رمضان اليمن .. أجواء روحانية وطقوس أزلية .
محويت نت.
رمضان اليمن .. أجواء روحانية وطقوس أزلية .
✍🏻بقلم / زينب إبراهيم الديلمي
إنَّه رمضان .. يطرقُ الأبواب على منازلنا ليهِلَّ ضيفاً عزيزاً مُباركاً ؛ وأتى إلينا ليجلب معه الخير ويُرشدنا إلى طريق الرشاد ويُربينا على الاحسان والصبر وهجران الفسوق و العصيان والعودة إلى الله لطلب الرحمة والغفران ..
شهر الغفران في اليمن له أجواءه الروحانية وطقوسهُ الخاصّة بنكهة يمنية أصيلة عذبة خرجت من ينبوع هويّته الإيمانية وحكمتهُ اليمانية .. فقُبيل أذان المغرب تعلو مآذن صنعاء برحيق تراتيل ”القريطي“ وشذى عطر تلاوة ”عامر“ الذيَن ربطا تلاوتهما الشجيّة للذكر الحكيم في رمضان خاصّة وأن اليمانيون اعتادوا سماع تلاوة الشيخين المرحومين في شهر رمضان .. مما جعلوها نوع من أنواع الأطعمة الرمضانيّة ..
شهر الاحسان الذي اتخذ اليمانيون منهُ وسيلة للتكافل الاجتماعي والاحسان إلى الغير والتعاملُ بالتواضع والتقوى ؛ كيف لا وقد وضع اللهُ تعالى ” ميزان التقوى “ عامل أساسي في إصلاح وتربية نفسُ المرء وخاصة في رمضان ؛ حيثُ أنَّ التقوى هي ” كحالة نفسيّة تسيطر على مشاعرنا “ كما قال السيّد القائد حفظه الله .. وكما يُكرر الله سبحانهُ عدّة مرات في كتابه المُحكم ” لعلَّكم تتقون “ ..
شهر القرآن الذي أُنزِلَ فيه خير كتاب وخير دستور وخير منهج ؛ شهر له ليلة القدر فهي خيرُ من ألف شهر .. شهر تنزَّلت الملائكة والروح لرسول الله صلوات الله عليه وآله ..شهر يتخذُ فيه المؤمن القرآن خير دليل ليُطبّق ما أمره ” جلَّ جلاله “ وما نهى عنه ..
شهر الجهاد والدفاع عن الأرض والعرض , حيثُ يُسارع المجاهد اليماني في سبيل الله إلى ميدان الصبر والتجلُّد والتنافس ليُنكِّل عدوهِ الأحمق الذي لا يحترم أشهر الحرم .. وتحت حرّ الشمس الشديدة يتحمّل المجاهد كُلّ أعباء ومشقّة الجوع والعطش لينال من الله الرضوان والأجر والفوز العظيم .. والقاعدون في بيوتهم والمُتقاعسين عن الجهاد والانفاق في سبيل الله ؛ لم يُدركوا ادراك تام بأنَّ الذي قال ” كُتِبَ عليكم الصيّام “ هو نفسهُ الذي قال ” كُتِبَ عليكم القتال “ وكلا الآيتان مرتبطتان بمعنى واحد ..
شهر البركات فرصة ذهبية في وصول الإنسان إلى طريق الله الأعظم ؛ وفرصة في تغذية أنفسنا بالطاعات والأعمال الصالحة .. وكذا استمدادنا بالطاقة الايمانية وزاد التقوى ؛ وما أحسن حال من استغل هذه المنحة الإلهية العظيمة وأجاد فيها.. وما أتعس حال من ضيّع وفوَّت هذه الفُرص العظيمة وفرَّط فيها !