الامم المتحدة نصيرة المظلومين
محويت نت
محمد احمد شرف الدين
ولد الشيخ مرة اخرى في العاصمة صنعاء مبعوثا دوليا للأمم المتحدة لإحياء ماراثون المفاوضات السياسية..
الأمم المتحدة التي لم تفٍ بتعهداتها تجاه الشعب اليمني فيما يخص دفع رواتب الموظفين وقطعت وعودا متكررة بذلك لالزام قوى العدوان بعدم التعرض للاستحقاق الانساني والاخلاقي والطبيعي كون مساومة الشعب اليمني في لقمة عيشه تعد وسيلة رخيصه من وسائل العدوان التي يعترف بها ومن اشد الجرائم بحق الانسانية ها هي ذي توفد مبعوثها الى صنعاء للحديث عن استئناف المفاوضات السياسية …
والسؤال هنا لماذا توفد المنظمة الدولية ولد الشيخ في هذا الوقت بالذات؟
في ظل حديث امريكي سعودي عن امكانية الهجوم على ميناء الحديدة لليمن والسيطرة عليه والاجهاز على الشريان الوحيد الذي يتنافس منه الشعب اليمني..
من المعروف أن الامم المتحدة لاتولي اليمن ومظلوميته وحصاره أية أهمية او اعتبار باعتبارها مظلة دولية لقوى الاستكبار العالمي المتمثلة بالدول الخمس دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة..ولا يمكن لأي قرار من هذه المظلة الدولية ان يخرج عن عباءة تلك الدول… اضافة الى شراء مملكة الدواعش لهذه المنظمة بمالها المدنس وشراء الاصوات التي قد تنادي من هنا او هناك وتندد بما يحصل من جرائم وحشية يندى لها الجبين بحق ابناء الشعب اليمني ولن ننسى المواقف الفاضحة للامين العام لامم المتحدة السابق بان كي مون بحق هذه المملكة والتراجع عنها استجابة لضغط الدنس السعودي.. إذا فمنظمة كهذه تعد مظلة لدول الاستكبار العالمي ومرتعا خصبا لقوى الهيمنة تحاول تحريك المياه السياسية الراكدة والحديث عن مفاوضات محتمله او ما شاكل لن يكون تحركها انسانيا او احساسا منها بالمسؤولية تجاه ما يتعرض له هذا الشعب الصابر المحتسب بل لإيهام العالم ان هناك مفاوضات سياسية قائمة لاسيما بعد الانتصارات الإلهية المتواصلة للمجاهدين من ابناء الجيش واللجان الشعبية في جبهات الحدود والداخل…
كما ترمي الامم المتحدة التي تعد احد اركان تحالف العدوان على اليمن بمناورتها هذه الى خلخلة الجبهة الداخلية والعسكرية منها بالذات وإصابتها بالوهن والفتور والتعويل على المفاوضات السياسية بعد ما شاهدته من حجم الاعداد والتجهيز غير المسبوق لمعركة الساحل المصيرية التي جعلت العدو يعيد حساباته المرة تلو الاخرى قبل ان يقدم على خطوة جريئة ومتهورة كهذه..وهو ما اجبر تحالف العدوان على التراجع مبدئيا عن الاقدام على مثل هذه الخطوة…
نقطة اخرى يجب الالتفات اليها وهي ان الولايات المتحدة والكيان السعودي يريدان من هذه المناورة الأممية تحقيق ابسط نصر عسكري من خلال الايحاء ان مهمة ولد الشيخ تأتي للحديث عما يسمى تسليم ميناء الحديدة الى قوات دولية مقابل فتح مطار صنعاء وإعادة آلاف الجرحى والعالقين لاكثر من عام خارج الوطن..وكأن المسألة اصبح مسلما بها ولم يتبق الا مراسم التوقيع على صك بيع ميناء الحديدة لحفنة من أراذل العالم …
ان استمرار اللقاءات مع الامم المتحدة باتت جزءا من العبث طالما وهي عاجزة عن فعل أي شيئ حتى تفي بتعهداتها الانسانية والاخلاقية او تعلن موقفا صريحا بعجزها وتحمل المعتدي المسؤولية الكاملة تجاه مافعله وبفعله بحق ابناء الشعب..أما التستر على تحالف العدوان وأذنابه وشرعنة ابادة الشعب اليمني وتجويعه وحصاره والحديث بالمقابل عن مفاوضات سياسية فهو الاستهتار بذاته بهذا الشعب ودمائه التي تسفك يوميا وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع …