مائة يوم اضحكت العالم!!
تقارير – محويت نت
ليس مستبعدا أن يفاجئ دونالد ترامب، -الذي يبيت الليلة، لليوم المئة في البيت الأبيض-، العالم، بقرارات صادمة كعادته، فالرئيس الخامس والأربعون “للولايات المتحدة المفككة”، على حد وصف كبريات الصحف الأمريكية، لا يكترث لما يكتب وما يقال عنه، فقد استهلك، جل خزين تعابير الدهشة والتعليقات الساخرة، وصار مادة للتندر، ومحط إعجاب الباحثين عن الفريد والغريب والمبهر.
لم يأت ترامب بجديد في منصب الرئاسة، بل واصل نمط العيش، والسلوك، وطريقة التعامل مع الآخر، كما كان في حياته العملية الممتدة لخمسة عقود، مقاولا، وتاجر عقارات، ومتعهد حفلات ومباريات مصارعة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ولم يحرم ترامب نفسه من مغامرات الأفكار، وصولا إلى البيت الأبيض الذي يبدو كوخاً أمام القصور الفخمة والقلاع المهيبة التي سكنها قبل أن يصبح ” فقيرا” بلا مرتب، بصفته رئيسا لدولة عظمى، قال بعض مفكريها إنها بلغت السلم الأخير من الانحطاط، باختيارها ” الكهل المعجزة” دونالد ترامب متحكما بسلاحها النووي، وبمشاعر شعبها.
فعلى نسق عروض السيرك المبهرة التي تحبس الأنفاس، قذف ترامب تهديداته، كطلق الرشاش، ضد إيران وكوريا الشمالية، وداعش، والسعودية، وروسيا وسوريا والمسلمين، واللاتينيين، والمكسيك، وضد كل من يرى فيه عدوا حتى لو كان مدرجا في قائمة الأصدقاء التقليديين للولايات المتحدة، بل لم يسلم من لسانه حلف شمال الأطلسي، وزعماء الغرب، ولم يتوان عن إطلاق نعوت، ما كان العالم يتصور أن زعيم دولة عظمى يتفوه بها، ولو في الكوابيس.
ولم ينزعج أنصار ترامب من تصرفاته، بل وجدوها ممتعة، أما الخصوم فكانوا ينتظرون زلاته، لتثبيت مقولة إنه لا يصلح لقيادة الأمة، وأن وصوله إلى سدة الحكم، وصمة عار لأمريكا.
يستيقظ ترامب، وربما قبل أن يتناول قهوة الصباح، يدون في تويتر، أفكارا وتعليقات، يأخذها العالم على أنها تصريحات وبلاغات رسمية، يبني عليها المحللون، مواقف وآراء، لن تصمد طويلا، وربما لن تدوم إلا لبضع ساعات، ومع أول تغريدة جديدة للرئيس الغاضب على صحافة بلاده. ويتهمها بالكذب والتلفيق، تتهاوى التحليلات كورق يابس في مهب تغريدات ترامب العاصفة.
لم يجرؤ على ضرب كوريا الشمالية، وإن استعرض أسطوله في وجه زعيمها الذي لا يقل رعونة عنه، مع زيادة أن كيم جونغ أون يرى في نفسه إلها.
ولم تظهر “مرجلة” وتهديدات ترامب خلال مئة يوم إلا على مطار الشعيرات السوري، الذي انهال عليه بتسع وخمسين صاروخ توماهوك. هجوم كلف البنتاغون زهاء المئة مليون دولار، وبنتيجة على الأرض، وصفت بأنها مضحكة. أما الرسالة السياسية للعملية التي يعتقد أنها موجهة لروسيا، فقد نقعها الكرملين وشرب ماءها!
أكثر ما يثير الشفقة، تلك الرهانات الكبيرة التي عقدها كثيرون في العالم العربي على وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وكأنه سيقلب المنطقة رأسا على عقب.
باختصار، لم يظهر من ترامب في المئة يوم المنصرمة، من ولايته الأولى، غير الطرائف، والفيديوهات المسلية.
*روسيا اليوم