محرقةٌ جماعيةٌ جديدة للمرتزقة قبالة منفذ البقع الحدودي

مع تزايُدِ أعداد العمليات المصورة للمجازر الجماعية التي يتعرض لها المرتزقة الذين جنّدتهم بعضُ القيادات الجنوبية للقتال نيابةً عن السعودية في صحراء البقع، بدأت تتشكل قضية اجتماعية في الجنوب، انطلاقاً من إدراكها ولو متأخراً بحجم الخطأ التي ارتكبته تلك القيادات التي ساقت أبناء المحافظات الجنوبية إلى الموت المحقّق، وقد ضاعف من هذا الأمر ما حدث في منطقة خباش بنجران حيث يتجمع المرتزقة، عندما اندلعت اشتباكاتٌ عنيفة بينهم وبين الشرطة السعودية على خلفية محاولة العشرات من المرتزقة الهروب من الجبهة بعدما شعروا أنه تم الزج بهم في محرقة لا تتوقف نيرانها.

ففي الوقت الذي تستقبل المحافظات الجنوبية من عدن إلى أبين وصولاً إلى حضرموت عشرات الصناديق لجثث المرتزقة الذين قُتلوا في صحراء البقع إلا وتظهر مشاهد جديدة من قبل الإعْلَام الحربي للجيش واللجان الشعبية لمحرقة جماعية جديدة تحصُدُ العشرات ممن تم الزجُّ بهم ومعها تصبح المحافظات الجنوبية في حالة استعداد تام، حيث تعود المجاميع المشيعة للقتلى من المقابر إلى الموانئ لتستقبل دفعة جديدة من القتلى.

ميدانياً وزع الإعْلَام الحربي للجيش واللجان الشعبية مشاهد جديدة تظهر جثث عشرات المرتزقة الذين قتلوا في معركة حدثت مؤخرا في صحراء البقع قبالة المنفذ الحدودي.

وبرغم أن الصورَ تظهر عدداً كبيراً من القتلى على امتداد الصحراء وبين الصخور إلا أنه لا يمكن القول بأنها المحرقة الأكبر التي تحدث للمرتزقة الذين تم استقدامهم لحماية الجيش السعودي والنيابة عنه في مواجهة الجيش واللجان الشعبية، لأن المشاهد السابقة تظهر مجازر جماعية يتعرض لها هؤلاء بنفس الحجم، وبما يؤكد أن تلك المجاميع تم الدفع بها نحو الموت وإراحة الجيش السعودي من هذا العبء والاستنزاف الذي كان يتعرض له.

من جانب آخر اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة السعودية والمجاميع المرتزقة الذين تم استقدامهم من جنوب اليمن إلى منفذ البقع الحدودي جنوبي السعودية.

واندلعت الاشتباكات حيث يتمركز آلاف المقاتلين من جنوب اليمن في منطقة خباش بنجران والذين يخوضون معارك في صحراء البقع بمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية.

وتشير المصادر إلى أن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين أدى إلى تطور المواجهات بحيث تدخل الجيش السعودي وقام باعتقال أَكْثَر من 22 مرتزقاً من أبناء المحافظات الجنوبية وتم إيداعهم في السجون.

وأوضحت المصادرُ إلى أن محاولةَ العشراتِ من المسلحين الهروب من الحدود السعودية بعد تعرُّضهم لكمائن خلفت مئات القتلى، هو ما دفع الشرطة السعودية لإطلاق النيران عليهم بهدف منعهم من الهروب.

وفيما لا يزال الوضع متوتراً في منطقة خباش فإن الأصواتِ الجنوبية بدأت ترتفع خاصة من قبل أهالي المسلحين الذين يخوضون معارك في جغرافيا صحراوية لم يسبق لهم التعرف عليها مما وضع المئات منهم هدفا سهلا لكمائن الجيش اليمني والحوثيين الذين أوقعوا المئات منهم قتلى وجرحى.

وفيما يحاول العدو السعودي ومعه القيادات الجنوبية التغطية على حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها المرتزقة في صحراء البقع، بمحاولة ترويج خبر سيطرتهم على سوق البقع، إلا أن كُلّ تلك الادعاءات تبخرت مع تقرير ميداني مصور بثته قناة المسيرة برفقة الجيش واللجان الشعبية الذين قاموا بجولة واسعة في سوق البقع والمنفذ الحدودي.