في ذكرى مرور عام على انتقال السلطة للمجلس السياسي.. الثورية العليا: تداول السلطة سلميا هو الخيار الأمثل لليمنيين.
متابعات-محويت نت.
أكدت اللجنة الثورية العليا أن الخيار الأمثل للحياة السياسية في اليمن هو انتهاج التداول السلمي للسلطة، كخيار حقيقي لتجنيب اليمن الدمار والفوضى وترسيخ هذه الثقافة كواقع وسلوك.
ودعت اللجنة الثورية في بيان لها بمناسبة مرور عام على انتقال السلطة إلى المجلس السياسي الأعلى بكامل صلاحياتها وعدم إعاقته وقيام حكومة الإنقاذ بواجبها.
كما دعت اللجنة إلى تعزيز نشاط ودور المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني في مواجهة التحديات وأولها التحديات العسكرية والاقتصادية.
وناشدت اللجنة الثورية المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لكل المنتسبين للقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية للاستمرار في معركة الدفاع المقدس.
وثمنت اللجنة الثورية دور القوات المسلحة والقوة الصاروخية والأجهزة الأمنية، كما شكرت الوفد الوطني المفاوض على جهوده الدبلوماسية، وحكماء اليمن لعقد لقاء العاشر من رمضان، وأسر الشهداء وسائل الإعلام الوطنية الرسمية وغير الرسمية والإعلاميين والصحفيين والكتاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على جهودهم في مواجهة العدوان.
وحثت اللجنة الثورية أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام إلى مزيد من الوحدة والانسجام، والتنبه من محاولات شق الصف وزرع الفتنة من قبل الطابور الخامس، معربة في الوقت ذاته عن امتنانها للأحزاب السياسية التي رفضت العدوان وإغراءاته وجددت دعوتها للمرتزقة أفرادا وأحزابا سياسية العودة للوطن والتعايش مع الأطراف الأخرى لافتة إلى استحالة إلغاء الآخر مهما بلغت قوته أو دعم الخارج له ومؤكدة في الوقت ذاته على حوار يبنى على أسس واضحة.
ودعت اللجنة الثورية المملكة العربية السعودية إلى إدراك أن العدوان على البلد لن يعطيها أي خير وإنما يؤسس لحالة من الشرخ الاجتماعي والعسكري لمستقبل أطول، لافتة إلى أن اليمن لم يكن يوما ما مسيئاً للجوار.
نص البيان:
بيان رئيس اللجنة الثورية العليا بمناسبة مرور عام على التداول السلمي للسلطة
مع مرور عام على قيام اللجنة الثورية العليا بدور التسليم إلى المجلس السياسي الأعلى المكون من المؤتمر الشعبي وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم عقب إشرافها ومتابعتها لأصعب مرحلة مر بها تاريخ اليمن وهو يواجه العدوان الغاشم في أشده وقمة كبريائه وغطرسته، تعبر اللجنة الثورية عن الشكر لله وللشعب على التفاني الكبير الذي تم بين القيادة والشعب في مواجهة ذلك التحدي، إذ استطاعت اللجنة الثورية ومعها كل الشرفاء والأحرار إدارة تلك المرحلة بكل ثقة وإيمان وتفان من خلال الحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وإيصال كافة الاستحقاقات والمرتبات للموظفين إلى كل أرجاء الوطن بما فيها تلك المناطق التي خضعت للاحتلال الأمريكي الإماراتي والسعودي ومرتزقة تحالفهم، وتقديم كافة الدعم للأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة العدوان الغاشم.
وإننا في هذه المناسبة العزيزة ومن خلال متابعتنا للأوضاع التي يمر بها شعبنا اليمني العزيز نؤكد على النقاط الآتية:
– نقدم الشكر والتقدير للجيش والأمن واللجان الشعبية على الجهود الكبيرة التي يبذلونها في مواجهة الغزاة والمحتلين، ونناشد المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لتقديم كافة الدعم اللوجستي والمعنوي لكل المنتسبين للقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية للاستمرار في معركة الدفاع المقدس.
– نثمن عاليا الجهود الجبارة التي تقوم بها القوة الصاروخية على العمل الدؤوب في تطوير القوات الصاروخية التي بدأت من الصفر كما قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي بدأت بالقيام بمهامها في ظروف استثنائية وصعبة، وما وصلت إليه من إنجازات باتت تهدد العمق السعودي بكل ما تعنيه الكلمة وما تكشفه من تطور إثر تطور يستحق منا جميعا شعبا وحكومة وقيادة إلى دعم هذه الوحدة المباركة والوقوف إلى جانبها للاستمرار في قوة الردع والدفاع.
– نقدر الأجهزة الأمنية على الإنجازات التي تحققها في ظل محاولة قوى العدوان اختراق ساحة الصمود، وقدرتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، فيما يرزح وللأسف جزء من وطننا الحبيب الذي يخضع للاحتلال الإماراتي والسعودي إلى حالة من الفوضى ونهب المؤسسات في وضح النهار، وعمليات الاغتيالات والتقطع والحرابة، واتساع رقعة الانفلات الأمني والتطرف والتكفيريين، وهذا يؤكد أن الاحتلال لن يخلق سوى الفوضى والانهيار.
– نشكر الوفد الوطني المفاوض على جهوده الجبارة في مقارعة العدوان وأدواته في المحافل الدولية، ووقوفه إلى جانب صوت الشعب في عدم التعاطي مع مبعوث الأمم المتحدة – الذي أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أنه غير محايد – حتى يفي بما تعهد به من عدم عرقلة صرف الرواتب وفتح المطارات والمنافذ، ونشد على أيادي أعضاء الوفد الوطني في الاستمرار بالانسجام مع موقف الشعب الصامد والصابر وما يسطره من تضحيات جسام، وما يقدمه من دماء زكية في مختلف جبهات القتال ضد الغزاة والمحتلين حتى نصل بإذن الله إلى النصر المبين، من خلال تكاتف الجميع سياسيا وعسكريا وشعبيا واجتماعيا.
– نقدر بشكل مستمر الجهود الرائعة التي تقوم بها القوات الساحلية من تقدم مستمر في مواجهة المعركة البحرية حيث يتواجد للغزاة عشرات من الفرقاطات العسكرية التي تقصف سواحل بلدنا وتحتل بعضا من الجزر اليمنية، ونشد على أيادي أبطالها للمزيد من البذل والعطاء فنيا وعسكريا، من خلال وضع قوى العدوان في حالة غير مستقرة لا يقر لهم بال ولا يهدأ لهم حال.
– نتقدم بشكر كبير لكل موظفي الدولة في الأجهزة الأمنية والعسكرية على صبرهم على الوضع الاقتصادي وتوقف الرواتب، وهم بذلك يقدمون صوره أخرى من الصبر والصمود، ونتمنى من أعماق قلوبنا أن تقوم حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى بدور واضح وملموس وحقيقي في دفع الرواتب للموظفين ومواجهة الفساد بصورة شفافة أيا يكن هذا الفاسد ومعاقبته ومحاكمته علنا دون احتماء بحزب أو مكون، فهذه لا تقل مسؤوليتها عن مسؤولية من يدافع عن الشعب في جبهات القتال.
كما ندعو قيادة دولة روسيا الاتحادية إلى مراجعة موقفها، وتسليم الأوراق النقدية المطبوعة إلى البنك المركزي بصنعاء، كونه من أثبت القدرة على العمل لأجل الشعب اليمني بكل أطيافه بدون استثناء، والتوقف عن تسليمها إلى مرتزقة العدوان بعدن، لأن الشعب يعدها مشاركة للعدوان الأمريكي السعودي وحلفائه – دولا وجماعات – كما أكدنا للقائم بأعمال السفارة الروسية إذ ستذهب الكثير منها للجماعات التي تقومون بمواجهتها في سوريا، كون تلك الجماعات مجندة لدول العدوان وتعمل وفق مخططاته وأجنداته.
– ندعو المكونين – أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي وحلفائهم إلى مزيد من الوحدة والانسجام، والتنبه من محاولات شق الصف وزرع الفتنة من قبل الطابور الخامس الذي يسعى للنفاذ بين الصفوف، مستغلا انتمائه لأي من الطرفين، فالبلد يحتاج للوحدة والاعتصام وليس للفرقة والانقسام.
– نعبر عن العرفان والامتنان للأحزاب السياسية التي رفضت العدوان وإغراءاته وأطماعه وواجهت مساعي دول العدوان لتفتيت القوى الوطنية والسياسية الشريفة.
– ندعو كل أبناء اليمن من الأحزاب والمكونات السياسية الموجودة خارج الوطن – ولها موقف سلبي إلى جانب العدوان – إلى تحكيم العقل والمنطق وإدراك أنه لا أحد سيلغي الأخر مهما بلغت قوته أو استند إلى الخارج، أيا يكن هذا الخارج، وأن الحوار الذي يبنى على أسس واضحة من الشراكة هو حلنا الوحيد لتجاوز الخلافات، وأن يدرك الجميع أن الدول التي تعتدي على اليمن لها مصالح ومطالب وآمال غير التي لتلك الأطراف التي تقف إلى جانب العدوان.
– نوجه دعوة إلى المملكة العربية السعودية الجارة لأن تدرك أن العدوان على البلد لن يعطيها أي خير وإنما يؤسس لحالة من الشرخ الاجتماعي والعسكري لمستقبل أطول، وأن الشعب اليمني لم يكن يوما ما سيئا في جواره، وأننا من أجل ذلك قدمنا الكثير من الخطوات التي تثبت حرصنا على السلام العادل والجوار الطيب، وأن الشعب اليمني سيدافع بكل ما أوتي من قوة لمواجهة هذا العدوان الغاشم وغير المبرر .
– نقدر عاليا جهود حكماء اليمن الذين عقدوا أول اجتماع تأسيسي لهم في العاشر من شهر رمضان المبارك، ونحثهم للسير على مراقبة الوضع العام في البلد، وتقديم النصح والإرشاد، وحل كافة الخلافات عبر ما عرف عن اليمنيين أهل الحكمة والإيمان من التوصية بالخير والحق والحفاظ على مكتسبات الشعب.
– نبعث كل التقدير والعرفان لوسائل الإعلام الوطنية الرسمية وغير الرسمية وللإعلاميين والصحفيين والكتاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم من الإعلاميين والوسائل الإعلامية المتنوعة المرئية والمسموعة والمقروءة على الثبات والنشاط الكبير الذي جعل من دول العدوان تعترف بتقصيرها وعجزها وفشلها رغم ما تملكه من وسائل مختلفة وعلاقات واسعة.
– في هذه المناسبة العزيزة لا يفوتنا أن نتقدم بكل حب وتقدير ووفاء إلى أسر الشهداء والجرحى وعوائل الأسرى والمفقودين الذين بصبرهم وجهادهم ينعم الوطن بالاستقرار والعزة والكرامة، فهم تاج فوق رؤوسنا جميعا، وحقهم لا يقدر بثمن ولا يُحد بمقياس، وفِي هذا الصدد نعبر أيضا عن شكرنا للجنة الوطنية للأسرى والمعتقلين والمفقودين على جهودها الطيبة لكافة الوسائل لإرجاع الأسرى والمفقودين إلى ذويهم وكذلك لمؤسسة الشهداء ورعاية الجرحى على جهودها الطيبة ونتمنى منهم مزيدا من الاهتمام بدون اَي كلل أو ملل، ولا ننسى جرحانا خارج الوطن الذين منعهم الحصار الغاشم من العودة إلى أرض الوطن ونعلن تضامننا المطلق معهم.
– والعدوان والحصار يفتك بالشعب اليمني دمارا وقتلا أخرها انتشار وباء الكوليرا الذي جاء نتيجة العدوان والحصار ومنع دخول الدواء والمستلزمات الطبية فإننا نؤكد أنه لن يتوقف لنا جهد في متابعة كل الأطراف المحلية والدولية في مواجهة هذا الوباء، وأوله فك الحصار والسماح للأدوية والأطباء من الدخول الى اليمن.
– وبعد مرور عام على تسليم اللجنة الثورية العليا مختلف المهام للمجلس السياسي الأعلى نؤكد أن الخيار الأمثل هو انتهاج التداول السلمي للسلطة، كخيار حقيقي لتجنيب اليمن الدمار والفوضى، وأن ترسخ هذه الثقافة كواقع وسلوك، ومن هنا ندعو أيضا إلى أن يمنح المجلس السياسي الأعلى كامل الصلاحيات وأن لا يعاق من ممارسة مهامه، وأن تقوم حكومة الإنقاذ الوطني بواجباتها بعيدا عن المحاصصة أو الابتعاد عن هموم الوطن والمواطنين في ظل هذا العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه. وإننا إذ ندعو إلى تعزيز نشاط ودور المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني في مواجهة التحديات وأولها التحديات العسكرية والاقتصادية كونها ضرورة المرحلة وما يجب الانشغال به، فإننا نؤكد على استمرار الحفاظ على الفعل الثوري والشعبي كضمانة في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب اليمني، والتي باتت اليوم تتحرك بوسائل كثيرة لتنفيذ اختلالات، واستغلال وضع الشعب اليمني، لمحاولة كسر صموده وتحديه وانتصاره، في معركة الاستقلال والسيادة اليمنية، حتى دحر الغزاة والمحتلين ونشر الأمن والاستقرار ليستطيع الشعب حينئذ إقامة دولته العادلة، والتي تحافظ على مكتسبات الشعب وصموده وتضحيات أبنائه الجسام.
والنصر آت آت مهما تمادى العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه في الطغيان وارتكاب المجازر .
حفظ الله اليمن وأعز شعبه.
الرحمة للشهداء.
الشفاء العاجل للجرحى.
والخزي والعار للخونة والعملاء.
والشقاء والوبال للغزاة والمحتلين.
بتاريخ 14 – 8 – 2017م
رئيس اللجنة الثورية العليا
محمد علي الحوثي