هذا ما سيجنيه ابناء الجنوب من مساندتهم للعدوان السعودي
متابعات- محويت نت
يستمر تحالف العدوان السعودي الاماراتي والفار المطلوب للعدالة عبد ربه منصور هادي بحشد ابناء المحافظات الجنوبية والمناطق الحدودية الشطرية السابقة إلى جبهات كهبوب ـ ذباب ـ باب المندب، في اطار مخطط يسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي ووضع انفصال جنوب اليمن عن شمالة خيارا بديلا للفشل الذي منى بها تحالف العدوان السعودي الاماراتي في عدوانه ا لوحشي على اليمن والذي يمنضي نحو عامه الثالث دون تحقيق اي نتائج سياسية أو عسكرية.
“المستقبل” التقى المحلل السياسي والخبير في علم النفسي السياسي الدكتور عبد الخبير المهيوب للحديث عن خبايا واهداف مرامي هذه المؤامرة التي تلوح بآثار اجتماعية وسياسية كارثية والمكاسب الخسائر التي يمكن أن يجنيها الجنوبيين الذين ينخرطون في كتائب المرتزقة التابعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي في معارك الجبهات الحدودية والجبهات الجنوبية الغربية في محافظة تعز.
هنا نص الحوار؛؛؛
- ماهي برأيكم المكاسب التي سيجنيها أبناء المحافظات الجنوبية من مشاركتهم بإشعال حروب للعدوان السعودي في المناطق الشمالية والحدودية الشطرية السابقة ؟
- أبناء المحافظات الجنوبية كمواطنين لن يجنوا أية مكاسب من مشاركتهم في العدوان أو من تأييدهم لتحالف العدوان السعودي واﻹماراتي فكل يوم يخسرون ضحايا بشرية ويخسرون سمعتهم ومكانتهم وتاريخهم النضالي الذي ااستمر سنوات ضد الاستعمار البريطاني. كما أنه لا توجد مكاسب يمكن لهم اﻹستفادة منها فالمكاسب التي جلبها العدوان هي مكاسب مالية يجنيها اولئك القادة الجنوبيين الذين تورطوا بالعمالة للنظام السعودي واﻹماراتي والقطري منذ صيف 1994 وعاشوا في خدمة تلك اﻷنظمة الرجعية التي ترعاهم وتنفق عليهم مقابل تنفيذ مؤامراتهم الاستعمارية في اليمن ؛ أما المواطن في الجنوب فإنه لا يجني أي مكاسب وخاصة الشباب من أبناء الجنوب سواء اولئك الذين دفع بهم الى المعارك في الجبهات الداخلية ضد الجيش واللجان في تعز ومأرب أو الذين دفع بهم ليقاتلون دفاعا عن المملكة في حدود السعودية. هؤلاء الشباب هم أكثر الخاسرين بعد أن غرر بهم وتم استغلال حالة فقرهم وحاجتهم إلى الرغيف من قبل أولئك القادة العملاء فأتخذوهم بضاعة تباع بملايين الريالات لأنظمة الخليج لاستخدامهم كمرتزقة يستخدمون وقودا في معارك فاشلة تماما كاستخدام مرتزقة السودان واﻵسيويين والأفارقة واللاتينيين الذين يسوقونهم إلى المحارق بالمئات ويقبضوا أثمانهم أحياء وأمواتا ؛ فأبناء المحافظات الجنوبية المشاركين من أبناء الجنوب بإشعال حروب للعدوان السعودي في المناطق الشمالية لم يجنوا أية مكاسب من أي نوع بل على العكس أصبحوا يجنون الخسائر ويتجرعون اﻷلم والحسرة على أولادهم الذين باعهم العملاء للعدو من جهه وعلى أرضهم التي صارت مرتعا للإرهاب والخراب من جهه اخرى .
- الى ماذا يسعى الفأر هادي من إشعال معارك الجبهات الساحلية سياسيا وهل يمكن أن تحقق هذه الحروب للجنوبيين أهدافهم في الانفصال وفك اﻹرتباط كما يزعمون ؟
- الفار هادي لا يحمل في عقله أي أهداف سياسية فهو أصغر من أن يحمل هدف سياسي لعجزه عن تحقيق أي هدف ؛ هادي مجرد عبد مأمور ودفعه لأبناء المحافظات الجنوبية في معارك السواحل اليمنية إنما يأتي تنفيذا ﻷهداف ومخططات يرسمها العدوان السعودي اﻷمريكي الصهيوني الذي يحاول منذ عقود السيطرة على باب المندب وخليج عدن والسواحل الجنوبية والغربية لليمن ، وأهداف هذه السيطرة (سياسية اقتصادية و عسكرية ) فمن يسيطر على هذه المواقع يمكنه أن يتحكم بالعالم .
كما أن المعارك التي يشعلها العدوان بواسطة هادي سواء المعارك الساحلية أو الداخلية لن تحقق للجنوبيين أية أهداف لا سياسية ولا اقتصادية ولا اجتماعية لأنها معارك تخدم العدوان وحده ولأنها معارك فاشلة وألحقت بأبناء الجنوب و بمناطق الجنوب اليمني أضرارا كبيرة أكثر بكثير مما ألحقته بمناطق الشمال ؛ والمستفيد الوحيد ماديا من هذه المعارك هو الفار هادي ومن معه من العملاء ؛ و موضوع اﻹنفصال و فك اﻹرتباط هو موضوع إعلامي فقط يحاول العدوان أن يروج له إعلاميا بهدف الضغط على الشمال للحصول على تنازلات ؛ لكنه على الواقع الفعلي مستحيل والعدوان و هادي يعرفون ذلك.
- هل ترون أن ثمه مخاطر اجتماعية ونفسية محتملة في المستقبل جراء حروب الجنوبيين المنخرطين ضمن كتائب العدوان ومليشيات هادي حاليا ؟
- انخراط بعض أبناء الجنوب في كتائب العدوان وقيام هادي ببيعهم ودفعهم إلى معارك خاسرة قد تسببت فعلا في ظهور مخاطر اجتماعية ونفسية كبيرة بدت واضحة لدى العديد من اﻷسر في الجنوب وخاصة تلك التي خسرت أبناء ها في تلك المعارك وتركت أغلب جثثهم وأشلاؤهم متناثرة في الصحاري السعودية وفي الجبال والوديان الداخلية دون أدنى اهتمام من هادي أو من النظام السعودي ؛ ومن المحتمل أن تزداد تلك المخاطر حدة في المستقبل وتنعكس على أبناء الجنوب أنفسهم وستسبب في حدوث صراعات فيما بينهم وبين المتسببين في دفع أبنائهم لمناصرة العدوان ضد اليمن ، لأن الذكريات المؤلمة في نفوس اﻵباء واﻷمهات والزوجات واليتامى في الجنوب ستظل قائمة خاصة وأن القتلى من أبنائهم لم يكونوا في معارك الدفاع عن الوطن كما أخبرهم عملاء العدوان ..هادي وأعوانه بل دفع بهم هادي على حين غرة في معارك تخدم العدوان السعودي الأمريكي ضد وطنهم وقبض ثمنهم .
- اعلن الجنوبيون سابقا أنهم حرروا محافظاتهم خلال الفترة الماضية من ما أسموه “الاحتلال الشمالي” وفتحوها لما سموه “قوات التحرير” فلماذا يشعلون حروبا في محافظات شمالية ؟
- الجنوب للأسف منذ تولى هادي رئاسة الجمهورية اليمنية وفق مبادرة الخليج وقع رهينة بيد القوى التي تدين بالولاء للسعودية واﻹمارات وقطر وللإخوان ؛ وهذه القوى نشطت نشاطا كبيرا في الجنوب وبتمويل سعودي خليجي وتواطئ من هادي وحكومته حتى أصبحت تلك القوى تشكل أدوات فاعلة للقوى الرجعية لتنفيذ مخططات استعمارية تستهدف جنوب اليمن والتي تظهر اليوم واضحة وجلية ؛ فالمظاهرات والهتاف برحيل ما أسموه بالمستعمر الشمالي وطرد الشماليين كانت أول حلقة من مسلسل السيطرة اﻹستعمارية على الجنوب ؛ والحلقة الثانية إفراغ الجنوب من الجيش الشمالي وإنزال قوات أمريكية سعودية إماراتية في الجنوب وإحكام السيطرة عليه ؛ والحلقة الثالثة إعداد الجنوب لشن حرب ضد الشمال ؛ لأن بقاء الشمال قويا يشكل قوة رادعة ومعيقة لتنفيذ مخطط السيطرة ؛ لهذا رأت قوات العدوان أن تشن حربا على الشمال لكن الشمال كان جاهزا للمواجهه وبقوة لم يتوقعها العدوان وﻻا أذناب العدوان ..وبدا أن الشمال لن يفرط في الجنوب ولن يمكن العدوان من تحقيق أهدافه في الجنوب طال الزمن أو قصر .
- هل من مخاطر اجتماعية وسياسية جراء استمرار تحالف العدوان والفار هادي بدفع الجنوبيين لحرب في جبهات شمالية وحدودية شطرية سابقة ؟
- العدوان السعودي كان يهدف الى تمزيق النسيج اﻹجتماعي في اليمن حينما اوعز الى هادي باعلان الأقاليم وبذل في ذلك أموالا طائلة ولا يزال ؛ ولكنه بعد سنتين من عدوانه على اليمن وهزائمه المتلاحقة وخسائره الفادحة داخل اليمن وخارجه وعلى تراب أرضه أصبح هو نفسه مهددا بتمزيق النسيج اﻹجتماعي داخل مملكته فالحركات الثورية في شرق المملكة وعدم انصياع المواطنين في جنوب المملكة ﻷوامره ونشاط المعارضة في الخارج والكبت الشديد الذي يعانيه المواطنون والصراع الطائفي والمذهبي كلها تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي في المملكة ؛ كما أن السمعة السيئة التي اكتسبها من عدوانه على اليمن وجرائمه ضد اﻹنسانية في اليمن جعلته أعجز من أن ينجح في تمزيق المجتمع اليمني بدليل التلاحم الشعبي اليمني الصلب الذي يزداد صلابة يوما بعد يوم في الشمال وضعف التفاعل الشعبي من قبل الجنوبيين مع مخططاته ؛ فاليمنيين اليوم أكثر تلاحما وتضامنا في مواجهه العدوان السعودي الأمريكي وعليه فالعدوان أعجز من أن يفتت المجتمع اليمني الذي أصبح اكثر صلابة في قوته وتماسكه .
- ماذا يريد العدوان السعودي من الجنوب؟
- العدوان السعودي الأمريكي يريد السيطرة على المناطق الجنوبية والغربية من محافظة تعز ليخضع باب المندب وخليج عدن والساحل الغربي والجنوبي لليمن لسيطرته؛ والعدوان السعودي هو مجرد منفذ لأهداف العدوان الأمريكي وهذا معناه كما أسلفت السيطرة والتحكم السياسي والاقتصادي والعسكري في العالم ؛ كما أن السيطرة على المندب معناها السيطرة والتحكم بقناة السويس ؛ ولا ننسى أن اسرائيل العظمى من الفرات الى النيل لن تكون إلا بالتحكم على هذه المنطقة ؛ وما محاولة ضم الجزر المصرية تيران وصنافير إلى الخارطة السعودية إلا واحدة من خطط السيطرة وهي داخلة ضمن خريطة إسرائيل العظمى ؛ فالصمود اليمني ضد العدوان يعطل كل هذه المحاولات ليس من أجل اليمن ولكن من أجل الحفاظ على بقاء الوطن العربي قائما متماسكا؛ وحتى لا يأتي اليوم الذي تقول فيه اﻷجيال العربية القادمة أن اليمنيين فرطوا بباب المندب وسلموه لليهود وباعوا القضية العربية دعما ﻹقامة إمبراطورية إسرائيل على أرض العرب .
نحن العرب قد ننسى ونتخلى عن تحقيق أهدافنا لكن الصهاينة لن ينسوا ولن يتخلوا عن تحقيق أهدافهم ؛ وهدفهم اﻷسمى هو إقامة إمبراطورية صهيون على أرض العرب من الفرات إلى النيل ؛ وهذا لن ينسوه أبدا طالما بقيت إسرائيل على أرض فلسطين ؛ وللأسف بعض العرب هم من يساعدون الصهيونية على تحقيق أهدافها وفي مقدمتهم مملكة آل سعود وأغلب إمارات الخليج ليس من اليوم بل منذ أن أطلقت صرخة الوحدة العربية بعد ثورة مصر عام 1952 م .