الأسطورة المحطمة!!

الأسطورة المحطمة!!

من حيث الزمان والمكان فإن إسقاط طائرة اباتشي في نجران يعد إنجازا استراتيجيا كبيرا وتحولا مهما في سير المعركة
الطائرة أسقطت في عمق العدو , وهذا يعني أن العدو غارق في الفشل والهزيمة والانهيار , وان المبادرة الميدانية بيد ابطالنا بشكل كلي.

يتبادر إلى ذهن الجميع سؤال مفاده هل ادخلت منظومات صاروخية جديدة إلى المعركة من طراز أرض جو؟ لكن المصدر العسكري أنها بصاروخ موجه؟ ولم يذكر تفاصيل عن نوعية الصاروخ الموجه؟ وهو غموض يحتمل ويحتمل الكثير والكثير ، وفي المجمل انتظروا ما هو أكثر مفاجأة!!

ومن نافلة القول أنه وبعد إسقاط ما يقارب 15 مروحية أباتشي للجيش السعودي حتى الآن , فان العدوان وضع أمام حقيقة أن اسطورة الجو الأمريكي في الحرب اليمنية لن يكون لها نفس الكفاءة التي كانت في حروب الخليج وافغانستان والعراق وصربيا..!

لنفترض أيضا أن هذه العملية حيدت الأباتشي عن المعركة في العمق السعودي , فما هي التطورات القادمة؟توقعوا ما هو أعظم من ذلك.

اما عن النتيجة
فبعد إسقاط طائرة اباتشي في ميدي روى لي أحد القادة الميدانيين من المجاهدين بأنها فقدت فعاليتها , ولوحظ أن العدوان منع من هذا النوع من المروحيات من التحليق في أراضي يسيطر عليها الأبطال , واعتمد على التمشيط واطلاق العيارات الرشاشة من على بعد كيلو مترات , أي تحولت إلى ما يشبه رشاش 23 ليس إلا!

ومع ملاحظة أن العملية نفذت بعد مرور ما يقارب العامين على بدء العدوان فمعناه أن قدرات الجيش واللجان تتراكم بالزمان ، بينما العدو يفقدها ويستنزفها ، وأن تصاعد عمليات من هذا النوع يدفع الشركة المصنعة لمنعها من المشاركة في المعركة , وقد سربت بعض المعلومات من أن الشركة المصنعة بيونغ الأمريكية ابلغت الطيارين السعوديين بعدم التحليق في مناطق يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية…وطالبت السعوديين بتوضيح أسباب سقوط عدد كبير من الاباتشي , ولذلك حاولت السعودية في الغالب إلى القول بأن السقوط سببه خلل فني أو سوء الأحوال الجوية ,
مع أن الأباتشي صممت للعمل في أسوء الأحوال والظروف , تملك قدرة هجومية عالية ، وردود أفعال سريعة ، ولديها القدرة على الاستمرار في العمل حتى بعد الإصابة ، أسميت بعملاق الطائرات في العالم، وأسطورة الجو ،لكنها أسطورة حطمها الجيش واللجان الشعبية وحولها إلى سلاح سيئ الصيت والسمعة.
فإذا كان هذا النوع من المروحيات دمر خمسمائة دبابة عسكرية في عاصفة الصحراء ، فإنها في عاصفة الحزم تحولت إلى أسهل هدف عسكري للجندي اليمن ونيرانه.
يبلغ قيمة المروحية الواحدة حوالي سبعين مليون دولار حسب معلومات القوقل.
لا تمتلك السعودية عددا كبيرا منها ، ولربما سعت الى تعويض ما خسرته في هذه الحرب!

الحرب على اليمن ليست نزهة ولن تكون كذلك في قادم الأيام.
الحرب على اليمن نسفت كل النظريات العسكرية الهجومية والدفاعية ، وأسست لنظريات عسكرية جديدة ترتكز على عقيدة “الإنسان ، والإيمان بالقضية” وتلغي كل الاعتبارات الأخرى.

مقالات ذات صلة

إغلاق