في ذكرى ثورة سبتمبر.. قائد الثورة يؤكد في بيان هام الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطقهم وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوط حمراء

محويت نت

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين.
نبارك لشعبنا العزيز بحلول الذكرى السنوية الخامسة لانتصار الثورة الشعبية المباركة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي كان من أول وأهم وأكبر إنجازاتها التحرير لشعبنا العزيز من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية، إن مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها في المنطقة مع شعبنا العزيز ليست سوى هذه المشكلة؛ فقد استكثروا على بلدنا أن يكون مستقلًا في قراره السياسي، واستكبروا من إصرار شعبنا على حقه المشروع في إدارة شؤونه واتخاذ قراراته بعيدًا عن التدخل الخارجي بعد أن كانت نتيجة ذلك التدخل الخارجي الذي كانت تديره السفارات الأجنبية للدول العشر في صنعاء بقيادة السفير الأمريكي كارثية ومدمرة أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وسيطرت على القرار والسياسات في كل مؤسسات الدولة لتحوِّلها إلى إدارة تعمل حصريًا لصالح الخارج بدلًا من خدمة الشعب اليمني.. والنتيجة كانت هي التوجُّه التلقائي نحو الانهيار الشامل وصوملةُ البلاد لولا التحرك الشعبي الواسع في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الذي أعاد لشعبنا العزيز الاعتبار وحفظ له الكرامة وأخرجه من وصاية الأعداء المستكبرين، وقد كان التحركُ الشعبي من كل تيارات وأبناء الشعب اليمني وبمختلف المذاهب والمناطق تحت مظلةٍ واحدة وهدفٍ واحد وثورةٍ عظيمة ونقية خالصة لا تشوبُها شوائب الاستغلال الخارجي من أي طرف؛ وبتمويلٍ شعبي معروف وهو تلك القوافل التي كانت تصل من مختلف المناطق إلى مخيمات الاعتصام، وبالرغم من أن هذه الثورة المباركة تُوِّجَت باتفاق السلم والشراكة وفتحت المجال واسعًا لكل أبناء هذا البلد وقواه السياسية للتعاون والشراكة في بناء المستقبل الواعد على أساس الحرية والاستقلال، إلّا أن العملاء والخونة الذين لم يتعوَّدوا على الحرية ولا يحملون مبادئها ولا قيمها انقلبوا على هذا الاتفاق بعد أن كان مجلس الأمن قد اعترف به والأمم المتحدة والقوى الإقليمية، وقد سعى الأمريكي ومعه أدواته الإقليمية والمحلية إلى الالتفاف بالاحتيال على هذا الاتفاق وعلى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومكتسباتها الكبرى في استعادة الاستقلال والقرار السياسي، فكان أن وقف الشعب بحزم وأسقط كل المؤامرات، فاتجهوا إلى شن عدوان شاملٍ حمل وِزره وتولَّـى كِبرَه وتقلَّد عارَه النظامُ السعودي ومعه النظامُ الإماراتي ومن تحالف معهم تحت إشراف أمريكا وشراكة مع إسرائيل، وكانت أمانِـيُّهم أنهم سيحسمون المعركة خلال أسبوعين بالحد الأدنى أوشهرين بالحد الأقصـى، واعتمدوا في تكتيكِهم في هذا العدوان على التدمير الشامل والإبادة الجماعية والحصار الخانق، وفعلوا كل ما يستطيعون بهدف كسر إرادة شعبنا والوصول به إلى الانهيار والاستسلام بهدف إخضاعه والسيطرة عليه من جديد، إلَّا أن أحرار هذا البلد من مختلف مكوناته الاجتماعية والقبلية والقوى السياسية وقفوا الموقف المشرِّف بالاستعانةِ بالله تعالى والتوكلِ عليه للتصدِّي لهذا العدوان، وكانت ثمرةُ الاعتماد على الله تعالى والرهانِ عليه والثقةِ به والتوكلِ عليه هي ما نرى عليه الواقعَ الآن في العام الخامسِ منذ بدايةِ العدوان بتماسك شعبنا وثباته واتجاهه لبناء قدراته والعناية بكل عوامل الصمود وأسباب القوة، وصدق الله تعالى حيث قال: {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُو حَسْبُهُ}، لقد أثمرت تضحياتُ شعبنا وصبرُه وصمودُه نصرًا وقوة، والعدو اليوم أكثر تراجعًا وضعفًا من أي وقتٍ مضـى، وهو يتلقى الضربات الموجعة والقوية، وكان منها الضربة الموجهة لأرامكو والمصنّفةُ بأنها الضربة الأكبر التي شهدتها الساحةُ العالمية منذ أربعين عامًا..
إن كل ما يقوم به شعبنا في الدفاع عن نفسه وأرضِه واستقلالِه وحريَّته يستند فيه إلى الموقف الحقِّ والقضية العادلة والمظلومية التي لا مثيل لها والمعاناة الإنسانية التي يعترف بها كل العالم.
وإنَّنا في هذه المناسبة نؤكد على ما يلي:
ندعو شعبنا العزيز إلى الاستمرار في تعزيز كلِّ عوامل الصمود والتعاون والحفاظ على وحدة الصف، والحذر من مكائد الأعداء في إثارة المشاكل الداخلية تحت مختلف العناوين.. ونؤكد على ضرورة الاستمرار في دعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال.
نوجِّه النصح لتحالف العدوان بالتوقف عن عدوانهم والاعتبار بما قد وصلوا إليه من الفشل الذريع ولدرجةٍ بات من الواضحِ معها لكل العالم استحالةُ تحقيق الأهداف العدوانية وغير المشروعة بكسر إرادة شعبنا والسيطرةِ عليه من جديد.

ومن مصلحة تحالف العدوان الاستفادة من المبادرة التي قدَّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى؛ إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيشُ واللجانُ الشعبية الضرباتِ التي يوجهها إلى العمق بالطائرات المسيَّرة والصاروخية.
أما مع استمرار القصف والحصار والعدوان فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصلُ إلى عمق مناطقهم وإلى أهم منشآتهم الاقتصادية والنفطية والحيوية، ولا خطوط حمراء في هذا السياق.. مع تأكيدنا على المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت.
نؤكد على مواقفنا الثابتة والمبدئية تجاه قضايا أمتنا المصيرية والكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية جنبًا إلى جنبٍ مع أحرار الأمة في محور المقاومة بالتصدِّي للخطر الإسرائيلي ومناهضة الهيمنة الأمريكية والتصدِّي لكل المؤامرات الفتنوية والظالمة التي تستهدف أبناء الأمة الإسلامية، حيث تربطنا بهذا المحور الأُخوَّة الإسلامية والقضايا العادلة والمواقف الموحَّدة.
وختامًا نسأل الله تعالى أن يرحم شهدائنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره إنه نعم المولى ونعم النصير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالملك بدرالدين الحوثي
21 محرم 1441ه
21 سبتمبر 2019م

مقالات ذات صلة

إغلاق