها للإصلاح أو الترميم..
ومضة:
علينا جميعا التنبه لهذا الاستهداف الإعلامي الداخلي كما نحن متنبهون للاستهداف الحربي الخارجي، فنحن في جبهة لا تقل أهمية عن الجبهة الحربية، غير أن السلاح فيها هو الوعي أولا، وإدراك حجم المسئولية ثانيا، وعدم التقصير في التصدي لأي محاولات اختراق لها ثالثا..
دمتم ودام نجاحكم.. وليمت الأعداء بغيظهم.