“عفواً فقد ذبحوا الحب والبسمة على شفاة الرضيع”
مقالات -المحويت نت
يوسف الفيشي
هل هناك من يحب الإنسان أكثر من رسول الله محمد صلوات ربي عليه وعلى آله، كان يقول للحاقدين من قومة عندما يرجمونه اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وقال الله له {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} وبرغم هذا حاربوه وتحالفوا عليه وقاتلوه، هاجر فلاحقوه، ولم ينفع معهم الحب فاضطر لردعهم بالقوة لأن الحقد والإستكبار والعلو في الأرض والأطماع والجبروت والأهواء الشيطانية والطواغيت هم هكذا عدوانيين مجرمين يقتلون ويحرقون ولا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأطماعهم وارضاء لغطرستهم، ولهذا كان فرعون يقتل الأبناء ويستحيي النساء، فأرسل الله له موسى وأخاه وقال لهما فقولا له قولا لينا لعله يتذكر، فلم يتذكر واستمر في إجرامه فخرج موسى بمن معه وترك له الأرض فلاحقهم حتى أغرقه الله {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} فالعلو في الأرض والعالين في الأرض يقتلون الحب والرحمة والبسمة ولا ينفع معهم الحب والتسامح ويجب قتالهم وردعهم، وقصة هابيل وقابيل أكبر وأول مثال ودرس على ذلك، فاقرأوها بتأمل.
فالقوة لا تواجهها إلا القوة،
والنار تواجه بالنار،
والأخطار ندفعها بالأخطار،
فالحب لا يجدي مع القتلة والمجرمين والطواغيت.