الإمارات تؤسس جيشاً إقليمياً لانفصال جنوبي اليمن.. ولكن جهودها في مهبِّ الريح!
محويت نت
منذ استعادَتْ قوة يمنية درَّبتها وموَّلتها الإمارات ميناء المكلا الجنوبي من مقاتلي تنظيم القاعدة قبل عام، أصبحت مساعي الإمارات لتعزيز ما تحقق من تقدم في مهب الريح بفعل الخصومات التقليدية.
فالانقسامات داخل المجتمع اليمني القبلي بالإضافة إلى النزعات الانفصالية بين القوات والقيادات في الشطر الجنوبي الذي كان دولة مستقلة في يوم من الأيام تجعل بناء جيش حقيقي مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للإمارات في الوقت الراهن، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
كما أنها قد تدفع الإمارات للغوص أكثر في المستنقع اليمني.
ويقول ضباط من الإمارات، إن الوضع جعل من الصعب عليهم الزحف شمالاً، بما يعزز ما حقَّقوه من مكاسب إقليمية. ويضيفون أن الهجوم الجنوبي تباطأ منذ عَبَر حدود محافظة تعز.
وقال ضابط بجيش الإمارات “تعز جزء من الشمال، والجنوبيون لا يريدون القتال خارج حدودهم، وكان أخذهم إلى هناك تحدياً كبيراً”.
ركَّزت الإمارات جهودها على بناء قوة يمنية منذ أن قلَّصت وجود قواتها على الخطوط الأمامية، في أعقاب هجوم صاروخي شنَّته انصار الله، أسفر عن مقتل العشرات من جنود الإمارات ودول خليجية أخرى في شرقي مأرب، في سبتمبر/ أيلول عام 2015.
ويقول ضباط كبار من الإمارات، إن قواتهم درَّبت أكثر من 11 ألف جندي يمني من حضرموت، و14 ألفاً من عدن وثلاث محافظات، وتدفع لهم أجورهم.. ومع ذلك يصعب تحقيق الوحدة.
وقال مسؤول عسكري كبير من الإمارات، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: “في اليمن الحضرمي لا يقاتل إلا من أجل حضرمي آخر. ومن المهم الاحتفاظ بتجمّعات إقليمية عندما تؤسس الكتائب”.
غير أن المجهود الحربي قد يصبح الآن في المرتبة الثانية، بعد الحماس لإحياء دولة جنوبية.
والآن يبدو أن القوات المحلية تعطي الأولوية للقتال على حدود الشطر الجنوبي على القتال في أراضٍ تعتبرها بلداً أجنبياً.
وقال اللواء أحمد بن بريك محافظ حضرموت، في مقر إقامته الخاضع لحراسة مشددة في المكلا: “إذا لم يحدث سلام مع الشمال سننفصل”.
وفي عدن على مسافة 480 كيلومتراً إلى الغرب من المكلا، بدأت الانقسامات تتصاعد بين قوات هادي والقوات المؤيدة للانفصال.
ووقعت احتجاجات في الشوارع على قرار هادي، الأسبوع الماضي، بعزل عيداروس الزبيدي محافظ عدن الانفصالي، الذي يحظى بدعم الإمارات.
وربما يزداد تعقيد دور الإمارات في اليمن، بسبب مشاركة مقاتلين ملثمين مزودين بعتاد عسكري زودتهم به الإمارات.
* المشهد اليمني – رويترز