هل نصدق كيري هذه المرة ؟
المحويت نت -مقالات
كتبه / طالب الحسني
هل واشنطن باتت على قناعة تامة بأن تخرج من هذه الحرب ؟ هل السعودية ايضا هي الاخرى باتت أكثر إيمانا ان كل الطرق مسدودة أمام الانتصار العسكري لو جزئيا في حرب عمرها 19 شهرا وليست مجانية ؟ ربما ان هذه الاسئلة هي الاهم كمفاتيح لحلحلة شكوك كبيرة حول جدية اقفال ملف الحرب والعدوان على اليمن والذهاب إلى تسوية سياسية تحفظ بعض الشروط الامريكية السعودية ولو لفترة مؤقتة وليست دائمة .
هذه الحرب الطويلة ليست مجانية فتكلفة تغطيتها طوال هذه المدة تكاد توصل السعودية إلى حافة الافلاس لأول مرة ان عجز السعودية وصل الى 90 مليار دولار لكل عام خلال العامين الماضيين اضف إلى ذلك تراجع الاحتياط المالي من 732 مليار دولار نهاية 2014 إلى اقل من 400 مليار دولار اضطرها إلى اعلان حالة التقشف والاستدانة لما يقارب 17 مليار دولار وبيع شركات تملكها الدولة ووضع مزيد من الاجراءات للحد من الانهيار الاقتصادي دفع بمسؤولين سعوديين التصريح بان السعودية كانت على وشك اعلان الافلاس خلال الثلاثة الاعوام الماضية ودفعوا ثمن هذا التصريح العزل والاقالة الامر الامر من ذلك انها لا تحقق ادنى درجات الانجاز المطلوب منها على الاقل ، وهذا يعني أن الاستمرار في الحرب مجازفة غير محسوبة النتائج ، عدا أنها دون افق على الاقل يشجع على الاستمرار في المغامرة ، فعندما لا تتغير الخارطة الميدانية لصالح السعودية والعدوان على مدى اكثر من عام ونصف على الرغم من حجم الانفاق المهول وعشرات بل تصل احيانا إلى مئات الغارات والصواريخ التي تكلف الملايين لتغطية تحركات المرتزقة على الارض ليس لمحاولة واحدة بل عشرات أن لم تكن المئات شهريا دون ان يحدث اي تغيير حقيقي في الخارطة الميدانية ، وهذا يبعث على الاحباط المتكرر .
6 جبهات ميدانية فتحتها السعودية وزودتها بمختلف الاسلحة وتنفق على من تحشدها من المرتزقة وفتحت معسكرات تدريب وتوفر الغطاء الجوي لمحاولة تحقيق اي تقدم ميداني للوصول إلى اربع محافظات صنعاء، تعز، الحديدة ، صعدة ولكن دون جدوى على مدى اكثر من عام ونصف .
في المقابل تواجه السعودية حربا مفتوحة في الحدود ردا على عدوانها تكلفها بشكل يومي جنود ومعدات وباتت عاجزة تماما على التعامل معها او حتى التخفيف على الاقل من الخسائر فضلا عن استهداف العمق السعودي بشكل متقطع بصواريخ باليستية وصلت إلى مدينة جدة التي لا تبعد عن الرياض كثيرا وسقوط سمعتها في الوحل .
لن نغرق في هذه التفاصيل لكن هذه المعطيات الميدانية التي تؤكد الانتكاسة العسكرية للسعودية والخسائر الاقتصادية وتكلفة الحرب الباهضة وتصاعد الاصوات التي تدين ارتكاب السعودية جرائم حرب هو ما استدعى انقاذا عاجلا ولا باس أن يكون عن طريق واشنطن التي هي الاخرى بحاجة ماسة إلى اقفال ملف العدوان والحرب على اليمن قبل دخول الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض مطلع العام 2017 تلتقي الرغبة الامريكية في انهاء هذه الحرب مع نهايةعهد اوباما بتسوية سياسية ولو هشة بالحاجة السعودية إلى الخروج من هذا المازق تجعلنا نفتح آمال كبيرة بتصديق وزير الخارجية الامريكي جون كيري هذه المرة الذي طار إلى مسقط لاول مرة ومنذ 7 سنوات والاعلان عن تسوية سياسية والعودة إلى اتفاق الـ 10 من ابريل التي يتضمن ايقاف كافة العمليات العسكرية وعودة لجان لمراقبة ذلك والذهاب ألى طاولة المفاوضات بداية فبراير القادم والجديد هذه المرة هوتشكيل حكومة وحدة وطنية .
تحركات كيري جاءت بعيدة عن أبلاغ هادي وفريقه والاكتفاء بالسعودية والامارات وهي اشارة واضحة ان اي نجاح لن يتحقق دون تواقف هذان الطرفان ، أعني اليمن ويمثلة انصار الله والمؤتمر الشعبي العام – تحالف العدوان السعودية والامارات .
الامر الاخر الذي يقودنا إلى تصديق كيري والرغبة الامريكية في الخروج من هذه الحرب هو ادراك العجز العسكري فما الذي بقي ولم تقدمه امريكا على المستوى العسكري وعلى مستوى التحركات الدولية وافشال اي جهود لادنه العدوان ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب فيها والانتظار على مدى 19 شهرا دون تقدم بالاضافة إلى فشل ادارة اوباما في ملفات المنطقة من سوريا إلى العراق إلى ليبيا ومن المؤكد ان ترامب والحزب الجمهوري لن يأتي لاستكمال مشروع اوباما في المنطقة فحملة ترامب الانتخابية تبنت النقد اللاذع لكل هذه الملفات والسياسيات التي اعتمدها اوباما .والتسوية السياسية وفق الخطة المطروحة الان وان كانت سئية بالنسبة لواشطن والرياض وخيار لابد منه فأن الاستمرار هو الاسوأ.