الإعلام الإسرائيلي…حرب نفسية تواجهها ثقافة حسينية
محويت نت
*عدنان علامة*
تناقلت وسائل الإتصال الإجتماعي مطلع الإسبوع الحالي صورة الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي ( الرائد أفيخاي ادرعي ) حاملا كرتونة ناقلا ثلاث رسائل قصيرة في عدة إتجاهات .
وهي كالتالي :-
1- *إن تجرأتم فاجأناكم*.
2- *من جرود تل ابيب تحية إلی فريق 14 آذار* .
3- *لا أخاف الموت لكن تقتلني دمعة أمي*
هذه الرسائل الصغيرة لها مضمون كبير وفي أكثر من إتجاه . وقبل التطرق إلى المضمون لا بد أن نتطرق إلى الشكل . فقد تعمد الناطق الرسمي للكيان الغاصب على استعمال الصورة مع نفس الكرتونة التي استعملها مجاهدو المقاومة في توجيه أكثر من رسالة للعدو الصهيوني بعد تحرير جرود عرسال وجرود القلمون .
من المتعارف عليه بأن مهمة الناطق العسكري في أي جيش هي قراءة البيانات الصادرة عن غرفة العمليات وكل ما يتعلق بالجيش . ولكن نلاحظ أن الرائد أدرعي قد سمح له بالقيام بنشاطات إعلامية واسعة جدا وخاصة على وسائل التواصل الإجتماعي وذلك لعدة صفات يتميز بها عن غيره .فمن هو أدرعي هذا .
أفيخاي أدرعي (بالعبرية: אביחי אדרעי) (19 يوليو 1982)، رائد في الجيش الإسرائيلي، يشغل منصب الناطق باسم جيش الدفاع الاسرائيلي للإعلام العربي .
ظهر ادرعي عبر قنوات عربية لتمثيل الجيش الإسرائيلي وتبرير عملياته العسكرية، في أكثر من مناسبة، واهمها حرب لبنان 2006، عملية الرصاص المصبوب 2008-2009، عملية عامود السحاب 2012، وعملية الجرف الصامد عام 2014 .
تعود شهرته في العالم العربي لنشاطه باللغة العربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث استقطبت حساباته الرسمية على موقعي تويتر وفيسبوك أكثر من مليون متابع، والتي يظهر من خلالها تمكنه من اللغة العربية، حيث يواظب على التعليق على الكثير من الأحداث العربية، سياسية واجتماعية وفنية ورياضية، متعمد استخدام العبارات العربية الشعبية، والرموز والمصطلحات الدينية الإسلامية ، إضافة إلى الفيديوهات التي يقوم بتصويرها مع جنود عرب او مسلمين في الجيش الإسرائيلي ورغم توجه الاعلام العربي لخطاب ادرعي كخطاب معادي، عادة ما تلقى تغريداته وتصريحاته اهتمامًا كبيرًا، وكثيرا ما اعتبرت استفزازية وتحولت إلى سجال حاد ومادة للسخرية والقذف من قبل رواد الشبكة العرب، عدد من كبير تغريداته تم تداولها بشكل كبير في الاعلام العربي التقليدي والاجتماعي، وشكلت محور لمواجهات كلامية مع عدد من الإعلاميين العرب، منهم الصحفيات غادة عويس وخديجة بن قنة في قناة الجزيرة ، والإعلامي المصري جابر القرموطي .
لقد استعمل ادرعي إسلوبا ذكيا ونمطيا في التعامل مع شرائح مختلفة مع المجتمع اللبناني . فهو استخدم منطق القوة مع المقاومة
*” إن تجرأتم فاجأناكم”* واستخدم منطق اللباقة واللياقة للتذكير بأن لجماعة 14 آذار مكانة لديهم *” من جرود تل أبيب تحية إلى فريق 14 آذار “*
أما أهم رسالة وأخبثها كانت رسالة الحرب الناعمة الموجهة لمجاهدي المقاومة *” لا أخاف الموت ولكن تقتلني دمعة أمي “* وهذه الرسالة خارج السياق الأول والثاني وهي تخاطب الوجدان لتؤثر على المعنويات ولكن غاب عن أدرعي بأن مجاهدي حزب الله هم خربجو مدرسة الإمام الحسين (ع) الذي قدم روحه وأرواح أولاده وأخيه وأصحابه في معركة الحق ضد الباطل .
وتناسى ادرعي بأن مجاهدي المقاومة يقتحمون المواقع بصرخات *الله أكبر ويا حسين* بينما ضباط جنود العدو يقفون عاجزين تماما عن التصرف في الميدان وبإعترافهم كما حصل مع الناجين من ضباط وجنود العدو في كمين أنصارية.
ويتمتع أدرعي بثقافة واسعة عن العادات العربية وخاصة في شهر رمضان من حيث أثبات الهلال وانواع الطعام على مائدة الإفطار وهو يهدي السلام ويهنيء المسلمين بقدوم الشهر الكريم ليكسر حاجز العداء مع الشعوب العربية المحيطة بالكيان الغاصب كخطوة إضافية بعد تحويل بوصلة العداء إلى إيران .
فعلى أدرعي أن يتذكر بأن جيشه انسحب في العام 2000 دون قيد أو شرط وفي العام 2006 توسط لدى أمريكا بالسعي الحثيث لوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط أيضا .
الرائد أدرعي يعلم علم اليقين بأساليب الحرب النفسية والحرب الناعمة وهو يسعى جاهدا من خلال خبرته الواسعة جدا أن يؤثر على مجاهدي المقاومة وجمهورها ولكن جهوده ستبوء يقينا بالفشل الذريع وستذهب جهوده في مهب الريح .