الوزير المنشق جابر: كان معززا في صنعاء فأهين في الرياض..
محويت نت
تحدثت وسائل إعلام لما يسمى التحالف العربي عن انشقاق وزير الإعلام في حكومة صنعاء عبدالسلام جابر والتحاقه بالشرعية القابعة في فنادق الرياض، وروج له البعض بأن لديه الكثير من الملفات المهمة والخطيرة، بل والأسرار والفضائح التي من شأنها إضعاف وفضح الحوثيين أمام الرأي العام حسب ما كان يخطط لها الطرف الآخر فيما يسمى بشرعية الفار هادي.
وفي سبيل الوصول إلى إضعاف الحوثيين وكشر شوكتهم إعلاميا وسياسيا نسقت الحكومة الشرعية في الرياض مؤتمرا صحفيا وروجت له للوزير المنشق عبد السلام جابر والذي كان ناطقا رسميا لحكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء والتي اكتسبت شرعيتها من المجلس السياسي الأعلى.
وظنت الشرعية في الرياض أنها ستحقق هذه المرة إنجازا لصالح التحالف التي هي جزء منه وسبب فيه، متفائلة بأن ما في جعبة الوزير المنشق من شأنه أن يمثل فضح للحوثيين وتعريتهم وكشف تمويلهم وحجمه ومصدره ومن أين يأتي ومن يقوم بتهريبه وكيف يصل إليهم، وما نوعه، وكم عدد الأسلحة المخزنة الثقيلة التي يمتلكها الحوثيين وأين مخابؤها وكذا الصواريخ الباليستية والصواريخ المسيرة التي ربما سيفرح التحالف إذا عرف بمكانها ليستهدفها بالطيران الذي طالما سرح ومرح ودمر اليمن وارتكب الجرائم بحق الأطفال والنساء خلال الـ4 السنوات الماضية ولم يمسها بسوء.
عُقد المؤتمر في مقر السفارة اليمنية بالرياض كما كان مخططا له وفي الوقت الذي تم تحديده، وجُمعت وسائل إعلام قوى العدوان المختلفة ليكون بث هذا المؤتمر مباشرا للوزير المنشق الذين تباهوا به وتفاءلوا بما سيقدمه، غير أن الحقيقة التي وجدوها أنه لا يمتلك مما يفيد شيئا، وإنما أتى بكلام مكرر كرره من سبقه من الإعلاميين المرتزقة منذ أربع سنوات، فهو أتى ليكرر المكرر، بل وأتى ليرجفهم ويرعبهم بما يمتلكه الحوثي قائلاً إنهم جماعة ليست بسيطة وليست تلك الجماعة التي يستهان بها وإن لديها ماكينة إعلامية كبيرة تفوق ماكينة إعلام الشرعية والتحالف!
وبحسب أحد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر فإن عبدالسلام جابر تهرب من أسئلة الصحفيين التي كانت تتطلب منه أن يرد عليها بمعلومات حول ما يسمى انتهاكات الحوثي، كما تهرب من الإدلاء بمعلومات من يمول الحوثي في جبهته الإعلامية التي وصفها بالكبيرة.
وفي نهاية المؤتمر وبعد أن حدثت بينه وبين أحد الحاضرين مشادة كلامية وبعد أن كان يحاول التهرب من الإجابة عن بعض الأسئلة التي يطرحها الصحفيين، قال: “نحن إن شاء الله سنرد على الإعلام الحوثي المضلل والذي كنت أنا أحد قياداته”، وبعدها تماما استقبل حذاء رجمه به أحد الصحفيين المرتزقة في الرياض كما انهال عليه بعدد من الشتائم، واتهمه أيضا بأنه حوثي جاء ليضحك على الشرعية بعد مرور أربع سنوات.
وفيما توسل الوزير المهان الذي تلقى صفعة بالحذاء بعد أن كان معززا مكرما في صنعاء، أن لا يخرج مقطع الفديو الذي يظهر فيه وهو يرجم بالحذاء، وعده بعض الصحفيين والحاضرين بأن لا قلق، لن يخرج، لكن تعمدوا إخراجه ونشره على أوسع نطاق، بما في ذلك وسائل إعلام ما يسمى التحالف العربي، ومنها قناة الحدث التي نشرت المقطع بعنوان “شاهد ماذا حصل مع وزير منشق عن الحوثيين”، وبذلك يتضح أن الأمر مخطط بشكل مسبق، لأن الرجل معروف عنه أداؤه الضعيف، وأنه لا يمتلك شيء مهم يدلي بهم يخدم الطرف الآخر، فكان معاقبته بالحذاء أثناء البث المباشر كعقاب له ولأمثاله.
ولا شك الآن في أن الوزير عبدالسلام جابر قد انتهى تماما وتم إحراق كرته من أول ظهور له في الرياض في ذلك المؤتمر، وظهوره مجددا إذا حدث فلن يكون له أي تأثير، بل لن يجرؤ لا هو ولا الطرف السعودي أن يتم استخدامه مجددا لأنه فعلا قد أدى الخدمة في أول مؤتمر وانتهى مفعوله.
وتبقى أسئلة تطرح نفسها، لماذا فر جابر إلى الرياض؟ ولماذا لم يستقل مثله مثل ناصر باقزقوز ويبقى في صنعاء حتى وإن لم تُقبل استقالته؟ وبغض النظر إن كان يتمتع بصلاحيات أو لا، فذلك من عدمه لا يبرر له الارتماء في أحضان الطرف الآخر المعادي، لكن من جهة أخرى نستطيع القول بأنه مما لا شك في أن هروبه من صنعاء وقدومه إلى الرياض كان بتنسيق مسبق وكان بتواصل مستمر مع معنيين هناك مما يسمى الشرعية والتحالف، وهناك وزراء ووكلاء وأصحاب مناصب في حكومة صنعاء يغريهم التحالف بمناصب وأموال، وقد يعدهم فقط بمناصبهم التي هم فيها الآن موهما إياهم أن حسمه للحرب في اليمن بات قريبا وستعود الشرعية ولن يكونوا من تشكيلتها إلا إذا التحقوا بها الآن قبل فوات الأوان، فيلقى طلبه هذا ترحيبا في أنفسهم الضعيفة وسرعان ما يلبون.
صحفي يمني
رأي اليوم