خطاب كيري يغضب نتنياهو ويحرك المعارضة الإسرائيلية والقضاء

وكالات -المحويت نت

وزير الخارجية الأميركي يقول إن إسرائيل أمام خيارين إما دولة ديموقراطية أو دولة يهودية لكن لا يمكنها أن تجمع الإثنين، ويعتبر أن وتيرة الإستيطان الإسرائيلي زادت بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى قرب الحدود الأردنية وهذا يبعث رسالة سيئة للفلسطينيين.

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال ممكناً إذا كانت الأطراف المعنيّة مستعدة، معتبراً أن حلّ الدولتين هو الحلّ الوحيد الذي يضمن “ديموقراطية إسرائيل” والوحيد الذي يلبي مصالح واشنطن. وأشار كيري خلال مؤتمر صحفي إلى أنّ “تصويتنا في مجلس الأمن جاء بالتوافق مع مبادئنا ولحماية أمن إسرائيل”، مضيفاً أنّ “إسرائيل أمام خيارين إما دولة ديموقراطية أو دولة يهودية لكن لا يمكنها أن تجمع الإثنين”. وشدد أن القرار الأميركي بالامتناع عن التصويت ينسجم مع السياسة الأميركية للإدارات المتعاقبة سواء جمهورية أو ديمقراطية والتي لطالما عارضت الاستيطان. واعتبر كيري أنه “آن الأوان لنقاش الملفات المختلف عليها مع إسرائيل بصراحة” لافتاً أن “البعض لا يرى إمكانية للتباين مع إسرائيل”، وقال إنّ على الاسرائيليين والفلسطينيين القبول بحدود عام 1967 مع تبادل للأراضي، كما يجب السعي لحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين بما يتوافق مع حل الدولتين وتعويضهم بضمانات دولية. وقال وزير الخارجية الأميركي “إن الولايات المتحدة لن تكون مخلصة لقيمها وسياستها إذا سمحت بانهيار حل الدولتين”. كيري الذي بدت لهجته حادّة قال إن “إسرائيل تضيّق الخناق على الضفة الغربية لتحقيق مآربها الخاصة”، متّهماً الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بالمتشددة بتقويض حل الدولتين. كما وصف كيري نتنياهو بأنه أحد أكثر رؤساء وزراء إسرائيل ممن يوسّعون الإستيطان مؤكداً أن “وتيرة الإستيطان الإسرائيلي زادت بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتّى قرب الحدود الأردنية وهذا يبعث رسالة سيئة للفلسطينيين”. وإذ أشار إلى أن بعض المستوطنات قد تبقى مع إسرائيل في إطار اتفاق تبادل للأراضي مع الفلسطينيين، قال وزير الخارجية الأميركي إن المسألة أبعد من قضية مستوطنات وهي “استيلاء على الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، فالفلسطينيون تحت الاحتلال يعيشون ظروفاً صعبة على أكثر من صعيد ولا أظن أنّ إسرائيل تريد أن تدفع تكاليف خدمات تقدّم لهم إن ذهب حلّ الدولتين”. وأشار كيري إلى أنه يجب ضمان احتياجات إسرائيل الأمنية، مضيفاً أنّ المطلوب من الطرفين اتخاذ خطوات متوازية أحادية بما يسمح للفلسطينيين بحرية الحركة. ولفت كيري إلى أن “الاعتبارات الإسرائيلية الأمنية” بالإمكان معالجتها ضمن “رؤى جديدة تشمل الدول العربية كما وعدنا قادتها مراراً”، مؤكداً أنّ إنهاء الصراع يستدعي انضمام كافة القوى بما فيها الدول العربية وفق المبادرة العربية التي تشمل ضمانات أمنية. ورأى كيري أن الدول العربية لن تطبّع العلاقات مع إسرائيل إلا في إطار حل سياسي شامل، مشدداً على ضرورة أن تكون القدس منطقة دولية تحترم فيها الديانات الثلاث. في المقابل اتهم كيري حماس ومجموعات أخرى لم يسمّها بـ”المسؤولية عن العنف” على حد تعبيره مشيراً إلى “أن سكان غزة بحاجة إلى المساعدات الملحة ورغم ذلك تستمر حماس في تسليح نفسها وحفر الأنفاق”. وانتقد وزير الخارجية الأميركي القيادةَ الفلسطينية عدم تنديدها بـ”الإرهاب”، لافتاً إلى أنّه “ليس هناك أي عذر للإرهاب لاسيما من جانب الفلسطينيين في أفعال مثل عمليات الطعن” على حدّ تعبيره.
إلى ذلك قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّه على استعداد لاستئناف المفاوضات حالَ إيقاف الاستيطان. وتعقيباً على خطاب كيري قال عباس “في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل شرق القدس، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
إلى ذلك وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطاب كيري بالخيبة الكبيرة، معرباً عن تفاجئه بهذا الخطاب. وأضاف نتنياهو “الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يشكل خيبة أمل كبيرة. إنه تطرق بشكل مهووس إلى قضية المستوطنات في أرض إسرائيل بدلاً من التطرق إلى جذور الصراع وهي الرفض الفلسطيني المستمر للاعتراف بالدولة اليهودية مهما كانت حدودها. ينبغي أن أقول لكم إنني تفاجأت” وأشار نتنياهو إلى أنّ كيري وزير خارجية أكبر قوة عظمى في العالم ألقى خطاباً و “الشرق الأوسط بأسره يحترق ودول كاملة تنهار والإرهاب يتفشى في كل مكان ووزير الخارجية الأمريكي يهاجم على مدار أكثر من ساعة الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحافظ على الاستقرار في المنطقة، وهذا ليس الاستقرار الخاص بنا وبمواطنينا يهوداً وعرباً على حد سواء فحسب بل هي تساهم أيضاً في تعزيز الاستقرار والأمن في منطقتنا ولعدد من الدول المجاورة لنا”. وأكمل نتنياهو هجومه على كيري بالقول “يحل في هذه الأيام عيد الميلاد وربما وزير الخارجية جون كيري لم ينتبه إلى أن إسرائيل هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط حيث يستطيع المسيحيون أن يحتفلوا بعيد الميلاد بأمان وباطمئنان وبسعادة. كل هذا للأسف الشديد لا يحظى باهتمام وزير الخارجية الأمريكي. إنه خلق معادلة أخلاقية زائفة تقارن بين بناء منزل في القدس أو في أحيائها وضواحيها والإرهاب الذي يستهدف الأبرياء. وبعد أن خلق تلك المعادلة ارتكز إلى التحدث عن المنزل في القدس ودفع ضريبة كلامية فقط لإدانة الإرهاب” على حد تعبيره. وختم نتنياهو تعقيبه على خطاب كيري “على فكرة في قرار الأمم المتحدة الذي هو شخصياً قام بالمبادرة إليه ودفعه قدماً يتم الحديث عن التحريض ولكنه مجهول، لم يرد في نص القرار ذكر من يمارسه. ولكن عندما يتم ذكر المستوطنات يتم ذكر إسرائيل بالاسم. التحريض؟ لا نعرف -وفقا لنص القرار- من يمارسه. أستطيع فقط أن أعبر عن حزني لأنه لو بذلت الإدارة الأمريكية نفس الطاقات التي بذلتها في إدانة البناء في القدس في مكافحة الإرهاب الفلسطيني لربما كانت هناك احتمالية أكبر لدفع السلام قدماً”. وفي نفس الإطار، قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت في تغريدات له على حسابه على موقع تويتر “اقتبس كيري ثلاث مرّات كلاماً لي من دون أن يسمّيني من أجل إظهار أنّنا نعارض إقامة دولة فلسطينية. هذا صحيح، إذا كان الأمر يتعلّق بي، لن نقيم دولة إرهاب في قلب البلاد”. أما وزير السياحة ياريف ليفين، فقد علّق على خطاب كيري قائلاً “الكثير من الكلمات والقليل جدا من الفهم للواقع”. وفي بيان صادر عنه، اعتبر ليفين أنّ كيري دهور مكانة الولايات المتحدة الأميركية في العالم في كل ساحة عمل فيها، وأضاف “هو يحاول أن يفرض علينا في أيّامه الأخيرة في منصبه رؤية فيها جائزة للإرهاب الفلسطيني وتجاهل تام لحقنا في البلاد”. أما وزير الطاقة يوفال شتاينتس فقال تعليقاً على خطاب كيري للقناة الأولى الإسرائيلية إنّ “خطابه غير واقعي وغير أخلاقي ويبدو أن إدارة أوباما وكيري تحديداً يتجاهلون كل ما يحدث في الشرق الأوسط. ونقلت القناة الأولى عن مصادر سياسية إسرائيلية أنّ خطاب كيري وكلامه من الممكن أن يشق الطريق إلى قرارات أخرى مناهضة لإسرائيل في مجلس الأمن قبل نهاية ولاية أوباما.
لكنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ رأى في خطاب الوزير الأميركي دليلاً على قلق الأخيرة على مستقبل إسرائيل، معتبراً أنّ كيري كان دائماً صديقاً لإسرائيل وخطابه يعبّر عن قلق حقيقي اتجاه أمن ومستقبل إسرائيل. ووصف عضو الكنيست أرئيل مرغليت من المعسكر الصهيوني، خطاب كيري بأنّه خطاب النهاية لنتنياهو. وفي بيان له، قال إنّ نتنياهو فشل أمام إيران وفشل في الجبهة السياسية والدولية وغارق في التحقيقات، في إشارة إلى تحقيقات جنائية تُجرى بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية، مضيفاً “المصلحة السياسية لنتنياهو هي أن يدوس على المصلحة الوطنية”.
إلى ذلك كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية الأربعاء أنّ المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت أمر الشرطة بفتح تحقيق جنائي في قضيتين لم يحددهما لهما علاقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورفضت متحدثة باسم وزارة العدل التعليق على التقرير عندما سئلت بشأنه. وسبق أن نفى نتنياهو ارتكاب مخالفات في شراء غواصات من ألمانيا حيث كانت وسائل إعلام قد تحدثت عن تضارب محتمل في المصالح يشمل محاميه. وقالت القناة العاشرة إنّ إحدى القضيتين اللتين كان المدعي العام يبحثهما غير معروفة ..

مقالات ذات صلة

إغلاق