ميركل: لم يعد لأمريكا دور قيادي في العالم
محويت نت
خلافات غير مسبوقة في العصر الحديث تشهدها العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الامريكية منذ وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض والبدء بمحاولة تطبيق سياسة “الفوقيّة” على حلفاء واشنطن من شرق آسيا الى أوروبا مروراً بالشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لم يعجب القادة الأوروبيين وخاصة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكانت قمة الـ7 التي عقدت في صقلية المكان الذي تفجرت فيه الخلافات بين واشنطن واوروبا، بعد السلوكيات التي قام بها الرئيس الامريكي، إضافة الى رفضه تنفيذ اتفاق قمّة المناخ الذي عقد في باريس في العام 2015، إضافة الى رفضه حلّ أزمة اللاجئين. وترى أوروبا في اتفاقات ترامب مع المملكة العربية السعودية والاستمرار بتوقيع اتفاقيات بيع الأسلحة ضرب لما جاء في مقررات مؤتمر باريس. ومن أبرز الملفات التي يسودها التوتر بين أوروبا والولايات المتحدة هي المستحقات المالية التي تتعلق بحلف شمال الأطلسي “الناتو”، حيث يطالب ترامب الدول الاوروبية بدفع كامل مستحقاتها للحلف، كما لمح الى ضرورة ان تدفع المانيا المزيد من الاموال الى الناتو، مجددا كلامه عن الامن مقابل المال. ومن الأمور التي ساهمت بتعقيد العلاقة بين أوروبا وامريكا هي محاولة ترامب تجاهل الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون في أكثر من مناسبة، والتلميح الى ان الولايات المتحدة هي التي تقوم بحماية كل من فرنسا وألمانيا وهو الأمر الذي دفع بماكرون للوقوف الى جانب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي وجهت انتقادات قاسية للرئيس الامريكي.
ميركل: لم يعد لأمريكا دور قيادي في العالم
القادة الاوروبيون انتقدوا ترحيب ترامب المستمر بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي، معتبرين ان ترامب ومن خلال السياسات التي يتبعها فهو يريد تفكيك الاتحاد الاوروبي وإضعافه، وفي هذا الاطار أكدت ميركل على ضرورة ان تعتمد أوروبا على نفسها في مختلف الامور لا سيّما في الأمن والتجارة، كما قالت انه لم يعد لامريكا دور قيادي في العالم، داعية دول الاتحاد الاوروبي الى لعب دور أكبر في السياسة الدوليّة وخاصة بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط وأفريقيا. وانتقد القادة الاوروبيين سعي ترامب المستمر للسيطرة على مفاصل التجارة العالمية وخاصة تلك التي تمر عبر اوروبا، وقالت مصادر فرنسية ان الاتحاد الاوروبي سيقوم بمفاوضات جديّة من اجل فتح علاقات تجارية واقتصادية حقيقية مع كل من الصين وروسيا اضافة الى عدد من دول شرق آسيا، وذلك بهدف تعزيز الدور الاوروبي وخلق فرص بديلة عن الولايات المتحدة الامريكية، بما يساهم بتعزيز الاقتصاد في القارة العجوز.
تتفق الدول الاوروبية اليوم على خطورة ما يطرحه دونالد ترامب في السياسة الدولية، والدور الذي يحاول ان يلعبه لزيادة النفوذ الامريكي على اوروبا وغيرها من المناطق في العالم، لذلك فهي تعمل بشكل متماسك وككتلة واحدة على الوقوف بوجه سياساته المتهورة، ومحاولة فتح قنوات تواصل جديدة مع العالم من اجل لعب دور أكبر للتقليل من ضرر اساءة ترامب للقيم الغربية بحسب ما عبّر البعض. ومن المتوقع ان تتفاقم الازمة بين اوروبا والولايات المتحدة اذا ما استمر ترامب بانتهاج هذه السياسات مع العالم، ولكن لن تصل الامور الى حدّ القطيعة بحسب ما عبّرت مصادر فرنسية، لان العلاقات المستمرة منذ أكثر من مئة عام لن يستطيع ترامب ان يفسدها في 4 اشهر، ولكن التباين سيبقى موجود حتى وقت ليس بالقريب.