في هذه الصورتين يتجلى بعض من وعود الله لانصاره بالتمكين …شاهد
صور تكشف عن وعود الله عزوجل حينما قال ” إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.
من كانوا يحكموا الناس ظلماً وجوراً وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا اليوم نراهم وهم اذلاء منكوسي الرؤوس، ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
لكن في الجهة الاخرى نرى من كانوا يؤمنون بالله واليوم الاخر، قاموا بالدفاع عن الدين والوطن والمستضعفين في الارض حيث رفعهم الله في الدنيا قبل الاخرة، مصداقاً لقوله تعالى عندما وعدهم بالنصر وشفاء الصدور: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.
اذ هناك نرى اليوم في العالم من يمتلكون الحرية والضمائر الحية يسعون لاقامة العدل والدين في المجتمع العربي والاسلامي ويواجهون طواغيت العصر الذين اتخذوا دماء المسلمين تجارة ولعباً ولهواً لأنفسهم حتى يغييروا ما وعده الله في الارض عندما اكد في كتابه: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.
انهم انصارالله الذين استاجبوا لنداء الله وأمره عندما قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ، فخرج اسد مران قائلاً لبيك يا الله فنحن انصارالله وجنوده.
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون.
إنّ من السّنن الّتي أجراها الله في حياة عباده، سنّة انتصار الحقّ والعدل والاستضعاف على الباطل والظّلم والاستكبار، ولكنَّها كسنن الله في خلقه، تجري بأسبابها، وأسباب هذه السنّة تتمثّل بنهوض أتباع الحقِّ ودعاته، في مواجهة أصحاب الباطل وناشريه، وفي عدم استكانة العاملين للعدل أمام جبروت الظّالمين والطّغاة، فلا يرضى المستضعفون باستضعافهم باعتباره قدراً، بل يعملون على صناعة القوّة والنصر، فالله قد وعد وقال: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.