بين المغامرة والمبادرة …
محويت نت
حمير العزكي
عادت مؤخرا تحركات ومواقف الرئيس صالح الصماد لتحتل واجهة العناوين و اهتمام الاعلاميين والناشطين مع قليل من التباين في الأراء تجاهها وكثير من التباين في حجم التعاطي معها ، و تفاوت غير كبير في مستوى الغباء الكارثي لدى البعض ، والناتج عن ارتباطات واعتبارات ضيقة الأفق ومحدودة الرؤى .
لقد مثلت زيارات الرئيس الصماد الأخيرة إختراقا كبيرا وناجحا لأشد النقاط حساسية وأكثرها تعقيدا وابلغها خطورة على المستوى العسكري بزيارته لجبهات الحدود وجزيرة كمران وعلى المستوى السياسي بمحافظته على تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الصف وزيارته اليوم الى سنحان مسقط رأس الرئيس الاسبق على عبدالله صالح للمشاركة في وقفة قبلية لدعم ورفد الجبهات .
زيارتان لاتخلوان من المغامرة في ظاهرهما ، وتجسدان في عمقهما ودلالاتهما روح المبادرة والمسارعة المطلوبة والحتمية في هذه المرحلة ، ولكن اللافت للانتباه فيهما أن من تجاهلوا زيارة كمران احتفوا بزيارة سنحان ؟؟ ومن احتفلوا بزيارة كمران تجاهلوا او تناولوا على استحياء زيارة سنحان !!!! .
ورغم كل ذلك تظل الحقيقة الثابتة ، أن الرئيس الصماد محل اجماع ومحور توافق ومحط ثقة كافة القوى السياسية ، وأن ترسيخ الوحدة الداخلية والشراكة الوطنية هي الأولوية الأهم في قائمة اعماله ، تلك الشراكة التي مهما عانينا من سلبياتها نتيجة للطريقة الخاطئة التي يتعاطي البعض معها ، الا أن تلك المعاناة لن تكون بحجم كارثة انفراط عقدها ، علم ذلك من علم وجهل من جهل .
لاشك أن من لم يبالي بطيران وبارجات العدوان ولم يخش على نفسه الموت في عرض البحر لن يبالي بردات أفعال بعض الأغبياء ولن يخشى من الانتقاد ، مادامت مسؤوليته أمام الله تفرض عليه ذلك ، وواجباته تجاه وطنه تستدعي ما هو اكثر من ذلك ، ومادام معتصما بحبل الله ومتبعا لأعلام هداه ، وهذا هو الفارق الجوهري بين المغامرة والمبادرة .