السيد نصرالله يكشف في عيد التحرير الثاني عن مفأجات كبيرة …التفاصيل
وشدد السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله في بعلبك بمناسبة عيد التحرير الثاني، على أن “اتخاذ الدولة اللبنانية قرار المعركة في فجر الجرود هو قرار بالغ الأهمية وهو يمثل شكلاً من أشكال اتخاذ القرار السياسي السيادي”، واعتبر أن هذا القرار “احد انجازات العهد الجديد الذي يمثله فخامة الرئيس العماد ميشال عون الرجل الذي كنت أقول عنه ونحن في حزب الله نقول انه رجل شجاع وقائد مستقل لا يتبع ولا يخضع لأي دولة أو سفارة أو ضغوط او ترهيب وهذا أقوله اليوم للأمانة التاريخية”.
وكشف السيد نصر الله أنه “عندما تحقق الانتصار في جرود عرسال، أبلغ الأميركيون المسؤولين اللبنانيين رسالة انزعاج بسبب تدخل حزب الله في العملية وعندما قررت الدولة اللبنانية ان يقوم الجيش اللبناني الباسل بتحرير ما بقي من ارض لبنانية في الجرود، عاد الأميركيون من جديد وطلبوا من المسؤولين اللبنانيين عدم القيام بالعملية العسكرية وهددوا بقطع المساعدات على الجيش اذا اقدمت الدولة على تنفيذ العملية العسكرية”.
وأعلن السيد نصر الله أن أميركا لم تكن تريد أن تخرج داعش من تلال البقاع وجروده، وقال إنه “عندما وجد الأميركيون اصراراً طالبوا تأجيلها للعام المقبل وخلال هذه السنة الله أعلم ما كان مخططاً، وهذا الضغط ادى الى ارتباك في مكان ما وهذا طبيعي لأنه تهديد أميركي بقطع المساعدات على الجيش اللبناني”، وتابع أنه “هنا ميزة أن يكون لدينا رئيس جمهورية كالعماد ميشال عون الذي يحفظ هيبة الدولة، واذا تراجعت الدولة عن قرار العملية لما بقيت دولة أو جيش أو حكومة، فأين دولة السيادة والاستقلال الذتي نتحدث عنها اذا الأميركيين ألغوا قراراً للدولة؟ الرئيس عون جمع مجلس الدفاع الأعلى بحضور رئيس الحكومة والقادة وحسم القرار اللبناني، ومن الانصاف أن رئيس الحكومة سعد الحريري وافق على المضي في هذا القرار ورئيس مجلس النواب نبيه بري موقفه معروف”.
واعتبر السيد نصرالله أنه يجب أن تتعزز الثقة السياسية بقدرة الجيش اللبناني على القيام بالعمليات الخطيرة وهذه الثقة يجب ان تتعزز عند السياسيين، وأكد أن قيادة الجيش والجيش اللبناني أثبتوا انهم جديرون بهذه الثقة، وتابع أن “دعم الثقة اللبناني ليزداد قوة هو مطلبنا منذ قديم الزمان وهو يعزز قدرة لبنان على مواجهة كل الأخطار وتقوية الجيش لا يحيل المعادلة الى التقاعد بل يزيدها تألقا لأنه مهما ازداد الجيش قوة وازدادت المقاومة قوة سنبقى بحاجة الى المزيد من القوى عندما نتحدث عن الاطماع الاسرائيلية وكما قال الرئيس بري عادوا ليسرقوا الماء والنفط والغاز والحدود. ومشتبه من يظن أننا نريد جيشا ضعيفاً”.
وقال السيد نصر الله أنه “نحن أمام تجربة جديدة وهي صناعة القرار السيادي ومن هنا يبدأ استعادة سيادة الدولة والقرار بالقرار السيادي باتخاذ القرار الشجاع الذي يتطابق مع مصلحة لبنان”، اضاف “يوم تقول أن مصلحة حزب الله بقاء الارهاب في الجبال ويوم تقول عكس ذلك، فلتختاروا موقفاً واضحاً انطلاقاً من هذه النقطة، ونحن وكما ذكر رئيس الجمهورية في احتفال المديرية العامة للأمن العام أننا ننتظر قراراً سيادياً آخراً لأن هناك أرضا لبنانية لا زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتابع أنه “اليوم في يوم التحرير الثاني لاستكمال التحرير الأول نطالب بخطة لتحرير مزارع شبعا والتلال بقرار سيادي، وأنا لا اطالب باعلان حرب مع اسرائيل بل أطالب بجدية لوضع خطة متكاملة لتحرير الأرض واستعادتها للسيادة اللبنانية ونحن في حزب الله نعلق آمالاً كثيراً أن يتحقق هذا الانجاز في عهد فخامة الرئيس ميشال عون”.
وقال الأمين العام لحزب الله إن الجيش اللبناني سيطر بشكل جيد على الحدود الشمالية ومنع ان تتحول هذه الحدود الى موطئ قدم لأي جماعة مسلحة، وأشار إلى أن المشكلة كانت في الحدود الشرقية مع سوريا حيث سيطرت الجماعات المسلحة على طرفي الحدود وعلى آلاف الكيلومترات وشكل ذلك قاعدة تهديد حقيقية لسوريا ولبنان، وأضاف “لكن لأن سوريا كانت كلها تحترق كان الخطر على لبنان اضافة للتهديد الصريح بالقيام بإمارة في لبنان حتى البحر الأبيض المتوسط وهذا كله موثق ومارس ارهابه بقصف على القرى والبلدات وانتحاريين وهذا الموضوع لم يتوقف حتى التحرير الثاني”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن اللبنانيين اختلفوا في قتال أوضح عدو والذي يجمع عليه كل العالم انه عدو للامة العربية، وأوضح أنه “كنا أمام 3 خيارات: البعض أخذ موقف الحياد، والبعض كان يتعامل بايجابية مع هذه التنظيمات عبر تسهيلات وطعام ساخن، والخيار الثالث كان المواجهة”، وأشار إلى أنه في خيار المواجهة “واجهنا الى جانب الجيش العربي السوري لأن هناك ارض واحدة في الجانبين تمت السيطرة عليها الى جانب الجيش العربي السوري بدأنا من القصير واستمرت المعارك حتى جديدة يابوس وكانت الجماعات المسلحة تسيطر عليها وقاتلنا هناك وقاتلنا داخل الاراضي اللبنانية في السلسلة الشرقية وقدمنا نحن والجيش العربي السوري اعداد كبيرة من الشهداء والجرحة وانتقلنا من نصر الى نصر واستعدنا الارض حتى المرحلة الأخيرة في تموز 2017 وخلال السنوات الأخيرة كان الجيش اللبناني خاض معركة في محيط عرسال ودخل في مواجهات في رأس بعلبك والقاع”.
وأضاف السيد حسن نصر الله أنه وفي “المرحلة السابقة وبسبب الانقسام السياسي لم تتمكن الدولة اللبنانية من اتخاذ قرار حاسم في هذا الموضوع، لكنها للانصاف دخلت في مواجهة أمنية واضحة مع الخلايا الارهابية وشبكات الارهاب وحقق الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وأمن العام وأمن الدولة انجازات مهمة ورائعة وفي هذا الصيف آن الأوان للانتهاء من الاحتلال خصوصا ان التهديد عاد من جديد من خلال التحضير لارسال سيارات مفخخة او انتحاريين او التحضير للهجوم واحتلال بلدتين لبنانيتين واتخاذ اهلها رهائن من أجل المفاوضة عليهم على سجناء في رومية وفرض شروط معينة على الدولة اللبنانية”، وقال إن “الاعلام الحربي نشر فيديو عثروه في شريط وهو كلام واضح عن التحضير لقصف بلدتين “صليبيتين” حسب تعبيره والسيطرة عليها واضح أن الارهاب في الجرود أعاد تفعيله مع بداية هذا الربيع والصيف كان استحقاقا كبيرا”.
وأعلن السيد نصر الله أن “قيادة الجيش اللبناني كانت جاهزة للدخول في معركة عرسال الا ان القرار السياسي لم يتخذ فذهبنا نحن الى جرود عرسال وجرود فليطا، ذهبنا الى العملية وانجزنا المهمة وحررنا الارض المحتلة في جرود عرسال واستعدنا اسرى اعزاء ورفات شهداء وعايشتم ذاك النصر وكالعادة اللبنانية بدل الاحتفال بالنصر ذهبنا الى السجال، 26 شهيد مسرحية؟”، وتابع أنه “في المرحلة الأخيرة أعلمنا الجميع أننا نريد ان ننهي في هذا الصيف معركة الجرود قبل ان يبدأ الشتاء ويهطل الثلج وان لا يبقى جنود الجيش اللبناني والمقاومون في الثلوج والجبال، وقيل لنا “طولوا بالكن” لأن الدولة اللبنانية تريد أن يحرر الجيش اللبناني باقي الجرود في راس بعلبك والقاع والفاكهة وقلنا انها غاية السعادة وقدمنا خدماتنا اذا طلب منا اي شيء وقلنا لهم اننا موجودون في الجهة الأخرى، وقلت بالحرف “فليكن مسك الختام لتحرير الأرض هو على يد الجيش اللبناني”.
وقدر الأمين العام لحزب الله تضحيات الجيش العربي السوري من البداية الى النهاية “وهو الذي قدم عدد كبير من الشهداء على هذه الأرض خصوصاً في المعركة الأخيرة، هم قاتلوا من أجل ومن أجل لبنان بناء على طلبنا”، وأوضح السيد نصر الله أن “تحرير جرود فليطا والجراجير وقارة لم يكن أولوية حالياً للقيادة السورية فهو يقود معركة على امتداد المعركة ولديه اولويات قتالية”، وأضح أنه “ذهبنا الى القيادة السورية وقلنا اننا نريد انهاء الخطر على الحدود، ولم يكن يعني شيء للقيادة السورية أن يقتل داعش في القلمون الغربي او ان ينتقلوا بل كان يحرج القيادة السورية لانه أول مرة يحصل مع داعش الا اننا نحن طلبنا لأنه لدينا قضية وطنية انسانية ولا نستطيع كشف مصير الجنود الا من خلال هذا التفاوض”، وكشف أنه ذهب شخصياً عند الرئيس بشار الأسد وطلب منه المساعدة بنقل داعش من القلمون، وقال له “كيف نفاوض فقال لي انه اذا ارادت الدولة اللبنانية التفاوض عليها هي التواصل معنا”.
ووجه السيد نصر الله التحية إلى الرئيس بشار الأسد وإلى كل الإخوة السوريين وخصوصاً الجيش العربي السوري “على مساهمتهم الحقيقية والجذرية في انجاز هذا التحرير”، وقال إنه “وفي هذا السياق، بعض الناس يفترضون انه حينما ندعي للتنسيق كاننا نفرض على الحكومة لكن هذا رأينا فقط لأننا نرى فيها مصلحة اقتصادية للبنان ولا نريد اسقاط الحكومة بل نريد استمرارها لأنه يحقق مصلحة لبنان”، وتابع “اسمعوا مني لكي لا نظهر اننا تابعين فلنجلس بهدوء ونفكر بمصلحتنا، مثلا نحن لدينا مشكلة مع السعودية لكن لم نمنع يوماً العلاقات مع سوريا، الأمر نفسه مع سوريا فلنأخذ قراراً سيادياً بعيداً عن قرارات السفارات”.
كما توجه السيد نصر الله بالشكر بالشكر الجزيل الى الجمهورية الاسلامية في ايران “الى رئيسها وشعبها ومجلسها وقواتها المسلحة وحرسها الثوري والى كل فرد من هذا الشعب الايراني العزيز لدعمهم الدائم للمقاومة وسوريا والعراق”، وبارك السيد نصر الله للعراق تحرير قضاء تلعفر وبالتالي تحرير كل محافظة نينوى “والتي شهدت أفظع ارتكابات داعش باسم الاسلام من مجازر وهدم الكنائب والمقامات الدينية والذبح”، كما شكر استعداد ايران الدائم لدعم الجيش اللبناني دون شروط او تهديدات او تدخل بالقرار السيادي اللبناني، وهي تحملت عبء المشروع الاميركي الاسرائيلي والمتمثل بداعش.
وقال السيد نصر الله إن العدو الاسرائيلي أزعجه التحرير الثاني والتكامل على جبهتي القتال، وإن العدو يبكي أيتامه ويعترف بهزيمة مشروعه وأصدقائه في سوريا، ويبحث كيف يثبت موقعه ويدفع الأخطار عنه عبر اللجوء للادارة الاميركية وممارسة ضغوط على ايران والشعب المظلوم في اليمن، وأوضح أن أولوية اسرائيل في المنطقة هي استخدام الاخربين لمصلحتها قبل خوض الحروب، “واذا استفادت من الضغط الاميركي في مجلس الأمن الدولي آخرها كان السعي الأميركي البريطاني لتعديل القرار الدولي 1701 وتعديل مهام اليونيفيل لتصبح في خدمة أمن اسرائيل وهي تتنافى مه مهام اليونيفيل وهم فشلوا”، وأوضح أنه “نحن أمام تجربة سياسية مهمة وهي وزارة الخارجية اللبنانية التي قامت باتصالاتها وعبرت عن موقف لبنان الرافض لأي تعديل، والاخوة في وزارة الخارجية الايرانية بذلوا جهوداً أيضا ففشلت محاولة تعديل مهام اليونيفيل، مع العلم أن أحداً في الأمم المتحدة لم يتحدث عن الخروقات الاسرائيلية للبنان”.
وأعلن السيد نصرالله تأييده الدعوات التي صدرت عن الرؤساء الثلاثة بتهدئة المناخ الوطني ووقف السجالات، ودعا إلى معالجة ذيول الاحداث التي حصلت وادت الى هذا الانتصار”، وأشار إلى أن “الحدود هي مسؤولية الجيش اللبناني دون نقاش ولم ندّع يوماً انها مسؤوليتنا ونحن جاهزون لتقديم المواقع للجيش وبالتالي اليوم الحدود الشرقية”، وتابع “يا اهلنا في البقاع وهي في عهدة الجيش اللبناني، والحدود الشمالية مع سوريا اذا كان هناك اشكالات او التباسات يجب معالجته والاسراع في تطبيع الاوضاع الداخلية”.
وشدد السيد نصر الله على أنه من المطلوب “وضع برنامج تطبيع للعلاقات لبلسمة الجراح وتهدئة النفوس خصوصا مع اهلنا الكرام في عرسال وبقية البلدات والاسراع في محامة الموقوفين في السجون لأن هناك شريحة كبيرة من اخواننا السنة يحتاجون لاقفال هذا الملف”.
ودعا السيد نصرالله إلى “الانتهاء من قصة ان في لبنان قلب واطراف اي أن بيروت والجبل هي قلب الوطن، وان هناك منطقة أهم من أخرى يجب ان ننتهي منه، كل شبر أرض في وطننا في الجنوب او البقاع او الشمال هو مسؤولية الوطن ايا كان المحتل والمغتصب، ومن اهم شروط الدولة العادلة تنفيذ بند ان اللبنانيين متساويين بالحقوق والواجبات” وطالب السيد نصر الله “بالانماء المتوازن فالبقاع يحتاج الى انصاف من الدولة وان ترى الدولة اللبنانية انه جزء عزيز من لبنان وكذلك شريك البقاع في الحرمان هي عكار لذا نطالبكم بالانصاف والانماء المتوازن والحضور العسكري والامني للدولة اللبنانية، هذا البقاع أمنه هو مسؤولية الدولة، ولا يجوز ان يسمح لبعض اللصوص وقطاع الطرق والمفسدين والعصابات وتجار المخدرات ان يشوهوا صورة هذه المنطقة او ان يهددوا اي شريعة اجتماعية تعيش في هذه المنطقة”.
وأوضح أنه “الدولة في المرحلة الأخيرة قامت بانجازات كبيرة في الآونة الأخيرة وهذا يجب ان يستمر واهلنا في الباع معنيين بالتعاطي الايجابي مع وجود الجيش والاجهزة الأمنية وقد يحصل خطأ هنا او هناك والاصل هو التعاطي الايجابي لأن لا بديل لنا لا في البقاع ولا في غير البقاع عن الدولة”، وشدد على أن “المقاومة هنا ليست بديلاً ولا أحد يحملنا ما لا نستطيع ولا نطيق ولا يمكننا اعتقال ابن شخص لأن سرق او قتل لأنها مسؤولية الدولة، نحن مسؤولين عن مطالبة الدولة لتتحمل مسؤوليتها الأمنية، والانصاف يقتضي القول ان الجهد في السنوات الماضية من المعنيين لتحسين البقاع وبعلبك الهرمل وهذا دون التوقع والدولة يجب ان توازن بين حضورها الأمني والانمائي اذا لم يكتملان المنطقة ستواجه الفشل”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن المشروع الأميركي والاسرائيلي يسقط ويتهاوى في المنطقة، وعلى أن الاحلام الاميركية والاسرائيلية التي بنيت على داعش واخواتها من الجماعات الارهابية قد سقطت ومن الحق الهزيمة بهذا المشروع هو محور المقاومة بمساعدة من روسيا وككل انتصار هناك اثمان وأشار إلى أنه “هناك ماكينة ضخمة تعمل على تصوير حزب الله انه حالة مدمرة وخطرة، وسيأتي الأميركيون لخدمة اسرائيل ستطالب الحكومة اللبناني من حل أزمة حزب الله لأننا نحن نشكل خطراً على اسرائيل، وبالتالي سنتعرض لضغوط وتصويرنا اننا خطر وفي الوقت التي تمثل فيه أميركا الخطر خصوصا في عهد ترامب، فمصير العالم عالق بين كيم يونغ اون ودونالد ترامب، وادارة ترامب اخذت العلاقات مع روسيا والصين الى ادنى مستوى وتكاد تعلن الحرب على فنزويلا وتهدد بالغاء الاتفاق النووي وترعى الخلافات الخليجية لأن أميركا قادرة بغمزة أن تحل أزمة قطر الا انه من مصلحتها استمرار العدوان على اليمن ولو ارادت اميركا ايقاف الاعتداء لاوقفتها، حتى باكستان الحليف التاريخي لأميركا قام ترامب باهانة هذا البلد وجيشه، قد نكون أمام اعادة صياغة أميركية لنموذج جديد بعد انتهاء داعش بعنوان جديد”.
وخاطب السيد نصرالله أهل البقاع قائلاً “يا اهلنا في البقاع هذا التحرير الثاني هو ثمرة ايمانكم وصبركم وثباتكم وجهادكم الدامي والمتواصل وشهدائكم وهذه ثمار دماء اعزائكم وشبابكم وفلذات أكبادكم ونتاج خياركم الصحيح وبصيرتكم النافذة وعدم فراركم من الزحف، كيف يمكن ان ننسى تلك السنوات من رباط ابنائكم على الجبال العلية في عواصف البرد وكيف ننسى قوافل الشهداء في كل بلدة وكيف ننسى مواقف عوائل الشهداء؟ يا اهلنا في البقاع اريد ان اكرر ما قاله اليوم قادة كبار: عيد التحرير يثبت أن كلفة المقاومة أقل بكثير من كلفة الاستسلام، وهذا عيد كل لبنان وهو عيدكم بالدرجة الأولى وخذوه مباركاً وعزيزاً وهو لائق بكم، ويبقى كل الشكر للمقاومين المجاهدين الاعزاء وللمقاومة كلها بقادتها وكوادرها ومقاتليها وشهدائها وجرحاها واسراها وجمهورها وتضياتهم، لعباسها وراغبها وعمادها وذوالفقارها وحسانها والرجال والامهات والصغار الذين أعرف ان صغارنا واحفادنا الذي يستعجلون ليصلون الى عمر 16 او 17 ليلتحقوا بدورات المقال في المقاومة ويستعجلون لعمر 18 ليلتحقوا بجبهات المقاومة”.
وأمل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن يوقظ الله ضمائر الشعوب والنخب والمسؤولين على امتداد امتنا الاسلامية للخروج من هذه المحنة والفتنة التي ضربت عالمنا العربي والاسلامي، وقال إن المشهد المشهد في جبل عرفات اليوم يعبر عن مكامن قوة أمتنا.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “اليوم هو التاسع من شهر ذي الحجة المعروف بين المسلمين بيوم عرفة ويقف اليوم أكثر من مليوني حاج في صعيد عرفات على ارض واحدة يلبسون ثوباً واحداً هو أشبه بالكفن الأبيض ولا يمكننا التمييز بين غني وفقير والكل ينهج باسم الله ويدعونه ويتوسلون اليه”، والسيد حسن نصر الله لحجاج بيت الله الحرام أن يعودوا إلى وطنهم سالمين غانمين محفوظين، وأضاف “أيضا في يوم عرفة نتوجه من هنا بقلوبنا الى كربلاء الحسين في مثل يوم أمس خرج الحسين مع عائلته وأصحابه وأهل بيته من مكة الى كربلاء”، وتابع أن “الحجاج كانوا يأتون من عرفة ليضحوا بالنعاج قربة الى الله الا ان الإمام الحسين عليه السلام كان يغادر مكة المكرمة ليقدم نفسه وفلذات أكباده واخوته واقاربه وانصاره وليعرض نسائه للسبي ليسلم هذا الدين وتستيقظ هذه الأمة”.
وتوجه السيد نصر الله إلى من قدم أعظم التضحيات وهو الإمام الحسين “الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وجاهد في الله وكان طوال التاريخ وسيبقى الى قيام الساعة ملهم الثوار والمقاومين في كل العالم وفي التاريخ واسوة المضحين وقدوة الصابرين”، وأضاف “نتوجه اليه بالزيارة من هنا ونقول له السلام عليك يا سيدي ويا مولاي وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم”.
وبارك السيد نصر الله انتصار الجيش والشعب والمقاومة على الإرهابيين الذين احتلوا ارضنا الغالية، وأعلن أن عيد التحرير الثاني في 28 آب، وسأل الله الرحمة للشهداء صنّاع النصر الحقيقيين.
وقدم السيد نصر الله اعتذاره إلى الجميع، وقال “أود أن اعتذر منكم جميعاً لأنه من المفترض أن أكون بينكم في مدينة بعلبك في هذا الحفل العظيم كما ذهبت إلى بنت جبيل في 25 أيار عام 2000 لكن للأسف الظروف مختلفة وما بعد حرب تموز 2006 ليس مثل كما قبل حرب تموز خصوصاً في مثل هذه الايام التي فيها أميركا واسرائيل غاضبتين ومشروعهما في المنطقة سيسقط والاخوان لم يسمحوا لي بالمجيئ قائلين لي فلنترك الفرح فرحاً”.
وأضاف السيد نصر الله “نجتمع هنا اليوم لنحتفل بعرس وطني جديد بتحرير جديد ولنتفق على مصطلح واحد وهو التحرير الثاني لأن عدد الانتصارات كبير ولا نلحق أن نعد فالانتصار الاول كان عان 1985 عندما انسحبت اسرائيل من بيروت وعدد من المناطق اللبنانية”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى اقدام النظام الليبي البائد في 31 آب عام 1978 على ارتكاب جريمة اختطاف سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر واخويه، وقال إن الإمام الصدر كان “رجلاً في أمة وأمة في رجل وفي حجم أمة وفي حجم تطلعات وأمال أمة”، وتابع “وفي هذه الذكرى وفي هذه القضية لا أستطيع أن أضيف شيئا حول هذه القضية عما قاله الأخ الأكبر رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري والذي أتوجه اليه بالشكر الكبير على مواقفه الوطنية الشجاعة والحكيمة والذي يثبت دائماً أنه رجل التحدي وضمانة الجمع والوحدة الوطنية”.
واعاد السيد نصر الله التذكير بخطاب القسم الذي اعلنه الإمام الصدر من ساحة مرجة راس العين في مدينة بعلبك وقال :”ومن هنا من جوار ساحة القسم عندما رفع يده الشريفة وهتف خلفه عشرات الآلاف لأقول له يا سيدنا وامامنا ان ابناءك وبناتك في حركة أمل وحزب الله واصلوا دربك في القاومة والتحرير والتنمية وخدمة الانسان والحفاظ على لبنان وعيشه الواحد والمشترك بين المسلمين والمسيحيين والدفاع عن المحرومين وعلاقته المميزة مع سوريا ودفاعه عن القدس وفلسطين، وعلى هذه الطريق قدم أهلك آلاف الشهداء وما بدلوا تبديلاً ولن يبدلوا تبديلاً وكلهم أملا بأن تعود كما كنت وكما انت المعلم والهادي على طريق الانتصارات فيا سيدنا هذا التحرير الثاين الذ1ي نحتفل فيه هو وعد زرعك الذي أثمر كما الانتصار عام 2000″.
المصدر: موقع المنار