أمريكا .. السعودية .. زواج كاثوليكي طال أمده

محويت نت

بقلم محمد أحمد شرف الدين

شغل الاعلام السعودي العالم بالزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي دونالد ترامب للمملكة السعودية نهاية مايو آيار الجاري ، حتى خيل للمواطن ان هذه الزيارة تعد مفتاحا لجنان الولايات المتحدة وشفرة لفك طلاسم الود الامريكي للمملكة ..
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يؤكد من جهته ان هذه الزيارة تاريخية وستزيد ما اسماه التعاون بين الولايات المتحدة والدول الاسلامية في التصدي للتطرف حسب تصريحات الجبير..
ترامب والسعودية ….. من اتهامها بدعم ما يسمى الارهاب ومطالبتها بالمال مقابل الحماية وتأكيده ان المملكة ودول الخليج لا تساوي شيئا لولا الدعم الامريكي لها إبان حملته الانتخابية…إلى الإشادة بدورها ومكانتها الدينية في العالم الاسلامي.. ما الذي حدث ؟ ولماذا تغيرت المواقف ؟ وهل كانت تصريحات ترامب حول السعودية خصوصا ودول الخليج عموما غباء سياسيا ؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها ؟ …
مما يحسب للمعتوه ترامب انه يصرح بمكنون السياسة الامريكية ويعلنها صراحة في وسائل الاعلام على العكس من سلفه او باما الذي كان يظهر بمظهر الحمل الوديع والصديق الوفي لعملائه …
اذا فهي السياسة الامريكية القديمة والجديدة القائمة على البراجماتية او المنفعة. فمصلحة واشنطن هي اليوم مع الرياض مادامت خزينة الشعب في نجد والحجاز تضخ المزيد والمزيد من الاموال وتعقد صفقات تلو صفقات معها لشراء اسلحة امريكية بمليارات الدولارات واخرها صفقة بيع القنابل الموجهة من شركة /رايثون كو/ بقيمة تتجاوز مليار دولار.. فضلا عن صفقات اخرى بمليارات الدولارات لتعويض ما تخسره المملكة المتهالكة في عدوانها علي اليمن جراء حرب الاستنزاف التي يقودها الشعب اليمني المستضعف والمعتدى عليه ….
غير ان اللافت للنظر ان معتوه البيت الابيض سيعقب زيارته للرياض بزيارة الكيان الصهيوني مباشرة في اشارة واضحة الى تشكيل حلف جديد في المنطقة يضم الكيانين الصهيوني والسعودي اضافة الى دول الخليج ومصر وتاتي باكستان في المقعد الاخير لهذا الحلف الجديد الذي تنوي واشنطن الاعلان عنه قريبا في مواجهة قوى المقاومة والممانعة للهيمنة الامريكية الاسرائيلية في المنقطة وهذا ما يؤكده برنامج ترامب في زيارته للمملكة حيث سيعقد لقاء ثنائيا مع سلمان يعقبه مع قادة دول الخليج واجتماعا اخر مع قادة بعض الدول العربية والاسلامية ..

إن ما يجري اليوم هو تنفيذ مخطط كبير أّعد له منذ سنوات وبشرت به وزير الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس حين اعلنت عما أسمته شرق أوسط جديد بدت ملامحة تتشكل اليوم وصارت العلاقات العربية الاسرائيلية بل والسعودية الاسرائيلية معلنة في زواج كاثوليكي يصعب الفكاك منه.. صحيح ان الاجهاز على ما بقي في عروق مملكة قرن الشيطان من اموال يعد هدفا للولايات المتحدة وغاية كبيرة وسببا رئيسا لزيارة ترامب للسعودية غير ان تشكيل هذا الحلف والاصطفاف حوله قد يكون الهدف الاكبر لهذه الزيارة ..
اننا نشهد اليوم ولادة حلف عربي واسلامي امريكي جديد تقوده واشنطن وقد يكون مقره تل ابيب من يدري ؟؟؟؟؟ …
محمد أحمد شرف الدين

مقالات ذات صلة

إغلاق