مذبحة الطفولة بحي سعوان
محويت نت
بقلم.جميل القشم
فاجعة جديدة ..ضحيتها أطفال جدد في حي سكني آهل بالسكان والمدارس المتلاصقة ببعضها في منطقة سعوان.. لم يستثنهم المشروع السعودي الحاقد من صواريخه وقنابله المحرمة ، فذبح أرواحهم من الوريد إلی الوريد علی مائدة المجتمع الدولي المنافق والمتواطئ.
مرة أخری.. لم يجد تحالف الشر السعودي من فريسة سهلة للإنقضاض عليها والتعبير عن حالة اليأس والاحباط سوی أطفال حي سعوان ومدرسة الراعي ..فآتت طائرته من دون رحمة لتقذف صواريخها فوق أجسادهم فحولتها إلی أشلاء متناثرة ورحلت تاركة خلفها رائحة الموت..!!
مشهد مؤلم ينم عن حقد دفين لدی مسوخ العصر بقتل ممنهج خطف أرواح ارزاق عزام وآسيا حداد وآية الرحمن الجعفري وإيمان كدم وبثينة الخزان وبسام الشدادي وحماس القطوي وحنان الوصابي ورنا الحربي وماريا جميل ونيراد الحرازي وناصر جحاف وآخرون.. ذهبوا لمدارسهم دون أن يعودوا في جريمة تثبت بحق قبح المجتمع الدولي وعار الأمم المتحدة التي ستظل رهينة المال السعودي والهيمنة الأمريكية علی مر تأريخها.
أطفال في عمر الزهور لايملكون شيئا بأيديهم سوی ما حمله بعضهم من حقائب مدرسية ..ولاحول لهم ولا قوة يخافون من إبرة الطبيب ويبكيهم مرارة الدواء والحديث عن المستشفيات ..حصدتهم دواعش الجو السعودي في مشهد قاسي لصور مؤلمة تختزل مأساة شعب لا ينظر العالم المنافق لمظلوميته ولا يبدي أي تحرك للمجازر اليومية بحقه رغم إكتمال أركانها ومعرفة فاعليها وداعميها.
ظهر الأحد السابع من إبريل2019 م..كان المئات من طالبات مدرسة الراعي وطلاب المدارس الأهلية المجاورة في حي سعوان يترقبون جرس انتهاء اليوم الدراسي والفرحة تغمرهم ليلعبوا ويمرحوا كالعادوة أثناء خروجهم من المدرسة وفي طريق عودتهم إلی منازلهم لتنتهي الفرحة قبل أن تبدأ ودون سابق إنذار ..فغادروا دون عودة ..!!
وقعت الفاجعة والاشلاء تناثرت وامتزجت معها دماء الطالبات مع المعلمات بفعل صواريخ انقشع غبارها علی مشهد مأساوي اختلطت فيه مشاعر الحزن والأسی بالرجاء والتمني..فكان الناس يهرعون إلی مسرح المجزرة المروعة وأنفاسهم محبوسة وأرواحهم مقبوضة وقلوبهم تخفق ألما وقهرا..فسبق الآجل الآمل فإتجه الأب لاحتضان طفلته الشهيده بين ذراعية والأم هناك أغمي عليها من هول الصدمة وهي تصرخ قائلة” ابنتي قتلت وهي جاوعة” وثمة من يقلب بين الضحايا بحثا عن قريب أو جريح يتلوی من شدة الألم والمصاب ليسعفه.
أقر المجرم علی شاشات التلفزة بجريمته البشعة مدعيا بكل تبجح أنه استهدف معسكرا شمال حي سعوان رصدته أجهزته المباشرة.. فيما السيارات والمواطنون يواصلون اسعاف الأطفال الجرحی ونقل من ذبحتهم الغارات في ساحة مكشوفة تختزل بين كفتها حروف الأوجاع وأبجدية الألم.
وفي رد الفعل علی هذه المذبحة الدموية المروعة تقافز العشرات من الناشطين علی مواقع التواصل كالعادة يبررون الموت والقتل بدم بارد بمحاولات ساذجه للتخفيف من هول الفاجعة بإسقاط أمراضهم وتضليلاتهم وآرائهم وتناقضتهم العجيبة..متباهين بأن الحادثة مجرد انفجار مصنع أسلحة وسط الحي المكتظ بالسكان.
مجزرة مهولة تعكس حجم الهزيمة الأخلاقية لمن نفذها ومولها وبررها.. والمؤسف أن المجتمع الدولي ما يزال يساوي بين الضحية والجلاد.. فيما الضمير الإنساني العالمي ميتا بين حروف الصمت وأبجدية السكوت والتبريرات المخجلة..!!